ولا تزال الحرائق مشتعلة في مناطق جيروند (جنوب غرب) وجورا (شرق) ودروم وأفيرون ولوزير (جنوب شرق)… إلى جانب بؤر حرائق أصغر تشتعل كل يوم من الشمال إلى الجنوب.
وفي محيط أوستان (جيروند)، دمّر الحريق 7400 هكتار من الغابات خلال يومين وأجبر عشرة آلاف شخص على مغادرة منازلهم، بعضهم للمرة الثانية خلال شهر.
ووصل 65 من رجال الإطفاء الألمان و24 آلية بعد ظهر الخميس إلى المنطقة التي تغطي سماءها سحب رمادية تحجب بالكامل الشمس الحارقة. وأكد مندوب محافظ الدفاع والأمن في جيروند مارتن جوسبيرو أنه يفترض أن يكونوا قد وصلوا فجر الجمعة إلى المنطقة.
وقال سايمون فريتز، وهو رجل إطفاء محترف وصل من بون، “نحن جميعًا رجال إطفاء ونتفهم الوضع. من الصعب فعلا مكافحة حرائق استمرت طيلة هذه المدة وبهذا الحجم”.
وفي الموقع، علّقت لافتات على عدد من المنازل تعبّر عن امتنان السكان لفرق الإطفاء. وكتب على ملاءة بيضاء “شكرًا لحماية منازلنا” أو “شكرًا لرجال الإطفاء”.
وقال رجل الإطفاء ريمي لاهاي، المحترف منذ 20 عاما، وقد ظهر عليه التعب لوكالة فرانس برس، “إنه حريق هائل.. كما لو أننا في كاليفورنيا”، مضيفا “هنا الوضع يفوق قدرتنا في كل مكان”.
وقالت إدارة المنطقة إن الجفاف في المنطقة ودرجات الحرارة الحارقة مع هواء جاف جدا ما زالت تشكل “خطرا شديدا لاندلاع حرائق”.
وفي المجموع، احترق أكثر من أربعين ألف هكتار من الغابات هذا العام في فرنسا، بحسب الحكومة، وخمسين ألفا، وفق بيانات الأقمار الاصطناعية الأوروبية. وأيا تكن المساحة، فهي تفوق المتوسط السنوي للأعوام الـ15 الماضية، كما هو الحال في إسبانيا، بينما لم ينته الصيف بعد. ولا يتوقع هطول أمطار قبل الأحد في فرنسا.
وفي وسط البرتغال، يحلّ المشهد الكارثي نفسه. فقد تم حشد أكثر من 1500 رجل إطفاء الخميس لإخماد حريق غابة مشتعل منذ أيام في المحمية الطبيعية سيرا دا إستريلا، وقد دمّر حوالى عشرة آلاف هكتار، بحسب بيانات أوروبية.
وتقول التقارير العلمية إن موجات الحرارة ستتضاعف وتطول وتشتد. ويرى العلماء أنه في أوروبا يمكن أن يتضاعف عدد الوفيات المرتبطة بالإجهاد الحراري أو يصل حتى إلى ثلاثة أضعاف، بحسب مدى الاحترار العالمي، خلال القرن الحالي.
وبدأت موجة الحر الحالية في فرنسا في 31 يوليو، وهي الثالثة خلال العام الجاري بعد واحدة في أواخر يونيو وأخرى في منتصف يوليو. وتمّ تصنيف شهر يوليو هذه السنة على أنه الشهر الأكثر جفافا منذ مارس 1961.