شؤون العرب والخليج

إدارة أميركية جديدة..

كيف تتأهب واشنطن لإعادة هيمنتها على المنظمات الدولية؟

العالم بحاجة إلى كيانات أممية فاعلة

واشنطن

لم تشهد المنظمات الدولية اضطرابات في نشاطها خلال العصر الحديث كالتي عايشتها مع الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، الذي أعطى صورة سلبية عن الولايات المتحدة التي لطالما كانت البلد الأكثر تأثيرا في هذه المنظمات، واليوم يراقب المتابعون كيف ستتغير الحال بعد أن يرمم الفائز بالانتخابات الأميركية جو بايدن كل الفوضى التي خلفها سلفه.

 تركت ولاية دونالد ترامب الرئاسية بصمة سلبية في منظمات دولية غالباً ما وضعتها الولايات المتحدة في الواجهة واعتادت على قيادة واشنطن لها. وأشاع فوز جو بايدن بانتخابات هذا العام تفاؤلا داخل تلك الكيانات التابعة للأمم المتحدة.

ورغم ذلك يرى متابعون أن شهر العسل المنتظر بين الطرفين قد يكون لفترة وجيزة. ويقول أستاذ العلاقات الدولية في جامعة بيرن مانفريد إلسيغ في تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية “أعتقد أن الجميع ينتظرون عودة الحكومة الأميركية بذراعين مفتوحتين”.

ومنذ تولي ترامب الرئاسة، انسحبت الولايات المتحدة أو هددت بالانسحاب من عدة اتفاقات دولية تحت تأثير شعار “أميركا أولا”، فقد أعلنت واشنطن انسحابها من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو) متهمة إياها بأنها تعادي إسرائيل، كما انسحبت من معاهدة باريس للمناخ.

ولم يكتف ترامب بذلك، بل أخرج بلاده من اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادي التي وقعتها 11 دولة عام 2015 من منطقة آسيا والمحيط الهادي باستثناء الصين، كما انسحب من الاتفاق النووي الذي وقعته إيران مع القوى الكبرى وهي روسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا.

وأطلق مفاوضات جديدة بشأن اتفاق التبادل الحر لدول أميركا الشمالية (نافتا) التي تشمل منذ 1994 الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، وقد طالب ترامب مرارا بإصلاح الأمم المتحدة منتقداً البيروقراطية وسوء الإدارة التي تعانيها.

ولم يسلم من انتقادات الرئيس ترامب حتى الحلفاء، فقد سبق أن اعتبر حلف شمال الأطلسي (ناتو) كيانا “عفا عليه الزمن”، ودعا الدول الأعضاء إلى زيادة ميزانياتها الدفاعية، فضلا عن امتعاضه من الإجراءات الحمائية التي يفرضها حلفاؤه عبر الأطلسي.

ومن بين تأثيرات إدارة ترامب، الانسحاب من مجلس حقوق الإنسان وتعطيل عمل منظمة التجارة العالمية والانسحاب من منظمة الصحة العالمية التي كانت واشنطن أكبر ممول لها، في وقت كانت فيه الوكالة الأممية تحاول تنسيق المعركة ضد أسوأ وباء يتفشى في العالم منذ قرن.

ويعتبر الخبراء أن بايدن، المؤيد للتعددية والمتحمّس للعلاقات الدولية، سيسرع إلى إعادة العلاقات مع المجتمع الدولي وهيئاته. ويقول مسؤول في منظمة التجارة العالمية رفض الكشف عن اسمه لوكالة الصحافة الفرنسية إن فوز بايدن أثار “ارتياحا كبيرًا” بين المنظمات الدولية.

وهاجم ترامب منظمة التجارية العالمية سواء تعلق ذلك بالميزانية أو بالشلل المفروض على آلية تسوية النزاعات أو بعرقلة وصول مرشحة إلى رئاسة المنظمة في نهاية السباق رغم أنها كانت تحظى بدعم الأكثرية الساحقة لأعضاء المنظمة.


ويعتقد إلسيغ أنه “سيكون هناك شهر عسل”، لكنه قد يكون لفترة قصيرة. ولا تزال الفكرة التي لطالما تحدث عنها ترامب على مدى السنوات الأربع الماضية، وهي أن الولايات المتحدة مخدوعة من جانب المجتمع الدولي، متداولة على نطاق واسع في المعسكر الجمهوري.

ويشير إلسيغ إلى أن “كل خطوة ستقوم بها إدارة بايدن لإعادة الروابط مع العالم والهيئات الدولية، ستتعرض لانتقادات في واشنطن”، فضلاً عن أنه من غير المؤكد ما إذا كان سيحصل بايدن على الأكثرية في مجلس الشيوخ.

ولدى منظمة الصحة العالمية أسباب خاصة للترحيب بتغير الإدارة الأميركية بعد أن اتّهمها ترامب منذ أشهر بأنها دمية الصين وبأنها أبلغت بشكل متأخر جداً عن وباء كوفيد – 19. واتخذ بايدن موقفاً معاكساً لخصمه، فقال “الأميركيون يشعرون بأمن أكبر عندما تلتزم أميركا بتعزيز الصحة في العالم”.

والولايات المتحدة هي اليوم البلد الأكثر تضرراً من الوباء الذي يبدو أنه خارج عن السيطرة على أراضيها، ولكن بايدن وعد بأنه “في أول يوم من رئاستي، سأنضمّ مجدداً إلى منظمة الصحة العالمية وسأعيد إحياء قيادتنا على الساحة الدولية”.

ولم ترغب منظمة الصحة في التعليق على الأمر لكن مديرها العام تيدروس أدهانوم غبريسوس لم يخف حماسته فكتب في تغريدة “أنا متحمس جداً للعمل معكم ومع فرقكم. أزمة مثل وباء كوفيد – 19 تُظهر أهمية التضامن العالمي لحماية الأرواح وسبل كسب الرزق”.

وترى منظمة التجارة العالمية أنه إذا كان بإمكان إدارة بايدن إعطاء الضوء الأخضر لوصول المرشحة النيجيرية نغوزي أوكونجو – ايويلا إلى قيادة المنظمة، فإن الانتقادات بشأن آلية تسوية النزاعات بين الدول الأعضاء لا يعود تاريخها إلى عهد ترامب لأن “هذه المخاوف تتشاركها إدارة بايدن”.

ويلفت إلسيغ إلى أن “عشر انتقادات ترامب يجب أن تؤخذ على محمل الجدّ” على غرار المطالبة بإصلاح منظمة الصحة العالمية، الأمر الذي تسانده أوروبا على سبيل المثال. ويعتبر أن على المدى القصير، سيكون جو بايدن “في موقع قوي” للدفع من أجل إصلاح هذه الهيئات. إلا أنه أعرب عن “قلقه حيال الخطاب المعتمد في الولايات المتحدة”.

ويحذّر المراقبون من أنه إذا استمرّ نهج ترامب في الحزب الجمهوري لن يكون هناك دعم للمنظمات الدولية على المدى الطويل في الولايات المتحدة، وهذه مشكلة كبيرة.

السفير ستيفن راب لـ “سي بي إن نيوز”: أخشى أن تعدم إيران عشرات الآلاف من السجناء


علي رضا جعفر زاده: لا الحرب ولا الاسترضاء، الحل هو الخيار الثالث والتغيير بيد الشعب الإيراني


الطريق الوحيد إلى إيران حرة: الخيار الثالث لم يعد ممكناً فحسب، بل أصبح جاهزاً!


إيران على أعتاب الثورة، كيف سيسقط النظام الحاكم في إيران؟