الصدر يجمّد عمل سرايا السلام درءا للفتنة

أمر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الخميس بتجميد كل الفصائل المسلحة، بما فيها سرايا السلام، في جميع المحافظات باستثناء قضاء سامراء في محافظة صلاح الدين (شمال).

وجاء القرار عقب تجدد المواجهات مساء الأربعاء بين مسلحين ينتمون إلى سرايا السلام وعصائب أهل الحق التي يقودها المنشق سابقا عن التيار قيس الخزعلي.

ونقل صالح محمد العراقي بيانا عن الصدر قال فيه “لدرء الفتنة في محافظة البصرة (جنوب) نعلن تجميد كل الفصائل المسلحة إن وجدت، بما فيها سرايا السلام، ومنع استعمال السلاح في جميع المحافظات عدا صلاح الدين (سامراء وما حولها أو حسب توجيهات وأوامر القائد العام للقوات المسلحة الحالي)”.

وتابع العراقي الذي يعرف بـ”وزير الصدر” أن “ترهيب وإخافة المدنيين (…) أمر محرم وممنوع والاقتتال الداخلي محرم وممنوع”.

ودعا البيان رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بوصفه القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى “كبح جماح ميليشيات قيس الوقحة وأمثالها فهي لا تعرف غير الإرهاب والمال والسلطة”.

وسرايا السلام تنظيم شيعي مسلح تابع للتيار الصدري وتم تشكيله بعد سيطرة تنظيم داعش على محافظة نينوى وأجزاء من محافظات صلاح الدين وكركوك والأنبار وديالى عام 2014.

ولم يوضح الصدر سبب استثناء قضاء سامراء في محافظة صلاح الدين من التجميد، لكن سرايا السلام في سامراء تتولى حماية مرقد الإمامين العسكريين (شيعي)، الذي استُهدف في 22 فبراير 2006، ما أشعل فتنة بين السنة والشيعة وتسبب في اندلاع أعمال عنف قُتل فيها الآلاف من العراقيين، إضافة إلى عمليات التهجير
القسرية.

وتشهد بعض المحافظات العراقية في الآونة الأخيرة توترات بين مسلحين ينتمون إلى فصائل منضوية ضمن الإطار التنسيقي، ومن بينهم عصائب أهل الحق، وفصائل موالية للصدر.

ويعزو مراقبون هذه التوترات التي يُخشى أن تشمل محافظات أخرى إلى الأزمة السياسية التي تشهدها البلاد منذ نحو عام.

وتحول الخلافات بين التيار الصدري (شيعي) والإطار التنسيقي (شيعي مقرب من إيران) دون استكمال الاستحقاقات الدستورية المتمثلة في انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة منذ الانتخابات الأخيرة في العاشر من أكتوبر 2021.