شؤون العرب والخليج

وكالات..

الكحالة تلملم تداعيات الحادثة.. وريفي لـ جسور: سلاح المقاومة يقتلنا!

"أرشيفية"

الرياض

نفس طويل يتنشّقه "عرابو الفتنة" اللبنانية، من اشتباكات مخيّم عين الحلوة التي أرخت بظلالها على الوضع اللبناني من بوابتي الأمن والرئاسة، إلى استنفار حزب "القوات اللبنانية" إثر حادثة اختطاف ووفاة الراحل الياس الحصروني في بلدته عين ابل الجنوبية، إلى ما حصل مع انقلاب الشاحنة التابعة لـ"حزب الله" على كوع الكحالة (في جبل لبنان) وما تلاها من اشتباكات وسقوط مواطنيْن لبنانيين

والتي لا يجب أن تمرّ مرور الكرام بتفاصيلها المربكة التي تشكّل دلالة على أمرين أساسيين لا ثالث لهما: الأوّل أن المنطقة كادت تشهد إنجرارا لفتنة غير محسوبة بسبب عناصر ظهرت فيها فجأة، فيما الثاني يؤكد أنّ خطوط نقل السلاح أو الذخيرة بين البقاع وبيروت قائمة ومستمرة من دون حسيب ولا رقيب.

اللافت وسط ما حصل، هو إصدار حزب الله بيانا سريعا اعترف خلاله بمسؤوليته عن الشاحنة التي انقلبت في الكحالة، فوجد نفسه مجبرا على التوضيح، خصوصا بعد مقتل أحد المنتمين إليه ويدعى أحمد قصاص جراء الحادثة، فيما بدأت النيابة العامة العسكرية تحقيقاتها على أن تُحدد لاحقاً الجهة المخوّلة استكمال التحقيق وفق الاختصاص.

وتتركز التحقيقات حالياً على محاولة جمع كاميرات المراقبة في المنطقة وتحديد الجهة التي بادرت إلى إطلاق النار، فيما لا يزال محتوى الشاحنة قيد التحقيق. وحضرت عناصر من الأجهزة الأمنيّة إلى الكحالة لإجراء مسح أمنيّ لأخذ العيّنات والأدلّة اللازمة حيث انزلقت الشاحنة، كذلك عاين الطبيب الشرعي الجثتين اللتين سقطتا وتبين أن الضحية فادي بجاني قُتل بأكثر من رصاصة.

"سلاح المقاومة يقتلنا"!

حادثة الكحالة بخلفياتها ونتائجها قد تكون واحدة من بين حوادث كثيرة قد تحصل في أي منطقة لبنانية، في ظل تمدّد الفراغ الرئاسي وما يرافقه من أزمات وويلات اقتصادية ومالية واجتماعية وأمنية، وفي هذا السياق، شدد النائب أشرف ريفي على أن "عمليات نقل وتهريب السلاح والنيترات لم تتوقف على مساحة لبنان حيث أنّ لبنان ينسف ليس فقط الاستقرار اللبناني بل القرارات الدولية أيضاً قبل التجديد لقوات اليونيفيل".

واعتبر ريفي في اتصال مع "جسور" أنّ "آلة القتل المتنقلة أنهكت الدولة وجعلتها منعدمة الوجود ولا توفّر منطقة ولا مدينة إلا وتجعل منها ساحة دم"، معتبرًا أن "الحكومة اليوم سقطت شرعيّتها والسلاح ليس سلاح مقاومة فهو يرتدّ على صدورنا ويقتلنا كلّ يوم وسنناضل لسحب كلّ سلاح غير شرعي من أيدي أصحابه".

وأشار إلى أن "الميليشيا لا تتعب من توزيع الرسائل معرّضةً لبنان ليكون ساحة لتصفية الحسابات ولا تعير اهتماماً للعائلات اللبنانية حيث تستبيح القرى والبلدات متسلّحةً بآلة القتل والترهيب".

وأكد ريفي أن "من حق أهالي الكحالة معرفة هوية قاتل إبنهم وتسليم المجرم الذي أطلق النار على شاب مسالم ونسأل عن مصير المسلّحين الذين هربوا وعن دور الدولة وأجهزتها في هكذا أحداث قد تتكرر في أيّ منطقة لبنانية".

ولفت إلى أن "حكوماتنا دمى بيد حزب الله بكلّ أسف والحلّ عند الشعب اللبناني ووقفتنا تأكيد على السير نحو الحلّ ورهاننا على الدولة اللبنانية وكأنّهم يدعوننا للتسلّح لمواجهة بعضنا البعض".

ما مصير شاحنة الحزب؟

بدورهم، كشف أصدقاء الضحية بجاني لـ "جسور" أنه كان مريض سرطان ويتلقى العلاج منذ سنوات عدة، وبحسب روايتهم تقدَّم بجاني مع مجموعة منهم لإنقاذ السائق لحظة انقلاب الشاحنة لكنهم تعرضوا لإطلاق نار كثيف من قبل عناصر تابعة لحزب الله كانت مولجة بحماية الشاحنة المحملة بالأسلحة ما أدى إلى إصابته إصابة قاتلة في رقبته، بينما رواية المصادر القريبة من حزب الله تفيد بأن الأهالي هم الذين هاجموا سائق الشاحنة وفريق الحماية الذي يواكبها.

ويروي مختار "الكحالة" عبود خليل عبر "جسور" ما حصل، ويؤكد أنّ الشاحنة انقلبت والمنطقة معتادة على حوادث من هذا النوع، فهرع الأهالي لمساعدة صاحب الشاحنة لكنهم فوجئوا بالمواكبة الأمنية المدنية المرافقة له فمنعوا من الاقتراب أو معرفة ما بداخلها.

ويقول إنّ رمي الأهالي للحجارة على الشاحنة أتى ردًا على محاولة تفريقهم بالقوة لتتطور الأمور بعدها مع إطلاق عناصر حزب الله للرصاص في الهواء بداية قبل أن تأخذ الأمور منحى آخر أكثر عنفًا أدّى إلى هذا الوضع.

وبحسب معلومات "جسور" فانّ شاحنة الحزب موجودة حالياً في أحد مراكز الجيش وذلك وفق إشارة قضائية صدرت أمس، وأيّ وجهة ستتخّذها الشاحنة لاحقاً ستكون أيضاً تبعاً لإشارة يصدرها القضاء المختّص، إذ لا صلاحية للمؤسسة العسكرية في التحرّك من دون إشارة.

الجيش: الشاحنة كانت محمّلة بالذخائر

وفي أول تعليق له على الحادثة، أصدر الجيش اللبناني بيانًا جاء فيه: "لدى انقلاب شاحنة تحمل ذخائر على طريق عام الكحالة، حصل إشكال بين مرافقي الشاحنة والأهالي ما أدى إلى سقوط قتيلين. وقد حضرت قوة من الجيش إلى المكان وعملت على تطويق الإشكال، وتم نقل حمولة الشاحنة إلى أحد المراكز العسكرية، وبوشر التحقيق بإشراف القضاء المختص".

وأضاف: "بتاريخ 10/ 8 /2023 عند الساعة الرابعة فجرًا، قامت القوة برفع الشاحنة وفتح الطريق بالاتجاهين، فيما يواصل الجيش متابعة الوضع واتخاذ التدابير الأمنية المناسبة".

وكانت شاحنة محملة بصناديق ذخيرة حربية انقلبت في بلدة الكحالة ذات النفوذ لحزبي "القوات" و"الكتائب" (مسيحيان) المعارضين لـ "حزب الله"، ما خلق توترًا واشتباكات أدت إلى مقتل أحد أبناء البلدة، وعنصر من الحزب كان مولجًا حماية الشاحنة.

هجوم وحوش خامنئي على الجناح الرابع في سجن قزلحصار لقمع السجناء السياسيين


رسالة السيدة مريم رجوي بشأن إعدام تعسفي للمجاهدَين بهروز إحساني ومهدي حسني


نظام الملالي ينفذ حكم الإعدام بحق سجينين سياسيين ينتميان لمجاهدي خلق


السعودية تحصد المرتبة الأولى عربيا في مشاركة المرأة