شؤون العرب والخليج
خيار قد يأتي بمفاعيل عكسية سياسيا واقتصاديا
تميم يطرق أبواب الأردن لتخفيف وطأة العزلة
يقوم أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بزيارة إلى الأردن في الثالث والعشرين من الشهر الجاري، وهي الأولى له منذ العام 2014، بناء على دعوة رسمية من قبل العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني.
وشهدت العلاقة بين الطرفين انفراجة في الأشهر الماضية، حيث قرر الجانبان في يوليو استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما، وذلك بعد عامين على خفض عمّان مستوى تمثيلها الدبلوماسي لدى الدوحة في يونيو 2017 على خلفية الأزمة الخليجية المستمرة.
ونقلت وكالة “عمون” الأردنية عن مصادر مطلعة بأن الملك عبدالله الثاني سيستقبل أمير قطر في مطار ماركا، حيث ستشهد الزيارة بحث سبل تعزيز أواصر التعاون الثنائي بين البلدين وتعزيز متانتها، بالإضافة إلى بحث آخر المستجدات في المنطقة. وتقول دوائر سياسية أردنية إن الأردن الذي يعاني من أزمة اقتصادية، يراهن على دعم قطر خاصة مع تراجع دعم المانحين الأساسيين في المنطقة (السعودية)، في المقابل فإن الدوحة ترنو “يائسة” إلى كسر حالة العزلة التي تعانيها، جرّاء المقاطعة المستمرة لها من قبل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر بسبب سياساتها المثيرة للجدل ودعمها للجماعات الإرهابية.
وأثّرت هذه المقاطعة بشكل جليّ على وضع قطر على خارطة الدبلوماسية العربية، وهي تحاول أن تتدارك الأمر من خلال الأردن.
وتشير الدوائر الأردنية إلى أن الرهان على قطر “المأزومة سياسيا” لإنعاش اقتصاد المملكة ليس في محله خاصة، وأن الدوحة قدّمت في السابق تعهدات للمملكة بدعمها بيد أن تلك الوعود ظلت “حبرا على ورق”.
وسبق وأن أعلنت قطر تقديم دعم للأردن بقيمة 500 مليون دولار لدعم البنية التحتية، وتوفير 10 آلاف فرصة عمل للأردنيين بيد أنه لم يتحقق من ذلك إلا النزر القليل، وهو ما دفع وزير العمل الأردني نضال البطاينة خلال أحد لقاءاته بنظيره القطري إلى الحث على الإيفاء بتلك الالتزامات لجهة تشغيل الأردنيين.
وتخشى الدوائر من أن السير في خيار تعزيز العلاقات مع قطر قد يأتي بمفاعيل عكسية سياسيا واقتصاديا، بالنظر إلى التحالفات التي تقيمها الدوحة مع تركيا وإيران اللتين لديهما أجندة خطيرة تستهدف أمن دول المنطقة.
ويواجه الأردن أزمة اقتصادية خانقة، في ظل ارتفاع مُلفت في نسب المديونية وعجز كبير في ميزانية الدولة، فضلا عن تفاقم مشكلة البطالة التي قفزت في الربع الثالث من العام الماضي إلى 19 بالمئة.
ويستبعد خبراء اقتصاد أن تنحسر الأزمة في المملكة خاصة وأن هذه المسألة لا تنحصر فقط في بعدها الاقتصادي البحت بل يتداخل معها السياسي، وهو ما يجعل الرهان على دعم قطري مجز غير مضمون.