شؤون العرب والخليج
مسؤولة أممية: الصين تتخذ مساراً إنمائياً جديداً في التصدي لتغير المناخ
"أرشيفية"
ألقت نائبة الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، أمينة محمد، كلمة أمام الطلاب في جامعة بكين الصينية، أمس الجمعة، واصفة اجتهادهم وطاقتهم بأنها حاسمة للمساعدة في مواجهة تحديات العالم من خلال العمل متعدد الأطراف، مشيرة إلى أن الصين لديها فرصة "لتكون مثالا لمسار تنمية جديد يفصل النمو عن الانبعاثات".
ونقل الموقع الرسمي لأخبار الأمم المتحدة عن "محمد" قولها: "التحديات كثيرة وهي خطيرة"، مسلطة الضوء على محنة الكوكب، حيث قالت: "تشير جميع مؤشراتنا تقريبا بشأن الأزمات المناخية والبيئية إلى الاتجاه الخاطئ".
وأشادت "محمد" بدور الصين في كونها مبتكرة ومؤمنة بقوة التعددية للتغلب على التحديات من خلال إجراءات التحصيل، مشيرة إلى أنه من المتوقع أن يكون أكثر من نصف مصادر الطاقة المتجددة الجديدة في العالم في الصين، سواء هذا العام أو العام المقبل، قائلة: "هذا يعطيك دليلا لمدى أهمية الصين في معالجة تغير المناخ وحماية الطبيعة".
فصل النمو عن الانبعاثات
وباعتبارها واحدة من أكبر الاقتصادات في العالم ومصدرا رئيسيا لانبعاثات غازات الدفيئة ومستثمرا رئيسيا في مصادر الطاقة المتجددة، قالت "محمد" إن الصين لديها فرصة "لتكون مثالا لمسار تنمية جديد يفصل النمو عن الانبعاثات، وهو ما يضمن الطاقة المتجددة ومستقبل مقاوم للمناخ.. نسعى جاهدين لتحقيق ذلك بشكل منصف وعادل ومتوازن".
وأشارت نائبة الأمين العام، إلى الاستثمارات التي قامت بها الصين في معالجة تغير المناخ، وخصت بدورها في رئاسة COP15، حيث وافقت الدول على إطار كونمينغ مونتريال العالمي للتنوع البيولوجي في ديسمبر الماضي.
وقالت: "هذا يلتزم بعكس فقدان التنوع البيولوجي وإنهاء حربنا على الطبيعة"، وأضافت أنه في الأسبوع الماضي فقط، تبنت الدول رسميا معاهدة جديدة للأمم المتحدة لحماية التنوع البيولوجي البحري والنظم البيئية، وذكرت وكالة الطاقة الدولية أن الاستثمار في الطاقة الشمسية من المقرر أن يتجاوز الاستثمار العالمي في إنتاج النفط لأول مرة.
وقالت إنه وسط أزمات المناخ المتداخلة كان الأمل أيضا، موضحة: "لا يزال تجنب أسوأ ما في تغير المناخ ممكنا.. هذه هي الرسالة الواضحة من الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC)، وهي هيئة الأمم المتحدة التي تقيم علوم المناخ".
وذكرت "محمد" بأن الأمين العام دعا أكبر 20 اقتصادا، بما في ذلك الصين، إلى العمل معا لتسريع العمل المناخي.
شراكات مستدامة ومنصفة
وقالت: "إن الصين يمكنها الآن أن تقدم مثالا آخر يتجاوز قطاع الطاقة المتجددة، وهذا يوضح كيف يمكننا الابتعاد عن الممارسات المفترسة والاستغلالية التي غالبا ما ميزت الصناعات الاستخراجية، والتحرك نحو الشراكات التي من شأنها ضمان سلاسل توريد مستدامة ومنصفة ومرنة".
وأشارت إلى قمة العمل المناخي المقبلة في نيروبي التي ستعقدها إفريقيا، ومن أجل إفريقيا، قائلة إنها "ستكون مكانا مثاليا لبناء الشراكات".
وقالت: "لكن للاستجابة لحجم التحديات التي نواجهها، نحتاج إلى الصين، وجميع الدول لبذل المزيد من الجهد، ويجب أن يلعب الشباب دورا حيويا".
وشددت نائبة الأمين العام: "أحثكم على تطبيق التفاني والخيال اللذين قاداكما إلى هذه القاعة اليوم، للمساعدة في بناء عالم أنظف وأكثر أمانا لنا جميعا".
الذكاء الاصطناعي
كانت جامعة بكين المحطة الأخيرة في زيارة أمينة محمد إلى الصين، والتي بدأت يوم الأحد الماضي في شنغهاي.
وأثناء وجودها هناك، شاركت في موائد مستديرة مع قادة الأعمال بما في ذلك بعض غرف التجارة الدولية لتسليط الضوء على أهمية الاستدامة والتكنولوجيا والابتكار والذكاء الاصطناعي للتعامل مع تحديات تغير المناخ وكذلك تسريع التقدم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة (SDGs).
كما سافرت "محمد" إلى مدينة هوتشو في مقاطعة تشجيانغ، وزارت مركز الأمم المتحدة العالمي للمعرفة والابتكار في مجال المعلومات الجغرافية، الذي يسعى إلى تعزيز البيانات من أجل تحقيق الأهداف.
بعد ذلك، سافرت نائبة الأمين العام إلى منغوليا، حيث التقت قادة المقاطعات وأقرت بالجهود الإقليمية بشأن العمل المناخي والاستثمارات طويلة الأجل في مجال التشجير، وأعقب ذلك زيارة إلى أول مجمع صناعي خالٍ من الكربون في العالم في أوردوس.
وقامت "محمد" بزيارة إلى مشروع التشجير ومشاريع منع انجراف الرمال في كوبوتشي، التي تستضيف أيضا أكبر مزرعة للطاقة الشمسية على مرحلة واحدة في الصين.
وعقدت نائبة الأمين العام اجتماعات مع مسؤولين حكوميين، من بينهم مدير مكتب اللجنة المركزية للشؤون الخارجية، ونائب وزير الخارجية التنفيذي، ووزير البيئة، والمبعوث الصيني الخاص لتغير المناخ.
وأعربت "محمد" عن الحاجة الملحة لجميع القادة لتبني انتقال عادل وسط أزمة المناخ، كما أعربت عن أهمية إجراء حوار طموح وعملي المنحى بين القادة في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر في منتصف هذه المرحلة الحاسمة من خطة عام 2030 واتفاق باريس للمناخ.