شؤون العرب والخليج

ماذا يكمن وراء تشدّق رموز الإخوان بالفضيلة؟

جماعة الإخوان الإرهابية

باريس

تساءل المحلل السياسي الفرنسي إيان هامل، الكاتب في مجلة "لو بوان"، عن ظاهرة تشدّق رموز وقيادات التنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابية، بالأخلاق والفضيلة في أحاديثهم وخطبهم، بينما يعيشون حياة أخرى في الواقع لا تتقيد بأيّ ضوابط وبعيدة كل البُعد عن شعاراتهم ونصائحهم للمُسلمين.

وجاء في مقال له "كيف يُمكن لنا أن نُفسّر أن بعض الشخصيات المؤثرة في جماعة الإخوان المسلمين، على الصعيد الدولي، تُعطي دروساً في الأخلاق باستمرار، في حين أنهم غالباً ما يعيشون حياة خاصة منحلة تماماً؟"، مُشيراً في هذا الصدد إلى إلى أنّ المرء يفكر على الفور في حفيد مؤسس الجماعة، طارق رمضان، الذي أعلن قضاة التحقيق الفرنسيون عن الوصول لدلائل قوية في تُهم الاغتصاب الموجّهة له، مما يمهد الطريق لمحاكمة له ستُعقد مطلع العام 2023، وذلك بعد أن تمّ سجنه من قبل والإفراج عنه في 2018 ضمن شروط، وتابع "هذه هي أيضاً حالة محمد كرموس، رئيس رابطة مسلمي سويسرا، الذي تمّ تصويره دون علمه وهو يمارس الجنس مع فتاة التقى بها قبل يوم واحد فقط".

وجاء في المقال الذي نشرته شبكة "غلوبال ووتش أناليز" الفرنسية للدراسات الجيوسياسية، والمعنية بمكافحة الإرهاب والتطرّف، في أغسطس(آب)الجاري، أنّ "طارق رمضان، المُتهم بارتكاب خمس جرائم اغتصاب في فرنسا، لم يُحاكم بعد"، لكنّ مؤلف كتاب "إصلاح راديكالي: الأخلاق الإسلامية والتحرير" أقرّ بالفعل بوجود علاقات جنسية متعددة مع المُدّعيات عليه مؤكداً أنّه بالمقابل ضحية "مؤامرة سياسية".

وقال هامل، إنّه "وبينما يُطلق طارق رمضان على نفسه اسم (عالم مسلم)، تُظهر حياته الخاصة الفاسدة أنه في الواقع لا يقضي وقته في المكتبات كما يزعم"، مُشيراً إلى أنّ التحقيق الفرنسي لم يكشف فقط أنّ الواعظ، الذي كان يحظى بالاحترام في أوروبا من قبل جمهور مسلم كبير جداً، كان "مغازلاً قهرياً"، إذ يُوصف في مُحيطه بأنه مهووس حقيقي بالجنس، وبإرسال عشرات الرسائل غير اللائقة للنساء اللواتي يتعرّف عليهن.

إذاً، كيف يُفسّر هوسه بالتنديد، لمدة ربع قرن، بالعلاقات خارج نطاق الزواج؟ ليُثير في جميع محاضراته الأخلاق والأخلاق فقط؟ وكان يُشار إليه على أنّه واعظ قاسٍ تجاه الذين يُمارسون الزنا"، ويذهب الواعظ السويسري، حفيد حسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، إلى أبعد من ذلك في دروسه الأخلاقية: إذ بصفته رمزاً للتواضع، فهو يُهاجم المسلمين الذين يذهبون إلى حمامات السباحة! ويقول إنها ليست إسلامية، ولا ينبغي للمُسلمين مُراقبة مُرتاديها.

ويُتابع الكاتب والإعلامي الفرنسي القول: إنها مغامرة مختلفة للغاية وأقل خطورة بكثير حدثت لمحمد كرموس، وهو أقل شهرة من طارق رمضان في فرنسا، لكنّه يتمتع بنفوذ أكبر في سويسرا، ويذكر هامل أنّه تمّ خداع محمد كرموس من قبل اثنين من المُبتزّين لأهداف مادية، إذ أرسلوا له فتاة صغيرة من منطقة كليرمون فيران الفرنسية، قابلته في متحف الحضارات الإسلامية، وهو متحف ترأسه زوجته نادية كرموس، إذ تعرض عليه الفتاة الغريبة علاقة جنسية يقبلها على الفور دون أن يعلم بوجود تصوير، ولاحقاً طالبه المُبتزّون في البداية بـِ 4300 فرنك سويسري دفعها فوراً، ثم طالبوه بـِ 20000 فرنك سويسري، لكنّه لم يتم دفع الفدية الثانية وقام بتقديم شكوى، كما تقول صحيفة "لو ماتين" الفرنسية التي حضرت المحاكمة، ووصفت كرموس بأنه "لا يقبل للآخرين إقامة العلاقات مع النساء" لكن هو نفسه اعترف خلال حياته بارتكاب سلوكيات غير لائقة.

يُشار إلى أنّ عائلة كرموس، المُرتبطة بجماعة الإخوان، كانت من أكثر المدافعين المتحمسين عن طارق رمضان، ومع ذلك، فإن السؤال الذي يستحق أن يُطرح: لماذا يحرص رموز الإخوان بشكل بالغ على الحديث عن الأخلاق بينما يدفعون جمهورهم للشعور بالذنب؟ يتساءل إيان هامل، في ختام مقالته.

عمليات شباب الانتفاضة تزلزل الداخل وصدى بروكسل يدوّي في الخارج


فضائح التناقضات بين غروسي وعراقجي: لعبة الهروب من آلية الزناد وسط تصاعد الدعوات للتغيير في بروكسل


انسجام الغراوي عضوا في مجلس أمناء هيئة المرأة العربية 


بروكسل: رعب ملالي إيران وانفلات عقالهم