شؤون العرب والخليج

صحف..

مسار حركات المقاومة الأحوازيّة

"أرشيفية"

بروكسل

برزت عدة تيارات تحمل شعار الدفاع عن القضية الاحوازية، أو الأحواز المحتلة منذ بدايات الاحتلال الفارسي لأرض عربية ١٩٢٥، هنالك حركات منظمة وغير منظمة. فعلى سبيل المثال بدأ الأحوازيون بتنظيمهم العسكري المسلح عبر تشكيل الجبهة الشعبية لتحرير الأحواز أو عربستان. وكانت تتخذ من العراق وسوريا والعراق مقرا لعملها السياسي والميداني العسكري في الداخل الأحوازي.

إبادة شعب مناضل

وفي هذا السياق كان لـ"جسور" حديث مع الناشط السياسي المختص في الشأن الإيراني – العربي، دانيال الأحوازي وهو عضو حزب العمّال البريطاني أيضًا، حيث يستعرض مسار الحركات الاحوازية التي " طالبت الخميني بعد انتصار الثورة في إيران العمل بتحقيق مطالب الشعب العربي الاحوازي، كأن تعمل الثورة في إيران على تثبيت الحكم الذاتي لإقليم الأحواز العربية؛ لكن هذه المطالب رفضت من قبل الخميني والساسه في ايران."

وهذا ما يدفع أيّ قارئ إلى الاستنتاج بوجود تنسيق ما بين الثورة الاسلاميّة والحركات الأحوازيّة على قاعدة أن تشكذل هذه الحركات دعامة لوصول الخميني إلى السلطة مقابل منح الشعب الأحوازي شكلا من أشكال الحكم الذاتي. لكن يبدو أنّ الخميني نكث بوعده وضرب بعرض الحائط تعهّداته كلّها.

 وعلى ضوء رفض مطالب الشعب العربي الاحوازي يستعيد الباحث السياسي دانيال الأحوازي تلك اللحظات المؤلمة من تاريخ الشعب الأحوازي عندما " عمّت مظاهرات في المدن الاحوازية كلّها ، وقامت مواجهة شرسة بوجه الشعب العربي الأحوازي حيث ارتكب نظام الخميني مجازر بحق الأحوازيين، ومن أفظعها مجزرة سميت ب "مجزرة الأربعاء السوداء" في مدينة المحمّره التي ارتكبها الخميني في 30 مايو/أيار 1979 في مدينة المحمّرة جنوب غربي البلاد، ومازالت المدينة وضواحيها تكتوي بجمر الماضي حتّى اليوم."

 ويعتبر الأحوازي في مقاربته لتاريخ بلاده الحديث أنّ تلك المجزرة " شكّلت مسرحًا لأبشع الجرائم والإبادة الجماعية من قتل وذبح وتنكيل وغيرها من الأعمال، أقلّ ما يقال فيها أنّها غير إنسانية، ارتكبتها قوات الحرس الثوري-باسداران آنذاك- وقوّات التعبئة "الباسيج" بحق العرب الأحوازيين."

استمرار النّضال الأحوازي

لكنّ النضال الأحوازي استمرّ عبر تشكيل خلايا سرّيّة مسلّحة غير منظّمة لمواجهة الاحتلال. إضافةً إلى تنظيمات سياسيّة من أشهرها "حركة النضال العربي لتحرير الاحواز التي تمتاز بإيمانها بالكفاح المسلح. ومن أهمّ الكتائب التي تعمل تحت لوائها كتائب محي الدين الناصر التي أوجعت نظام طهران." كما يفيد الأحوازي في حديثه لـ"جسور".

 تجدر الاشارة إلى أنّ هذه الحركة قد ولقد تأسست في عام 1999 من قبل مجموعة من عرب الأحواز، تهدف إلى إنشاء دولة عربية في الأحواز. بدأ جناحها العسكري نشاطه المسلح ضدّ إيران في حزيران من عام 2005. وهي تتّهم الجمهوريّة الاسلاميّة في إيران بأنها تقوم بعمليات تهجير قسري لسكان الأحواز العرب، بينما صنفت إيران الحركة على أنّها جماعة إرهابية بحسب الحكومة الإيرانية.

ويكشف الأحوازي في حديثه عن "وجود تنظيمات سرّيّة وخلايا كانت تعمل بشكل غير منطم للدفاع عن مطالب الشعب العربي الأحوازي ومناهضة الاحتلال الفارسي منذ العام ١٩٢٥. حيث استمرّ هذا العمل ضدّ نظام الشاه وصولاً إلى الثورة المسمّاة زورًا إسلامية في إيران."

الإذلال الفارسي ينتج مقاومة حيّة

وبعد مجيء الخميني عام ١٩٧٩ قام جانب من التنظيمات الاحوازية والمثقفين والاكاديميين الأحوازيين وفعاليات دينية أحوازية مثل الزعيم الروحي والسياسي للشعب العربي الأحوازي الشيخ محمد طاهر شبير الخاقاني، بإيفاد وفدًا عرف وقتذاك بالوفد الثلاثيني، من المحمرة إلى طهران للتفاوض مع الحكومة المؤقتة في نهاية أبريل (نيسان) 1979. بدأت مع هذه الزيارة انطلاقة جديدة لتشكيل خطاب ترمز إليه خطة مكونة من 12 مادة عرضت على الحكومة المؤقتة برئاسة الراحل مهدي بازرغان، وذلك لمطالبة الخميني بالوفاء بتعهداته.

ويكشف الأحوازي بعض ما دار في هذه الزيارة حيث " رفض الخميني بداية التكلم مع الوفد باللغة العربية وخاطبهم بالفارسية، رافضًا رفضًا قاطعًا كل المطالب الاحوازية التي حملها الوفد الثلاثيني." فعاد الاحوازيون فارغي اليدين. وأبلغوا الشعب هناك بحقيقة ما حدث معهم، حول نقض العهود التي قطعها الخميني للشعب العربي الأحوازي، فعمت مظاهرات عارمة جدًّا في المناطق الأحوازية، ووجهت بإجرام غير طبيعي من قبل النظام الإيراني وحصلت مجازر راح ضحيتها مئات الاشخاص في المحمرة.

ويعتبر الأحوازي أنّه "منذ ذلك الحين بدأت مقاومة الاحوازين بتنظيم صفوفها سياسيًّا وعسكريًّا؛ ولكن بقي التنظيم العسكري يعمل بطريقة سرية داخل خارطة الجمهورية الاسلامية السياسية." ويعتبر الأحوازي في حديثه لـ"جسور" أنّ "حركة النضال العربي لتحرير الاحواز هي من أهم هذه التنظيمات التي تحمل شعار الكفاح المسلح."

أمّا في المجال السياسي فيكشف الأحوازي لـ"جسور" بروز "عدة تيارات أهمها لجنة الوفاق التي عقدت يوم الخميس 9 كانون الثاني 2003 في الأحواز المحتلة مؤتمرًا لها أعلنت من خلاله تحوّلها إلى حزب الوفاق الاسلامي ، وتم انتخاب لجنة مركزية تتكون من 7 أعضاء أبرزهم: جاسم شديد التميمي أمينًا عامًا للحزب، وهو عضو برلماني في مجلس الشورى الايراني، وابراهيم عامري، وعلي ساعدي، وسعيد البوعفري، وهادي السواري، وكريم الغرابات، وسعيد آل كثير ."

وقد صرح جاسم التميمي وقتذاك أنّ الحزب سوف يسعى لتشريع وجوده عبر الحصول على ترخيص له من وزارة الداخلية الايرانية . وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا الحزب قد جمع في تنظيمه عناصر من المستوطنيين الفرس الى جانب العرب ، وهو يعمل ضمن الدستور الايراني ويناضل من اجل تطبيق المادتين 15 و 19 اللتين تؤكّدان على الحقوق الثقافية البسيطة والمحدودة للقوميات غير الفارسية .

وتجدر الإشارة إلى أنّ المقاومة الاحوازية قد نفّذت عمليّات كثيرة أوجعت النظام الايراني، نتيجتها تمّ إعدام الكثير من المقاومين الأحوازيين المنتمين إلى هذه التنظيمات التي تحمل شعار الكفاح المسلح. وما زالت حتى الساعة بعض الخلايا السرية التي تنشط على خطّ المقاومة المسلحة داخل الأحواز، تعمل ضدّ النظام الايراني للدفاع عن الشعب العربي الاحوازي.

عقوبات أميركية جديدة ضد مصفاة صينية و”الأسطول الظل” التابع للنظام الإيراني


قالیباف يَعد المعلمين بالإصلاح… وميزانية النظام تفضح الخداع


حسين عابديني في مقابلة مع GB News: النظام الإيراني لا يفهم سوى الحزم


المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية يكشف منشأة نووية جديدة تابعة للنظام الإيراني ضمن مشروع لصناعة القنبلة الهيدروجينية