أخبار

الرقص مع الشيطان الأكبر

"أرشيفية"

موسكو

"ما يحق لطهران لا يحق لغيرها".. وفق هذا المبدأ يتصرف النظام الإيراني

قال الرئيس السابق للجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، خلال مقابلة مع وكالة "إيسنا"، أن طهران وواشنطن شكلتا "طاولة حمراء" في مسقط لإدارة التوترات المختلفة بين البلدين.

قبلها أعلن وزير الخارجية الإيراني من بيروت: "هناك مبادرة مطروحة من قبل سلطان عمان بشأن استخدام الدبلوماسية لإلغاء العقوبات، ومن خلال تلك المبادرة يتم تبادل الرسائل."

وفي مقابلة أخرى مع صحيفة "اطلاعات"، أكد عبد اللهيان "أن بلاده لم تتخل عن الاتفاق النووي" وتحدث عن "وثيقة سبتمبر" التي نتجت عن المفاوضات بين إيران والأطراف الأخرى وعن الدور العماني والقطري في المفاوضات بين طهران وواشنطن.

وشدد وزير الخارجية الإيراني: لم نغلق طريق الدبلوماسية.

إذن، يحق للانظام الإيراني التواصل والتفاوض مع من يسمونه "الشيطان الأكبر" أي أميركا، ولا يحق لأحد آخر أن يفعل ذلك وإلا يصفونه بـ"العميل".

ففي لبنان، تجوّل بكل حرية وأمان مبعوث الرئيس الأميركي الخاص آموس هوكشتاين في بعلبك والجنوب اللبناني (حيث يسيطر حزب الله). يبدو أنّ أهمية الاستقرار في المنطقة لتأمين تدفق الطاقة في ضوء النقص العالمي الحاصل من جراء الحرب على أوكرانيا، هو عنوان المرحلة. تدل جولات هوكشتاين (من جنوب لبنان وشمال إسرائيل) على ذلك. فالتوصل إلى اتفاق ترسيم الحدود والبدء بالاستكشاف والتنقيب من قبل شركة توتال في البلوك الرقم ٩ وإعلان لبنان عن دورة تراخيص جديدة للتنقيب في البلوكين ٨ و ١٠، إلى عنوان "الاستقرار" المطلوب في الجنوب.

ارتدى جنوب لبنان أهمية في حاجة إرساء الهدوء والاستقرار لا سيما لإسرائيل ولاستخراجها الغاز والنفط وإعادة تصديره. لبّى حزب الله طلب تل أبيب بعد أن حصلت على حصتها من الإنتاج عبر إبعاد الشركة الروسية واستبدالها بشركة قطر للطاقة. وجدت إيران  ـ المستبعدة عن التنقيب في الشاطئ السوري لعدم منافسة روسيا هناك ـ موقعا لها على شرقي البحر المتوسط من خلال ما حصل في اتفاق ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل.

وخلال سعي هوكشتاين إلى تثبيت الاستقرار والهدوء بين الجانبين اللبناني والإسرائيلي، طلب رئيس البرلمان نبيه بري من المبعوث الأميركي "العمل والضغط على المعارضة في لبنان لتأييد انتخاب سليمان فرنجية" مرفقا طلبه هذا من الأميركيين بدعوة علنية مكررة للحوار في مجلس النواب للتوصل لانتخاب رئيس للبنان.

وبصرف النظر عن اعتبار هذه الدعوة المخالفة غير دستورية، ولا جدوى منها بالسياسة مع حزب بمتلك القوة والسلاح، يبقى أن مقدم الطلب هو الناطق الرسمي باسم الثنائي أمل - حزب الله. فطلبُ "بري" من هوكشتاين يعبّر مجددا عن النية الدائمة لحزب الله ومن خلفه إيران للتفاوض مع أميركا التي يصفونها إعلاميا بـ"الشيطان الأكبر".

ففي طلبه من أميركا الضغط على المعارضة لتأييد انتخاب سليمان فرنجية، يقايض حزب الله بتّ الخلافات البرية المتبقية بثمن سياسي يتعلق بهوية رئيس الجمهورية السياسية .

في المقابل، تحاول واشنطن أن تلعب في نفس الاستراتيجية. بضربة ففي مجلس الامن خلال جلسة التجديد لقوات اليونيفيل، تشددت في رفض التعديلات الفرنسية التي تيصبّ بمصلحة حزب الله لتعديل الفقرتين ١٦ و ١٧ من قرار مجلس الامن ٢٦٥٠ للعام الفائت، تجلى في إعادة صياغة القرار الرقم ٢٦٩٥ الصادر وتكرار التأكيد على الموقف الأميركي المتشدد حيال خروقات حزب الله في جنوب لبنان .

في الموازاة، ابتزت طهران بحجزها للرهائن الأجنبية الدول الغربية ومنها واشنطن للإفراج عن الأموال والجواسيس. وها هو حزب الله يتبع ذات النهج ليبتز رئاسة الجمهورية والحكومة في لبنان. مما قد يشير إلى أن تسهيل الاتفاق على النقاط البرية العالقة مقابل رئيس للجمهورية تابع لإيران هو ما يخطط له حزب الله.

ولكن يبقى السؤال لإيران وحزب الله: هل أنتم أعداء واشنطن التي تصفونها بـ"الشيطان الأكبر" أم أعداء الشعبين اللبناني والإيراني؟

المقاومة الإيرانية تكسب شرعية دولية وتزلزل النظام


المشکلة لا تکمن في تخصيب اليورانيوم!


مفاوضات إيران وأمريكا في روما: تقدم محدود وسط تصاعد الضغوط الدولية


إيران بين دوامة الأزمات واحتجاجات الشارع… ودعم دولي يقرّب نهاية النظام