أخبار
في ذكرى الإبادة الإيزيدية.. من يده في النار ليس كمن يده في الماء!
لا يُمحى من ذاكرة العراق والعالم يوم اقتحمت جحافل تنظيم "داعش" الإرهابي، إقليم سنجار في الشمال، لارتكاب أبشع المجازر بحق رجاله ونسائه وأطفاله، حيث مارسوا القتل والإستعباد والخطف.
تسع سنوات مرّت على الإبادة الجماعية التي تعرّض لها الإيزيديون، ولا زال الجرح ينزف وحال الأهالي أليم، حيثُ أنهم لا زالوا ينتظرون تحقيق العدالة وما حصل صنفته الحكومة البريطانية "إبادة جماعية".
رئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد، أكد في ذكرى جريمة إبادة الإيزيديين، مواصلة الجهود للبحث عن مصير المغيبات في أقبية السبي الداعشي. وقال:"لن تخلد سلطة للراحة،ولن يستريح ضمير ولن تطمئن نفس، مالم يحاكم مجرمو العصر وتعاد المختطفات وتسترد الحقوق".
لا انسجام مع المجتمع
جثث وأشلاء عدة لم يتم دفنها حتى اليوم، وأعداد كبيرة من المخطوفين مصيرهم مجهول، أمّا الذين نجوا من "داعش" لم يتمكنوا حتى اليوم من الإنسجام مع المجتمع، لكن البرلمان العراقي قد أقرّ في مطلع مارس/ آذار الماضي 2021، قانون الناجيات، المختص بالأيزيديات المخطوفات سابقاً، وأهم بنوده منحُ امتيازات مالية ومعنوية لتسهيل إعادة اندماجهن في المجتمع. كذلك من الناحية المالية، فإنّ القانون يمنحهن راتباً تقاعدياً، وقطعة أرض سكنية، وأولوية في التوظيف، إلى جانب استثناءات في ما يتعلق بشروط الدراسة، إذ أعفاهن من شروط العمر والأجور وغيرها من الاستثناءات لكن وكما كل شيء في العراق يبقى حبراً على ورق ولا جدية في التنفيذ.
وقالت سارة صنبر، باحثة العراق في هيومن رايتس ووتش إنه "دون تعويضات، يفتقر الكثير من السنجاريين إلى الموارد المالية لإعادة بناء منازلهم وأعمالهم التجارية، ولذا فإنّ العودة إلى ديارهم ببساطة ليست ممكنة. يتعين على السلطات العراقيّة توزيع الأموال المخصصة بالفعل للتعويضات لمساعدة الناس على العودة إلى ديارهم وإعادة بناء حياتهم". أما من عاد منهم إلى مناطقهم، فيواجه "أوضاعا أمنيّة غير مستقرّة وخدمات عامة غير كافية أو منعدمة، بما في ذلك التعليم والرعاية الصحية والماء الكهرباء".
روايات متعددة
ووفق إحصاءات صادرة عن المديرية العامة لشؤون الإيزيدية في وزارة أوقاف حكومة إقليم كردستان العراق، قُتل نحو 1280 منهم، وخُطف 6400 أُنقذ حوالى نصفهم أو تمكنوا من الفرار، خلال فترة سيطرة "داعش".
وتعود مفردة الإيزيدية إلى كلمة "يزدان" التي تعني "عبدة الله" الذين يمشون على الطريق القويم، بحسب الباحث والمؤرخ الإيزيدي خليل جندي الذي يقول إن الإيزيدية من الديانات الهندو-إيرانية القديمة قبل الديانة الزاردشتية، التي تعرف تاريخيا بديانات الخصب التي ترتبط فلسفتها وطقوسها بالطبيعة وباكتشاف الزراعة وبدء التحضر، مع وجود بصمات واضحة من ديانات وادي الرافدين القديمة كالسومرية والبابلية والآشورية والميتانية. والإيزيدية تختلف عن الأديان الأخرى بأنها غير تبشيرية ولا تقبل بانضمام جدد إليها.
الديانة الإيزيدية
وتختلف الإيزيدية عن الأديان الأخرى بأنها غير تبشيرية، ولا تقبل بانضمام جدد إليها إلا من يولد من أب وأم إيزيديين، مع وجود نظام الزواج الطبقي الداخلي المغلق بين الإيزيدية، كما يؤكد جندي، حيث هناك 6 طبقات زواج مختلفة، كل واحدة تتزاوج فيما بينها، ولا يجوز لها الزواج من خارج طبقتها، وتلك الطبقات هي: الآدانية، والشمسانية، والقاتانية، وأبيار حسن ممان، وبقية 39 سلالة من الأبيار، والمريدون.
وليس للإيزيدية نبي أو رسول مثل الديانات الأخرى، ويرتبط الإنسان بربه مباشرةً في علاقته به، وليس في طقوسها صلاة جماعية، وإنما يصلي الإيزيدي وحده في مكان منزوٍ متوجها لحركة الشمس في شروقها وغروبها.