تقارير وتحليلات
اليمن..
غريفيث: محاولات الحوثيين السيطرة على مأرب بالقوة يهدد السلام
مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث
دعا مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث الخميس إلى وقف هجوم الحوثيين على مأرب الخاضعة لسيطرة الحكومة وحذر من أن “السعي لانتزاع السيطرة على الأراضي بالقوة يهدد كل آفاق عملية السلام”.
وأشار غريفيث إلى أن "تحقيق تطلعات اليمنيين يكون من خلال عملية سياسية شاملة بقيادة يمنية تحت رعاية أممية وبدعم دولي".
وشن الحوثيون المدعومون من إيران حملة للسيطرة على مأرب الواقعة على بعد نحو 120 كلم شرقي العاصمة صنعاء منذ نحو عام وكثفوا هجماتهم في الأيام الماضية.
وتزامن التصعيد مع جهود جديدة للأمم المتحدة والولايات المتحدة لإنهاء الحرب التي تقول المنظمة الدولية إنها تسببت في أكبر أزمة إنسانية في العالم. وشملت تلك الجهود رفع الولايات المتحدة تصنيف الجماعة كمنظمة إرهابية والذي كانت قد وضعته إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب في يناير الماضي.
وصعّد المتمردون الحوثيون استهدافَهم لمواقع سعودية في مسعى لدفع الرياض إلى القبول بسيطرتهم على مأرب المدينة الإستراتيجية المليئة بالنفط والغاز، ما يمكنهم من السيطرة على الشمال اليمني وتجميع الأوراق المؤثرة قبل الدخول في أي محادثات جديدة مع الحكومة اليمنية، لأن هذا الإنجاز سيقوض بشكل ملموس المواقع التفاوضية للحكومة المعترف بها دوليا.
وتمثل مأرب نقطة قوة للمتمردين في حال سيطروا عليها، ليس فقط بسبب مخزونها النفطي وإنما أيضا لموقعها الإستراتيجي الذي يربط بحضرموت والجنوب ويسهم في حماية صنعاء، فضلا عن أن السيطرة عليها قد تكون خيارا أسهل من خط تعز، وهي تمثل ركيزة رئيسية بالنسبة إلى الحوثيين في حال تم تطبيق نظام الأقاليم، وحولت الجماعة المناطق التي تسيطر عليها إلى إقليم شمالي يضم أبرز المدن والنقاط الحوثية.
والثلاثاء، حذّر مسؤولون بالأمم المتحدة من أن هجوم جماعة الحوثي للسيطرة على مدينة مأرب يهدد بتشريد مئات الآلاف وتعقيد الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب.
وتمثل منطقة مأرب ملاذا لمئات الآلاف الذين فروا من العنف خلال الحرب اليمنية المستمرة منذ نحو ست سنوات، فيما زاد عدد سكان المدينة الرئيسية هناك سريعا.
وقال مسؤول المساعدات بالأمم المتحدة مارك لوكوك إنّ “الهجوم على المدينة سيعرض مليوني مدني للخطر، حيث قد يضطر مئات الآلاف للفرار، بما لذلك من عواقب إنسانية لا يمكن تصورها”.
وحذرت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة من أن القتال المحتدم منذ عام على خطوط الجبهة عند مأرب شرد 106 ألف و 449 شخصا.
وأشارت المنظمة إلى إمكانية أن يؤدي أي تغير كبير في خط الجبهة إلى تشريد 385 ألفا آخرين. وتقول إن هناك 125 موقعا للنازحين حول مأرب.
وكان المبعوث الأممي مارتن غريفيث قال في وقت سابق إن استئناف الحوثيين للعمليات العسكرية مبعث قلق شديد في وقت تجددت فيه المساعي الدبلوماسية.