شؤون العرب والخليج
مواقف أمركية نارية..
المتحدّث الإقليمي باسم الخارجية الأميركية : واشنطن تحصن نفسها من ايران
لا يزال الصراع على الجبهة اللبناني يدور في إطار مربّع "قواعد الاشتباك" حتى الساعة، فيما يواصل لبنان اتصالاته في كل الاتجاهات داخلياً وعربياً ودولياً لضمان عدم الخروج منها ومنع تصاعد الأزمة. وقد أُعدت خطة طوارئ حكومية لمواجهة مختلف السيناريوهات التي قد تطرأ على الساحة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فيما استقبل عدد من المسؤولين الدوليين في محاولة دبلوماسية لدراسة الخيارات الممكنة والخطوات احترازية المواكبة للأجواء القاتمة المسيطرة على لبنان والمنطقة والآيلة إلى التصاعد تدريجيًا.
وعلى هامش كل ذلك، ولمعرفة الموقف الادارة الأمريكية، ورؤيتها وموقفها بما يحدث في المنطقة، كان لـ "جسور" تصريح خاص من المتحدث الإقليمي بإسم وزارة الخارجية الأميركية، ساميويل وربيرغ الذي أكد أن الولايات المتحدة ستتخذ إجراءات مماثلة لتلك التي اتخذتها في الماضي لمكافحة تأثيرات حزب الله وتدخله في المنطقة. وستتعاون الولايات المتحدة مع شركائها في المنطقة لضمان الأمان والاستقرار وحماية مصالحها وحلفائها في هذا السياق.
وردًا على سبب التواجد العسكري الأمريكي في المنطقة، أشار وربيرغ لـ"جسور" إلى أن الولايات المتحدة تسعى لحماية نفسها وشركائها وحلفائها من التنظيمات الإرهابية مثل حماس وحزب الله والجهاد الإسلامي وغيرها. وقال إنهم يسعون لتوفير الدعم لشركائهم في المنطقة للمساهمة في حماية أمنهم، وذلك من دون الإشارة إلى تفاصيل دقيقة. وأكد أن هذا الجهد لا يستهدف فقط إسرائيل، بل يشمل جميع الدول في المنطقة، بما في ذلك لبنان والدول الخليجية وغيرها، التي تواجه تهديدًا من تلك المنظمات الإرهابية.
تشديد على مغادرة المواطينين الامريكيين
وأكمل وربيرغ بالقول: "نحن لا نرغب الدخول في تفاصيل دقيقة بشأن رؤيتنا الأمريكية حول خطرحزب الله في لبنان. على مر السنوات، اتخذنا جميع الإجراءات الضرورية لحماية أمننا. لدينا علاقة قوية مع قوى الأمن اللبنانية، وبالتالي، سنواصل اتخاذ جميع هذه الإجراءات اللازمة لحماية أنفسنا من حزب الله."
وفيما يتعلق بجهود توعية المواطنين الأمريكيين في لبنان بمخاطر الوجود هناك، أوضح وربيرغ أن الولايات المتحدة قامت بإصدار بيان جديد يؤكد على أهمية مغادرة الرعايا الأمريكيين للبنان إذا كانت لديهم القدرة على ذلك. وعلاوة على ذلك، هناك رحلات تجارية ورحلات خاصة بشركات الطيران ما زالت تعمل، ولذا ستستمر الولايات المتحدة في اتخاذ جميع التدابير الضرورية لتقديم المعلومات والإرشادات اللازمة للمواطنين الأمريكيين في لبنان، بهدف ضمان سلامتهم وأمانهم.
لا دعم لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة
وفيما يتعلق بالحديث عن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، أكد المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ساميويل وربيرغ، أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تؤيد أي فكرة تتعلق بتهجير أو إجلاء المواطنين الفلسطينيين من غزة إلى أي مكان آخر.
وأضاف وربيرغ: "الولايات المتحدة لا تدعم هذه الفكرة على الإطلاق، وذلك ليس فقط لأنها ليست جزءًا من السياسة الأمريكية، بل أيضًا لأننا سمعنا بشكل واضح من وزير الخارجية الأمريكي ومن الرئيس جو بايدن ومن قادة المنطقة بما في ذلك رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس، وقادة دول الخليج، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والملك الأردني، أنه ليس هناك دعم لهذه الفكرة من قبل أي من هؤلاء القادة في المنطقة، وبالتالي، الولايات المتحدة لا تدعم هذه الفكرة على الإطلاق."
المساعدات الإنسانية لا تكفي سكان القطاع
بالنسبة لإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، أوضح ساميويل وربيرغ قائلاً: "الآن، تعمل الولايات المتحدة بكل جهدها على تقديم المساعدات الإنسانية المباشرة للشعب الفلسطيني، وهذا ما أكده الرئيس جو بايدن. وفي هذا السياق، تحدث عن اتفاق جديد مع إسرائيل يسمح بدخول بعض الشاحنات إلى قطاع غزة من مصر."
وأضاف: "نحن نبذل كل ما في وسعنا لدعم الجهود المصرية لفتح الممر الحدودي، ونعتقد أن عدد الـ20 شاحنة ليس كافياً. لهذا السبب، أعلن الرئيس بايدن عن مبلغ جديد قيمته 100 مليون دولار كمساعدة إنسانية إضافية لدعم احتياجات الشعب الفلسطيني، بما في ذلك احتياجاتهم من الغذاء والمياه والمواد الطبية، والمزيد. نحن سنستمر في دعم هذه الجهود وزيادة الإمكانيات المتاحة لمساعدة الشعب الفلسطيني."
الولايات المتحدة جزء من المعركة
فيما يتعلق بالعلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، أوضح ساميويل وربيرغ أن هذه العلاقة تاريخية ووثيقة جدًا. وشدد على أن الولايات المتحدة تعترف بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد الهجمات الإرهابية المستمرة. وليس هذا فقط بالنسبة للهجمات الإرهابية الوحشية التي شهدناها مؤخرًا، بل هذه الهجمات مستمرة حتى اللحظة الراهنة.
ورأى أن حركة حماس تستخدم أماكن مدنية داخل قطاع غزة لشن هجمات صاروخية إرهابية تستهدف مناطق مدنية داخل إسرائيل. وفي هذا السياق، أشار إلى أن الولايات المتحدة تمتلك القدرة، بفضل هذه العلاقة الوثيقة والتاريخية، على إرسال رسالة واضحة إلى إسرائيل بهدف تجنب إحداث أي ضرر للمدنيين في قطاع غزة.
الحل لإنهاء الصراع: إقامة دولتين
ساميويل وربيرغ أكد أن الولايات المتحدة تسعى جاهدة لإحياء مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وأشار إلى أن الرئيس جو بايدن أكد هذا الالتزام في خطابه في البيت الأبيض وأثناء تصريحاته في إسرائيل. وقال إن هذا الالتزام قد تم ترداده مرارًا وتكرارًا منذ بداية إدارة الرئيس بايدن.
ورأى وربيرغ أن الرئيس بايدن يعتقد أن الحل الوحيد لهذا الصراع هو حلاً بناءً على دولتين، حيث يتمتع الشعب الفلسطيني بالحرية والكرامة والازدهار، وبالتالي، يكون لديهم نصف التدابير والحريات التي يمتلكها الإسرائيليون.
وأكد أن الوضع الحالي صعب للغاية، ولكن من الضروري أن يستمر العمل نحو إعادة فتح حوار مبني على الحل الثنائي، حتى وإن لم تكن هناك ظروف مناسبة في الوقت الحالي. وأشار إلى أنه في الواقع، لا يوجد اتفاق من الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني حاليًا. ولكن من الضروري أن تستمر الجهود لإعادة بناء الحوار، لأن الرئيس بايدن يعتبر حلاً بناءً على دولتين هو الحلا الوحيد المستدام والمقبول لهذا الصراع.
المدمرة الأمريكية في الشرق الأوسط
بالنسبة للمدمرة الأمريكية التي وصلت إلى الشرق الأوسط، أوضح ساميويل وربيرغ أن الولايات المتحدة قد أرسلت موارد دفاعية وعسكرية جديدة إلى المنطقة، بما في ذلك حاملات الطائرات والمعدات العسكرية الأخرى. وأكد أن الولايات المتحدة ستتخذ جميع الإجراءات الضرورية، أولاً لحماية نفسها وحلفائها وشركائها.
وأضاف أن الهدف الثاني من هذه الإجراءات هو إرسال رسالة واضحة إلى أطراف معينة، بما في ذلك حماس وحزب الله وإيران، بأن الولايات المتحدة متواجدة في المعادلة.
وفي الختام، أشار إلى أنه من المبكر القول ما إذا كانت الولايات المتحدة ستتدخل مباشرة في أي من هذه الصراعات، ولكنها تعمل حاليًا على حماية نفسها وشركائها وحلفائها.