المعارضة السورية تستعد لساعة الصفر على كافة الجبهات
دمشق
صرح وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو اليوم الخميس بأن هناك لقاء مرتقبا بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين، وذلك لبحث التطورات في محافظة إدلب بشمال غرب سورية.
وقال تشاووش أوغلو في مقابلة مع محطة “تي.آر.تي” التركية اليوم :”سنكثف المحادثات مع روسيا بشأن إدلب في الأيام المقبلة … لم نصل إلى النقطة التي نريدها وهناك لقاء مرتقب بين الرئيسين التركي والروسي”، دون ذكر أية تفاصيل بشأن الموعد أو المكان المتوقع للقاء.
وكانت تقارير قد تحدثت عن احتمال عقد قمة تركية روسية إيرانية قريبا.
وعن الأوضاع في إدلب، في ظل استمرار عمليات الجيش السوري المدعوم من روسيا، وفي ظل استمرار التعزيزات العسكرية التركية هناك، قال الوزير :”إدلب تشهد أسوأ كارثة إنسانية، وسنتخذ الخطوات اللازمة لوقفها”.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال أمس إن قيام بلاده بعملية عسكرية في إدلب “مسألة وقت”.
وقال :”لسوء الحظ لم نصل إلى حل مع الجانب الروسي حول إدلب، والمطروح على الطاولة بعيدا عن تطلعاتنا، وها نحن نطلق التحذير الأخير”.
وأضاف تشاووش أوغلو اليوم :”رئيس الجمهورية هو من يتخذ القرارات بشأن إدلب وفق التطورات في الميدان”.
الى ذلك قال مسؤول تركي اليوم الخميس إن تركيا وروسيا تبحثان تسيير دوريات مشتركة كوسيلة للتوصل إلى اتفاق من أجل وقف القتال ووقف نزوح المدنيين في منطقة إدلب السورية، وذلك بعد يوم من تهديد أنقرة بعمل عسكري لدحر قوات الحكومة السورية.
وفشلت تركيا وروسيا، اللتان تدعمان أطرافا متحاربة في الحرب المستمرة منذ تسعة أعوام، في التوصل لاتفاق بعد جولتي محادثات في الأسبوعين الأخيرين.
وقال المسؤول التركي إن المحادثات مع روسيا “لم تكن بلا جدوى” وأضاف المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه أن المحادثات حققت تقدما لكنها لم تتمخض عن قرار نهائي.
وتابع قائلا “روسيا تصر على موقفها بأن تنسحب تركيا من إدلب وتخلي مواقع المراقبة التي أقامتها منذ البداية. الانسحاب من إدلب أو إخلاء مواقع المراقبة ليسا مطروحين للنقاش”.
وأضاف “يجري مناقشة عدة إجراءات. على سبيل المثال، ضمان الأمن عبر مسؤولي أمن أتراك وروس والقيام بدوريات مشتركة قد يكون أمرا ممكنا”. وذكر أن أنقرة وموسكو تتوقعان من رئيسي البلدين “حسم المسألة”.
ومن جهة اخرى وضعت جميع فصائل المعارض السورية في محافظات ادلب وحلب وحماة في حالة جاهزية كاملة استعداداً لبدء معركة ضد القوات الحكومية السورية .
وقال القائد العسكري في الجيش السوري الحر العميد فاتح حسون لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب. أ) :” رفعت كافة فصائل الجيش الوطني والجبهة الوطنية الجاهزية اليوم الخميس استعداداً للمعركة المرتقبة وعلى كل الجبهات ، مع اقتراب المهلة التي حددتها تركيا لانسحاب القوات الحكومية من مناطق التي سيطرت عليها مؤخراً في ريف حلب الجنوبي والغربي وادلب وحماة وفق اتفاق سوتشي الموقع بين روسيا وتركيا”.
وأكد العميد حسون :” قصفت فصائل المعارضة بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ مواقع القوات الحكومية السورية في بلدة النيرب غرب مدينة سراقب وحققت إصابات مباشرة ، رداً على القصف الجوي الروسي الذي استهدف بلدة سرمين شمال غرب مدينة سراقب بريف ادلب الشرقي “. وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال أمس الإربعاء ، أمام كتلة حزب العدالة والتنمية في البرلمان التركي ، إن ” انطلاق عملية إدلب بات مسألة وقت” ، مؤكداً بالقول “ذات ليلة قد نأتي على حين غرّة “.
ودفعت تركيا أكثر من 10 آلاف مقاتل من قوات النخبة والتي تعرف باسم الكوماندوز وأكثر من ألفي عربة قتالية إلى محافظة ادلب وريف حلب بعد تقدم القوات السورية وسيطرتها على المناطق التي تعتبرها خاضعة لاتفاق سوتشي .
من جانبه قال قائد ميداني يقاتل مع القوات الحكومية السورية لـ ( د. ب. أ ) إن ” مواقع الجيش السوري في مدينة سراقب وبلدة النيرب تتعرض لقصف عنيف جداً براجمات الصواريخ والمدفعية “.
وقال مصدر في الدفاع المدني التابع للمعارضة السورية لـ ( د. ب. أ ) إن ” الطيران الحربي السوري شن اليوم غارات على مدينة اريحا وبلدات سرمين وبلدة قميناس شرق إدلب أصيب خلالها أكثر من سبعة اشخاص وفق الأرقام الاولية “.
من جهتها، ناشدت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة تركيا الخميس استقبال مزيد من اللاجئين مع فرار مئات الآلاف من شمال غرب سوريا أمام هجوم قوات الجيش السوري على آخر جيب تنتشر فيه فصائل جهادية ومعارضة.
وقال فيليبو غراندي رئيس المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في بيان “نحتاج إلى إنهاء القتال وطريق آمن للحفاظ على الأرواح”.
وقال غراندي: “أناشد أيضًا الدول المجاورة، بما في ذلك تركيا، توسيع نطاق استقبال الواصلين، حتى يتمكن من هم أكثر عرضة للخطر من الوصول إلى بر الأمان”.
قالت تركيا إنها غير مستعدة لفتح حدودها أمام موجة جديدة من اللاجئين، علما أنها تستقبل 3,6 مليون لاجئ من سوريا.
وقال غراندي إن هناك “استنزافاً لقدرات” الدول المجاورة و”الدعم الشعبي” لديها وطلب المزيد من الدعم الدولي للحكومات التي تستقبل لاجئين.
تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 900 ألف شخص فروا من ديارهم أو المخيمات التي يعيشون فيها في شمال غرب سوريا بسبب التصعيد الأخير، في ما يعد أكبر موجة نزوح منذ بدء النزاع قبل تسع سنوات.
وتوجه معظم النازحين إلى شمال محافظة إدلب وإلى محافظة حلب حيث يواجهون ظروفا صعبة لا سيما بسبب رداءة الطقس والصقيع.
وقال غراندي إن 80 في المئة من النازحين نساء وأطفال وشدد على أهمية توفير ممر آمن لإيصال المساعدات الإنسانية إليهم.
وأوضح غراندي أن لدى المفوضية مخزونات في المنطقة لتلبية الاحتياجات العاجلة لما يصل إلى 2,1 مليون شخص، بما في ذلك خيام لإيواء 400 ألف شخص، مشيرًا إلى أن عدد المدنيين في المحافظة يقدر بنحو أربعة ملايين.
وقال غراندي “لا يمكن أن يدفع آلاف الأبرياء ثمن انقسام المجتمع الدولي الذي سيكون عجزه عن إيجاد حل لهذه الأزمة وصمة عار خطيرة على ضميرنا الجماعي الدولي”.
ويقول المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا إن أكثر من 400 مدني قتلوا منذ بدء الهجوم الذي تنفذه القوات السورية في كانون الاول/ديسمبر، في حين يصل عدد قتلى النزاع إلى 380 ألفاً.
من جانبه، دان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الخميس “بأشد العبارات” الهجمات التي تشنها قوات الجيش السوري في ادلب بشمال غرب سوريا، وذلك عند وصوله لحضور القمة الأوروبية في بروكسل.
وقال ماكرون “اليوم، انها احدى أسوأ المآسي الإنسانية التي تحصل” في منطقة ادلب، آخر معقل للجهاديين وفصائل معارضة في سوريا حيث نزح نحو مليون شخص هربا من هجوم قوات النظام المدعوم بالطيران الروسي.