شؤون العرب والخليج

حرائق الغابات..

خطر داهم يهدد قطاع السياحة في أوروبا

"أرشيفية"

روسيا

انتشرت على نطاق كبير صور سائحين وهم يفرون من نيران حرائق الغابات المستعرة في جزيرة رودس اليونانية، التي أجبرت المئات على الفرار من القرى والشواطئ المتضررة، وهو ما ألقى بظلاله على الحالة السياحية وتضررها نتيجة التغيرات المناخية.

حرائق الغابات تجتاح دول البحر المتوسط

يقول العلماء إن ظواهر الطقس المتطرفة مثل موجات الحرارة القاسية سوف تضرب أوروبا بشكل متكرر في المستقبل، وستشهد بلدان حوض المتوسط ارتفاعا في درجات الحرارة على وجه الخصوص، حيث تعمل التربة الجافة على زيادة رقعة حرائق الغابات، وفق موقع "دويتش فيله".

وكانت إسبانيا قد سجلت في إبريل الماضي أشد درجات حرارة، فيما سجلت اليونان أطول موجة حر خلال شهر يوليو الماضي الذي شهد اندلاع حرائق في أكثر من 50 ألف هكتار، ما يمثل نصف مساحة برلين تقريبا.

وشهدت إسبانيا هذا المعدل من حرائق الغابات قبل ذلك وتحديدا في مطلع إبريل الماضي، وفقا للنظام الأوروبي لمعلومات حرائق الغابات.

ولم يكن موسم الصيف الجاري الاستثناء الوحيد في اتساع حرائق الغابات واشتداد ضراوتها، إذ أعلنت المفوضية الأوروبية عن دمار نحو 800 ألف هكتار بسبب حرائق الغابات في الاتحاد الأوروبي صيف العام الماضي.

من جانبه، قال مفوض الاتحاد الأوروبي للمساعدات الإنسانية وإدارة الأزمات، جانيز ليناركيتش، مطلع العام الجاري: إن تكلفة حرائق الغابات بلغت ملياري يورو (2.21 مليار دولار).

ولا تتسبب حرائق الغابات التي قد تستمر لأيام مع صعوبة إخمادها، في عواقب وخيمة تلحق أضرارا كبيرة بالطبيعة، بل تلقي بظلالها على مقومات الاقتصاد وسبل عيش الكثيرين من سكان هذه البلدان. 

وقالت الباحثة في ظواهر الطقس المتطرفة والآثار الاقتصادية لحرائق الغابات في جامعة برمنغهام سارة ماير: عندما تتعرض الغابات لحرائق، يرافق ذلك انخفاض في الناتج المحلي الإجمالي، وأضافت بأن "بيانات التوظيف في قطاع السياحة تُظهر انخفاض العمالة بعد اندلاع حرائق الغابات".

جدير بالذكر أنه يحق لبلدان الاتحاد الأوروبي المتضررة من حرائق الغابات تقديم طلب إلى المفوضية الأوروبية لمساعدتها في إخماد الحرائق، حيث جرى نشر أكثر من 500 من رجال الإطفاء من دول أخرى لدعم جهود اليونان في السيطرة على الحرائق، فيما أرسل الاتحاد الأوروبي 9 طائرات إضافية.

ويتم تغطية تكاليف ذلك من خلال الآلية الأوروبية للإغاثة في حالات الكوارث، فيما يوفر صندوق التضامن الأوروبي مساعدات مالية يمكن اللجوء إليها في دعم عمليات إعادة الإعمار.

تأثير الحرائق على السياحة

يشار إلى أن قطاع السياحة والسفر يعد ركيزة الاقتصاد اليوناني إذ يشكل 20 بالمئة من الناتج الاقتصادي للبلاد، فيما تصل النسبة في إسبانيا وإيطاليا إلى 12 بالمائة و9 بالمئة على التوالي.

وفي ضوء ذلك، حذرت وكالة "موديز" للتصنيف الائتماني في تقرير صدر مؤخرا، من أن البلدان التي تشتهر بأنها مقاصد سياحية في جنوب أوروبا قد تفقد مكانتها على الخريطة السياحية على المدى الطويل بسبب موجات الحر وحرائق الغابات، وسيلقي ذلك بظلاله على الاقتصاد.

وأضاف التقرير أن مكانة المناطق الساحلية كوجهات سياحية سوف تتضرر بشكل كبير في ظل سيناريوهات مختلفة من الاحترار العالمي، فيما ستقف دول الشمال على النقيض من ذلك.

وفي ذلك، قال مدير معهد أبحاث السياحة في جامعة هاآرتس الألمانية هارالد تسايس، إنه رغم هذه التوقعات، فإن "السياحة في منطقة البحر المتوسط لن تنهار بين عشية وضحاها"، مضيفا أنه يتوقع تغير مواسم السفر والسياحة.. وقال إن السائحين سوف يفضلون قضاء الإجازات في منطقة البحر المتوسط خلال فصلي الربيع أو الخريف وليس فصل الصيف.

بدوره، قال الخبير في مركز أبحاث السياحة والنقل بجامعة سانت غالن بسويسرا بيترو بيريتيلي، إن كثيرين "ينظرون إلى حرائق الغابات وغيرها من ظواهر الطقس المتطرفة باعتبارها أحداثا منعزلة وليست روادع، فضلا عن أن ذاكرة البشر ضعيفة" وأضاف، أن وجهات السياحة الأخرى مثل دبي ولاس فيغاس تظهر أن ارتفاع درجات الحرارة لا تمنع السائحين من قصدها.

طرق مبتكرة لإنقاذ السياحة

يقدم مدير المركز العالمي لرصد الحرائق في مدينة فرايبورغ الألمانية يوهان غولدامر، عددا من الحلول المبتكرة لاحتواء حرائق الغابات على المدى الطويل، مضيفا أن التوسع العمراني وزحف المدن يؤديان إلى قلة الأراضي المزروعة، ما يعني زيادة احتمالية حدوث حرائق الغابات.

وقال غولدامر إن السياحة يجب أن تكون "أكثر استدامة وتشاركية" بما يشمل إمكانية أن يساعد السائحون المزارعين اليونانيين في زراعة وحماية مزارع الزيتون أو الكروم.

وقدم غولدامر مقترحات للحكومة اليونانية عقب اجتياح الحرائق جزيرة وابية، ثاني أكبر جزر اليونان، عام 2021، فيما انصب جُل تركيزه على اتخاذ تدابير للوقاية من حرائق الغابات أكثر من تعزيز قدرات مكافحتها.

وفي البرتغال، اتخذت السلطات إجراءات ملموسة بعد كارثة حرائق الغابات عام 2017 حيث ما زالت عالقة في أذهان البرتغاليين صور من تفحموا وهم في سياراتهم مع ذويهم عندما داهمتهم النيران. 

وشملت التدابير حظر إعادة زراعة أشجار الكينا لأنها تشتعل بسهولة، فيما كشفت أحدث بيانات النظام الأوروبي لمعلومات حرائق الغابات، عن أن الحرائق في البرتغال باتت أقل حدة مقارنة بإسبانيا وإيطاليا واليونان.

 

إيران على أعتاب ثورة رابعة: بركان غضب لا يخمد يؤكد حسين عابديني، معاون مكتب تمثيل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في إنجلترا


نداء من برلين: تغيير النظام الإيراني من الداخل لضمان الأمن العالمي


300حقوقي دولي يطالبون بمنع النظام الإيراني من تكرار مجزرة 1988


مؤتمر في البرلمان البريطاني يُحذر من مذبحة جديدة في إيران ويدعو لمحاسبة نظام الملالي