تقرير..

عام الصراع والانقلابات العسكرية في الساحل والصحراء

"أرشيفية"

برلين

شهدت منطقة الساحل والصحراء الأفريقي في عام 2020 أحداثًا كبيرة ما جعلها محط أنظار العالم أجمع، ويرجع سبب ذلك الاهتمام إلى «انقلاب مالي» و«مقتل زعيم القاعدة في بلاد المغرب»، وكذلك الصراع بين تنظيمي القاعدة وداعش في تلك المنطقة.

بينما كان العالم في حالة سكون نتيجة أزمة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، كانت المنطقة محط أنظار قادة العالم حيث تعددت مؤتمرات الدعم والمساندة الدولية التي تعكس قوة الإصرار والالتزام الدولي بأمن واستقرار الساحل الأفريقي.

للمزيد.. بقوة القانون.. أوروبا تواجه الإرهاب في الساحل الأفريقي


قمة «بو» الفرنسية:

في يناير 2020، استضافت باريس، قمة بو الفرنسية، أُعلن خلالها إقامة التحالف الدولي من أجل الساحل وهو تحالف يضم فرنسا والاتحاد الأوروبي والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وعدد من الدول الأخرى.

وتعول مجموعة الخمس بالساحل على التنسيق بين أجهزتها لمواجهة التحديات الأمنية، وتجنب مخاطر الفوضى التي تهدد بعض بلدانها، وفي هذا الإطار اتفق قادة الجيوش وأجهزة الأمن بالمجموعة على تفعيل آليات التعاون بين الدول الأعضاء وشركائها في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة وتكييف عمل المجموعة مع متطلبات المرحلة والتطورات المتلاحقة.

الانقلاب العسكري في مالي:

في 19 أغسطس 2020، أعلن رئيس مالي استقالته من منصبه وحل البرلمان والحكومة، وذلك بعد اعتقاله على يد عسكريين متمردين، في انقلاب أدانته الأسرة الدولية.

وأثار الانقلاب العسكري ردود فعل وإدانة دولية إلى جانب تحذيرات من فوضى جديدة داخل دولة هي مركز القتال ضد التهديدات الإرهابية المتنامية في الساحل. 

وفي 20 سبتمبر2020 ، أعلن المجلس العسكري في مالي، تعيين وزير الدفاع الأسبق با نداو، رئيسًا انتقاليًّا للبلاد.

وسيتولى الوزير السابق منصب رئيس الدولة خلال أشهر عدة تسبق عودة المدنيين إلى الحكم. 


مقتل درودكال:

في يونيو 2020، تمكنت من تصفية أحد أخطر إرهابيي أفريقيا، المدعو عبدالمالك درودكال، زعيم تنظيم «القاعدة» في المغرب الإسلامي، وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين الموجودة في مالي وبوركينا فاسو.

وأعلنت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورنس بارلي، فى تغريدة لها على موقع التواصل «تويتر»، القضاء على أكبر رأس في التنظيمات الجهادية في الساحل الأفريقي، وقالت: «في 3 يونيو تمكنت القوات العسكرية الفرنسية، بدعم من الشركاء، من تحييد أمير تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، عبدالمالك درودكال والعديد من المقربين منه، وذلك خلال عملية في شمال مالي».

يعتبر عبدالمالك درودكال، المكنى بـ«أبومصعب عبدالودود»، من أكثر المتشددين فى شمال مالي، وفي عام 2001 تولى إمارة «الجماعة السلفية للدعوة والقتال»، التي نشأت في الجزائر إثر إلغاء الانتخابات التي فازت فيها «الجبهة الإسلامية للإنقاذ» عام 1991، وتولى زعامة التنظيم بعد مقتل أميرها «أبوإبراهيم مصطفى» عام 2004.

وبحسب تقارير أمنية للجيش الجزائري، فإن «أبومصعب» كان على تواصل مع الجهادى «سعيد مخلوفي» عام 1992، وأقنعه بالالتحاق بالجبال عامًا بعد ذلك، لتكليفه بمأمورية صنع المتفجرات اعتمادًا على تخصصه العلمي في مجال الكيماويات، قبل إدارته لورشات تصنيع الأسلحة عام 1996، فقد امتلك خبرة علمية ومهارات في صناعة التفجيرات، وتكلف رئاسة ورش التصنيع العسكري لما تعرف بــ«كتائب الأهوال والنسف»، وأسند إليه لاحقًا إمارة كتيبة «القدس» والتي أشرف خلالها على التصنيع والتكوين العسكري للمسلحين.


صراع القاعدة وداعش:

في أبريل 2020، تجددت الاشتباكات المسلحة، 2020، بين مسلحي كتيبة ماسينا، التابعة لما تعرف بجماعة «نصرة الإسلام والمسلمين»، والموالية لتنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، وبين مسلحي تنظيم «داعش»، في ولاية موبتي، وسط مالي؛ ما ينذر بتزايد وتيرة العنف في تلك البقعة الملتهبة.

وجاءت المواجهات بعد سلسلة خلافات شديدة؛ سببها بسط النفوذ في المنطقة؛ إذ قتل عناصر «داعش» شخصًا في منطقة نفوذ تقليدي لكتيبة ماسينا، وهو ما رفضته عناصر الكتيبة الموالية لتنظيم القاعدة.

وفي شهر مارس 2020، اندلعت اشتباكات عنيفة بين التنظيمين، بالقرب من الحدود الموريتانية، سقط فيها العديد من القتلى والأسرى، وذلك بعد فشل مفاوضات سرية لتسوية صراع النفوذ بينهما.

وينشط «داعش»، في منطقة شمال ووسط مالي، مستغلًا النزاعات العرقية، ورغبة السيطرة على الموارد النفطية.