شؤون العرب والخليج
الأزمة اليمنية
الحكومة اليمنية تتهم البعثة الأممية بالخضوع للحوثيين
الحديدة أسيرة اتفاق ستوكهولم
اتّهمت حكومة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بعثة الأمم المتحدة المكلفة بمراقبة تنفيذ اتفاق ستوكهولم في الحديدة وتطبيق وقف إطلاق النار في المدينة الواقعة على الساحل الغربي اليمني، بالخضوع لجماعة الحوثي المتمرّدة وبالاستجابة لضغوطها.
وقال محمد الحضرمي، وزير الخارجية في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، الخميس، إن بعثة الأمم المتحدة في الحديدة “حبيسة بيد الحوثيين”، معتبرا أنّه “لا يمكن القبول باستمرار ذلك”.
وأكد الحضرمي خلال لقائه نائب رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة دانيلا كروسلاكفي، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية “سبأ”، على ضرورة أن تتمكن بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة من أداء مهامها وفقا لولايتها “وإيقاف تدخلات وإعاقات ميليشيا الحوثي لتحركاتها”.
كما شدد على ضرورة العمل على نقل مقر البعثة إلى مكان محايد في الحديدة حتى تتمكن من أداء المهام المنوطة بها بالشكل الأمثل.
وأوضح الحضرمي أنه من الضروري “الاستمرار في إجراءات التحقيق في انتهاكات الحوثيين بما فيها استهداف العقيد الصليحي قبل الحديث عن عودة فريق الحكومة لممارسة عمله في لجنة تنسيق إعادة الانتشار”.
والعقيد الصليحي هو أحد ضباط فريق الارتباط الحكومي في اللجنة التي ترأسها الأمم المتحدة لتنسيق إعادة الانتشار والذي قتل على أيدي الحوثيين.
وأردف الحضرمي بالقول “إن عودة الفريق دون تحرير البعثة الأممية من سيطرة الحوثيين لن تجدي نفعا ولن تغير الواقع المرير في المحافظة ولن تخدم بأي حال من الأحوال تحقيق أي تقدم في مسألة تنفيذ اتفاق الحديدة”.
ومن جهتها، أكدت دانيلا أن البعثة ستبذل ما بوسعها لضمان تنفيذ اتفاق الحديدة وفقا للولاية الممنوحة للبعثة وبما يخدم عملية السلام في اليمن.
وتأسست البعثة الأممية لدعم اتفاق الحديدة في اليمن بعد فترة وجيزة من توقيع اتفاق ستوكهولم في ديسمبر 2018 بين الحكومة الشرعية وجماعة الحوثي.
وقامت البعثة بنشر نقاط مراقبة مشتركة تضم ضباط ارتباط من القوات الحكومية وقوات الحوثي، لمراقبة وقف إطلاق النار بالمدينة التي تشهد اشتباكات مسلحة في حين لا ينفكّ طرفا الصراع يتبادلان الاتهامات بشأن خرق الاتفاق.
وعلى الرغم من أن تطبيق اتفاق ستوكهولم لا يزال متعثّرا بعد مرور فترة زمنية طويلة على توقيعه، إلاّ أنّه يظل الإنجاز الوحيد في رصيد المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، الذي بدا طيلة السنوات الماضية بصدد الدوران في حلقة مفرغة مكتفيا بالاتصالات والجولات المكوكية إلى اليمن والعواصم الإقليمية دون تحقيق اختراق يذكر في حلحلة الأزمة والدفع نحو حلّ سلمي لها كفيل بإنهاء ما أصبح بمثابة أكبر كارثة إنسانية في العالم.