شؤون العرب والخليج
عيد الأضحى في العراق: تعايش وتمسّك بالتقاليد
"أرشيفية"
لا زال العراقيون متمسكين بعاداتهم وتقاليدهم التي توارثوها منذ اجيالٍ عدة، ولا زال العراقيون يقدسون ويحترمون أو ملتزمون بالكثير من المواقيت الدينية بغض النظر عن الالتزام الديني للمرء.
فأجواء شهر رمضان المبارك في العراق يشبه لحدٍ كبير الاجواء في الدول العربية، وكذلك عيد الاضحى.
اغلب العراقيين في صباح عيد الاضحى، تزدحم المقابر بهم لقراءة الفاتحة على أرواح الموتى، وهو تقليد دأبوا عليه منذ زمنٍ بعيد استذكاراً لموتاهم، خاصةً وأن الكثير منهم هم شبان العراق، ضحايا الحروب والصراعات.
كذلك إن من عادات وتقاليد العراقيين في عيد الاضحى، هو زيارة الاقارب والاصدقاء، او الذهاب للبيت الكبير أو بيت العائلة، وداخل البيت العراقي، اعتادت العائلة العراقية عمل "الكليجة"، وهي تصنع من الطحين ويتم حشوها بالتمر أو الجوز وأغلب العوائل تطلق عليها "كليجة العيد"، بالتزامن معها يتم توزيع ما يطلق عليه (العيدية) وهي مبالغ مَن المال تُهدى إلى الأطفال.
ومن مظاهر عيد الاضحى، هي صلاة العيد عند المسلمين كافة، وتتوزع بين ضريح الإمام موسى الكاظم في بغداد او مرقد أبي حنيفة النعمان وعبد القادر الگيلاني، وفي كربلاء والنجف ايضاً في مرقد الامام الحسين في كربلاء ومرقد الإمام علي في النجف أو مسجد الكوفة بالقرب من النجف.
عيد الاضحى في العراق يشهد نحر الأضاحي في هذه المناسبة، كما في الدول العربية والاسلامية الاخرى، ومن الطبيعي كذلك تشهد أسعار اللحوم الحمراء على اثرها ارتفاعاً ملحوظاً.
النشاط السياحي في عيد الاضحى
تشهد الحركة السياحية في العيد ازدهاراً ملحوظاً، خاصةً بعد تحسن الوضع الاقتصادي للعراقيين بعد 2003 و أنتهاء الحصار الاقتصادي، فأصبح من الطبيعي إن الكثير من العراقيين يقضون عطلة العيد التي تصل لأسبوع كامل، في اقليم كردستان او حتى خارج العراق في لبنان او تركيا او ايران .
كذلك تشهد المدن السياحية في بغداد وبعض المحافظات اكتظاظاً ملحوظاً في الحركة السياحية الداخلية، وبالمقابل هنالك ايضاً سياحة الفقراء، الذين لا يتوانون عن اسعاد اطفالهم ولو كلفهم ذلك بعض الاموال التي يحتاجونها في حياتهم الصعبة، وذلك عبر قضاء بعض أوقات العيد في مناطق ترفيهية قريبةً من سكناهم .
وتشهد السياحة الدينية كذلك حركةً ملحوظة في كربلاء والنجف، وهي سياحة دينية داخلية وخارجية، في عيد الأضحى وما يسبقه من يوم عرفة.
مدينة كربلاء التي تحتضن مرقد الامام الحسين بن علي وأخيه العباس، تشهد في هذه الايام وفود الزائرين العراقيين والاجانب من الدول الاسلامية، حيث يقضي العراقيين فيها بضع ساعات او يوم كامل في المدينة من ضمن طقوس أجواء العيد .
العراقيون بشكلٍ عام متمسكين بتراثهم، ومن ضمن تراثهم هو الأعياد، وقضاء أوقاتها بين الاهل والاحبة، و في كثير من الأحيان، تشهد أجواء العيد مبادرات التصالح بين المتخاصمين ان كانوا من الاقرباء والاصدقاء، اكراماً لهذه الأيام التي يقدسها المسلمون في أصقاع الأرض.