شؤون العرب والخليج

رغم محاولات التهدئة..

إصرار قطري على تسميم أجواء المصالحة الخليجية

"أرشيفية"

الرياض

رغم الترحيب العربي والدولي بجهود دولة الكويت نحو تحقيق المصالحة الخليجية، وإعادة دمج دولة قطر في محيطها العربي والإقليمي، إلا أن الدوحة لا تزال تناور عبر أبواقها الإعلامية لإفشال أي جهود من شأنها العودة مرة أخرى للحظيرة العربية

 ووقف دعم الفوضى الأمر الذي زاد من سخط الرأي العام العربي تجاه النظام القطري وذيوله التي تصر على استمرار التطاول على دول الرباعية العربية مصر والسعودية والإمارات والبحرين، وهي الدول الأكثر تضررًا من تصرفات قطر الداعمة للجماعات الإرهابية، خاصة جماعة الإخوان.

خلفيات

في يونيو 2017 أعلنت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، قطع العلاقات مع قطر على خلفية اتهامهم لها بزعزعة استقرار المنطقة، والتقرب من إيران، ودعم تيارات إسلامية مناهضة.

وفرضت هذه الدول، منذ عام 2017، قيودًا على قطر، شملت إغلاق حدودها البرية والبحرية ومجالاتها الجوية، وطالبت الدول الأربع الدوحة بتلبية 13 شرطًا لإعادة العلاقات معها، وشملت قائمة المطالب إغلاق قناة الجزيرة، وتحجيم العلاقات العسكرية مع تركيا، وإغلاق قاعدة عسكرية تركية في قطر، وقطع العلاقات مع حركة الإخوان المسلمين، وتقليص الروابط مع إيران، لكن الدوحة رفضت الشروط 13 قائلة إنها «تمس سيادتها واستقلال قرارها الوطني».


مبادرات

وفي الرابع من ديسمبر 2020 الجاري، قال وزير الخارجية الكويتي، أحمد ناصر المحمد الصباح: إنه «جرت مباحثات مثمرة خلال الفترة الماضية أكدت فيها كل الأطراف حرصهم على التضامن، والاستقرار الخليجي والعربي، وعلى الوصول إلى اتفاق نهائي يحقق ما تصبوا إليه من تضامن دائم بين دولهم، وتحقيق ما فيه خير شعوبهم».


ترحيب عربي

ونالت المبادرة الكويتية ترحيبًا عربيًّا كبيرًا لكنه مشوب بالحذر، بسبب عدم الثقة في النظام القطري، فقد أصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانًا أكدت فيه تقديرها لاستمرار الجهود المبذولة من جانب أمير الكويت ودولة الكويت، لرأب الصدع العربي، وتسوية الأزمة الناشبة منذ عدة سنوات بين قطر ودول الرباعي العربي.

وتابعت الخارجية المصرية ردًّا على سؤال صحفي: «نأمل في هذا الصدد أن تسفر هذه المساعي المشكورة عن حل شامل يعالج كافة أسباب هذه الأزمة، ويضمن الالتزام بدقة وجدية بما سيتم الاتفاق عليه».

وقالت: «وتؤكد مصر في هذا المقام بأنه انطلاق من مسؤولياتها ووضعها، فإنها تضع دائمًا في الصدارة الحفاظ على التضامن والاستقرار والأمن العربي».

ثم جاء الرد السعودي، من خلال وزير خارجيتها، فيصل بن فرحان، في تغريدة: «ننظر ببالغ التقدير لجهود دولة الكويت الشقيقة لتقريب وجهات النظر حيال الأزمة الخليجية، ونشكر المساعي الأمريكية في هذا الخصوص، ونتطلع لأن تتكلل بالنجاح لما فيه مصلحة وخير المنطقة».

أذرع قطر الإعلامية تسمم الأجواء

ورغم الترحيب العربي بهذه المبادرة التي من شأنها تحقيق المصالحة الخليجية، فإن أذرع قطر الإعلامية لا تزال مصرة على تسميم الأجواء، بل وصل الأمر إلى محاولة الوقيعة بين دول الرباعي العربي مصر والإمارات والسعودية والبحرين، وواصلت أذرع قطر الإعلامية وعلى رأسها قناة الجريزة التي دشنت حملة لمحاولة الوقيعة بين السعودية والإمارات، وإظهار تنازع في الصلاحيات بينهما بشأن تمثيل السعودية لدول الرباعي العربي في التفاوض حول الأزمة الخليجية، هذا من جانب ومن جانب آخر محاولة فصل مصر عن الدول الخليجية الثلاثة.

لكن هذه المحاولات باءت بالفشل، وجاء الرد سريعًا من أنور قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، والذي دون مجموعة تغريدات على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي تويتر، أكد فيها دعم الإمارات للسعودية ومساعيها وتمثيلها في إنهاء الأزمة الخليجية.

وقال قرقاش: «تثمن الإمارات جهود الكويت الشقيقة والمساعي الأمريكية نحو تعزيز التضامن في الخليج العربي، وتدعم المساعي السعودية الخيرة وبالنيابة عن الدول الأربع، وتؤكد أن علاقات مجلس التعاون مع مصر الشقيقة ركن أساسي في المحافظة على الأمن العربي واستقرار المنطقة، وتتطلع إلى قمة خليجية ناجحة».

وأضاف: «الموقف القطري المتلون حيال التعامل مع دول الخليج العربي، يثير شكوكًا واسعة ومشروعة حول جدية قطر في المضي حتى النهاية في ملف التضامن الخليجي، ومعالجة أية تداعيات أو التزامات مترتبة على إنهاء الأزمة الخليجية، وهو ما عبر عنه الكاتب السعودي تركي الحمد بتغريدة أكد فيها أنه «حتى لو حدث رفع المقاطعة عن قطر، لهذا الظرف أو ذاك، فإن الشك والريبة والتوجس سيبقى هو عنوان العلاقة معها».

رأي عام غاضب

وامتد الغضب من الدوائر الرسمية إلى الرأي العام العربي، فقد اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي بحالة من الغضب، نتيجة استمرار دولة قطر، وأذرعها الإعلامية ليس فقط في رفض اليد الممدودة بالمصالحة، لكن أيضًا للوقيعة بين الدول العربية.

وعبر مدونون ونشطاء عن استيائهم من إصرار قطر على الوقوف في مربع أهل الشر، مؤكدين أنها لا تريد الوقيعة بين الإمارات والسعودية فقط، ولكن تريد أيضًا فصل مصر عن المصالحة العربية عن طريق تحريض مرتزقتها وذبابها الإلكتروني الذين ينشطون على وسائل التواصل الاجتماعي، والقنوات الفضائية في سبيل تحقيق أغراضها لإفساد التهدئة العربية.

مجزرة في بلوشستان: النظام الإيراني يقتل 11 فردًا من عائلة بلوشية واحدة


سفير أمريكي سابق يدعو الأمريكيين لدعم المقاومة الإيرانية


جرف الإبادة الجماعية: حرب طهران اليائسة على الموتى تكشف خوفها من العدالة


النظام الإيراني بين الضغوط الداخلية وتعزيز النفوذ الإقليمي!