شؤون العرب والخليج
بين التدخل الرحيم لبرنامج الأطراف الاصطناعية السعودي.. وألغام الحوثيين
"أرشيفية"
تحت شعار "المسؤولية الإنسانية"، واستشعارًا لأهمية التدخل الرحيم لدعم المصابين بـ"حالات البتر"، بادر "مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية" بدعم وتمويل "مراكز الأطراف الصناعية" في اليمن وسوريا. وهي مراكز، تقدّم خدماتها بالمجّان، للأشخاص الذين فقدوا أطرافهم نتيجة للحرب القائمة والاستهداف الجسدي الناجم عن زرع الألغام العشوائية من قبل المليشيات.
وتعدّ الألغام العشوائية التي زرعتها المليشيات الحوثية بشكل عشوائي ومكثف في اليمن، سببًا رئيسيًا للدمار والخسائر وتعريض حياة المواطنين الأبرياء للخطر وبتر الأطراف والإصابات الجسيمة، بمن فيهم النساء والأطفال في مختلف المحافظات.
استهدف برنامج الأطراف الاصطناعية السعودي، الذي يتبعه مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، 25340 مصابًا في اليمن و748 مصابًا في سوريا حتى الآن.
ويهدف إلى توفير أطراف صناعية ذات جودة عالية للمصابين، بالإضافة إلى تدريب الكوادر المحلية على تقنيات تصنيع الأطراف الصناعية. كما يعمل البرنامج أيضًا على بناء قدرات المؤسسات الصحية لتحقيق توطين الخدمات واستدامتها.
ويسعى المركز إلى إعادة تأهيل المرضى ليصبحوا أشخاصًا منتجين، قادرين على العمل واستئناف حياتهم الطبيعية.
رحلة النزوح والعودة إلى الحياة والأمل
وفي تجربة أليمة يرويها ابن مدينة تعز، إبراهيم أحمد (49 عامًا) لـ"جسور"، يقول: "كنت أعمل سائقًا لمختلف السيارات، وكانت هذه المهنة مصدر دخلنا الوحيد الذي كان يساهم في تأمين لقمة العيش لأسرتي. كان كل شيء على ما يرام حتى جاءت مليشيا الحوثي وأحدثت فوضى في مدينتي وحياتي". ويشرح ابراهيم كيف اضطر للنزوح وعائلته بعيدًا عن مسقط رأسه، نتيجة للمعارك التي اندلعت بين مليشيا الحوثي والجيش اليمني في المدينة، موضحًا: "تم إغلاق الطرق الرئيسية، مما أدى إلى تعطيل عملي كسائق وفقدان مصدر دخلي الوحيد. أصبح الهم الأكبر هو تأمين مأوى لي ولعائلتي. اضطررنا للنزوح إلى قرية قريبة من تعز، ولكننا لم نجد مأوى."
ويتابع: "العيش تحت الأشجار وفي العراء مع أطفالي وزوجتي كان مؤلمًا للغاية. لم يكن لدينا مأوى أو طعام أو أي شيء. كنت أبحث عن مأوى يوفر الحماية لنا. تمكنت في نهاية المطاف من الحصول على منزل قيد الإنشاء، حيث قمنا بتغطية النوافذ والأبواب بقطع القماش والكراتين المتنوعة. ومنذ ذلك الحين، نعيش في هذا المنزل منذ سنوات."
ويضيف: "في يوم من الأيام، خرجت من المنزل للبحث عن رزقي. في غضون لحظات قليلة، تغيرت حياتي تمامًا. سمعت انفجارًا وبعد ذلك فقدت وعيي وعند استعادتي الوعي، وجدت نفسي في العناية المركزة في المستشفى. لم أكن أدري ماذا حدث، فقط كنت أرى نفسي موصولًا بأجهزة طبية ولا أشعر بقدمي تمامًا. تبين لي فيما بعد أن لغمًا أرضيًا للحوثيين انفجر تحت قدمي، مما أدى إلى بتر إحداهما. كانت تلك اللحظات مروّعة وكادت تُنهي حياتي، إنها معاناة لا استحقها، ولكن هذا هو قدر الله."
ويضيف: "لحسن الحظ، كنت في يوم من الأيام في المستشفى أبحث عن دواء، وسألني أحد الأطباء عن مركز الأطراف الصناعية التابع لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية. نصحني بزيارة المركز للحصول على طرف صناعي يمكنني من خلاله المشي والعمل مرة أخرى. قررت بعدها زيارة المركز للحصول على الطرف."
وبمجرد وصوله إلى مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، استقبلته الفرق الطبية واستخلصت جميع بياناته وعرضتها على الطبيب المختص. تم إجراء القياسات اللازمة من قبل الفنيين وبدأت مرحلة تصنيع الطرف الصناعي وتدريب إبراهيم على استخدامه.
يختم إبراهيم أحمد حديثه قائلاً: "لقد كانت فكرة أن أعود للمشي من جديد حلمًا، وتحقق هذا الحلم بفضل من الله سبحانه وتعالى وبفضل مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية. هما اللذان ساهما في تغيير حياتي ومنحا لي فرصة جديدة في الحياة. أشكر الله على هذه النعمة وأشكر المركز على دعمهم ومساعدتهم الكبيرة."
تصعيد عسكري حوثي على عدة جبهات في محافظة تعز
ووفقًا لمصادر إعلامية يمنية لـ"جسور" في مدينة تعز، إن استخدام الحوثيين للعنف والقتل "يعتبر جزءًا من سياسة عدم الاستقرار التي يتبعونها والتي يستخدمونها لتبرير الفساد والأزمات المعيشية التي تفاقمت منذ بداية الحرب التي تقودها ميليشيا الحوثي التي تدعمها إيران منذ تسع سنوات".
وقد شهدت مدينة تعز معارك بين ميليشيا الحوثي والجيش اليمني استمرت حتى الفجر من يوم الثلاثاء، حيث تركزت في الجبهتين الشرقية والغربية للمدينة. وأشارت المصادر إلى استخدام ميليشيا الحوثي للطائرات المسيرة في هجماتها العسكرية واستهداف الجيش اليمني، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوفه.
كما لفتت المصادر إلى تجمع عدد كبير من مقاتلي ميليشيا الحوثي داخل مدينة إب، استعدادًا لنشرهم في الجبهات الشرقية والغربية لمدينة تعز، بالإضافة إلى الجبهة الشرقية للمديريات الساحلية في محافظة الحديدة.
تابعت المصادر أن ميليشيا الحوثي استهدفت مديريتي الصبيحة والقبيطة بقصف مدفعي بواسطة الهاون، بالإضافة إلى استهدافها للأحياء السكنية، مما أسفر عن سقوط ضحايا من المدنيين ووقوع إصابات.
وأشارت المصادر لـ"جسور" إلى وجود تقارير تفيد بتجمعات كبيرة وتحركات لميليشيا الحوثي في محافظة حجة. يعتبر المحللون أن التصعيد العسكري من جانب ميليشيا الحوثي يشير إلى وجود ضغوط عسكرية لتحقيق مكاسب سياسية في المفاوضات المستقبلية.