شؤون العرب والخليج
الرئيس الجزائري يؤكد استهداف بلاده من «منظمات وعملاء»
الرئيس تبون في أحد اللقاءات الصحافية السابقة
قال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، ليلة أول من أمس، إن بلاده «مستهدفة من جميع الجوانب لأنها لا تقبل الانبطاح»، مبدياً أسفه لتعليق العمل بمعاهدة الصداقة والتعاون مع إسبانيا.
وعلّقت الجزائر، في الثامن من يونيو (حزيران) 2022، معاهدة الصداقة والتعاون، المبرمة منذ عام 2002 مع إسبانيا، قبل تقييد المعاملات التجارية معها، وتجميد العمليات المصرفية، على خلفية إقدام مدريد على تغيير موقفها بشأن النزاع في الصحراء المغربية.
وأضاف تبون، في مقابلة مع وسائل إعلام محلية: «أتأسف كثيراً على قطع العلاقات مع إسبانيا، لأنهم أقدموا (أعضاء الحكومة) على خطوة خاطئة»، مشدداً على أن «علاقتنا بالشعب الإسباني طيبة جداً، والملك نحترمه كثيراً، وهو يعرف ذلك».
وتابع الرئيس الجزائري موضحاً سبب توجه بلاده لتعزيز العلاقات مع إيطاليا بشكل خاص: «بعض الدول الأوروبية تعتقد بكل سذاجة أن الجزائر محمية خاصة، لكن الجزائر حرة، وهي تدرك مثلاً أن مصلحتها اليوم مع إيطاليا، لأن هذا البلد هو الوحيد الذي وقف معنا في أحلك الظروف، التي عاشتها بلادنا في تسعينات القرن الماضي... ونحن لا ننسى أبداً من قدم لنا ذرة خير، كما لا ننسى دون أن ننتقم ممن فعل بنا شراً».
من جهة ثانية، هاجم تبون المنظمات غير الحكومية، مشيراً إلى أنه في كل خمس أو عشر سنوات محاولات لزعزعة استقرار الجزائر. وأوضح في هذا السياق أن أغلب هذه المنظمات «تابعة لمخابرات دول تدافع عن أشخاص» وصفهم بأنهم «عملاء»، و«لا تتكلم عن المجازر التي تحدث في فلسطين حيث يقتل الأبرياء بالرصاص الحي».
وفي انتقاد ضمني لبعض المسؤولين الأوروبيين، قال الرئيس تبون: «إلى وقت قريب كان بعض المسؤولين في أوروبا يقولون إن الجزائر يجب أن تمر إلى مرحلة انتقالية لكي يسيرها الطابور الخامس التابع لهم»، مضيفاً أن الجزائر «مستهدفة، وما زالت مستهدفة من جميع الجوانب لأنها لا تقبل الانبطاح، وشعبها كذلك»، مستدركاً بالقول إن بلاده «ليست جنة لكن ليست بالجحيم، وعلى أبنائها أن يثقوا بقدرة بلادهم، التي تعتبر قوة سياسية واقتصادية، لها نفوذ في أفريقيا والعالم العربي وفي البحر الأبيض المتوسط».
وبخصوص مشروعات الحكومة المستقبلية، قال الرئيس الجزائري: «عدوي الحالي هو عدم التنمية، ولذلك نستهدف بناء الدولة الاجتماعية التي نحن بصدد تجسيد مبادئها».
كما انتقد تبون من يسعون لـ«بيع الجزائر» للخارج، منوها بحق النقابات العمالية في الاحتجاج والإضراب، لأنه حق مكفول دستورياً، بيد أنه شدد على ضرورة الاحتكام للقانون.
في سياق آخر، أعلن الرئيس الجزائري أن بلاده ستعيد فتح سفارتها في العاصمة الأوكرانية كييف. وقال بهذا الخصوص: «اجتمعت أمس مع وزير الخارجية، وقررنا إعادة فتح السفارة الجزائرية في كييف. وعلاقتنا مع أوكرانيا عادية، أما علاقتنا مع روسيا فالجميع يعرفها».
ورفض تبون التأكيد على إطلاق الجزائر وساطة بين أوكرانيا وروسيا، مبرزاً أن الدبلوماسية الجزائرية تفضل العمل في صمت كبير دائماً.