شؤون العرب والخليج
لا خيار أمام أنقرة غير الانسحاب
أردوغان يعترف بعجز قوات بلاده في أدلب
يكتفي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بإطلاق تهديدات وتحذيرات خاوية، كلما حققت قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد تقدما في محافظة إدلب شمال غرب سوريا.
وتزامنا مع تواصل زحف القوات السورية نحو مناطق كانت تخضع للجماعات السورية المسلحة الحليفة لتركيا، قال أردوغان الأربعاء إن تركيا "لن تتراجع قيد أنملة" في إدلب.
وسبق أن أطلق أردوغان التهديدات ذاتها ولكن بقيت مجرد شعارات للتغطية على هزائمه المتتالية شمال غرب سوريا وفشل جميع مساعيه العسكرية والسياسية لوقف تمدد النظام السوري.
ويرى الرئيس التركي أن أكبر مشكلة تواجه قوات بلاده العاملة في إدلب السورية حاليا، هي عدم إمكانية استخدام المجال الجوي، وأكد أن هذه الأزمة ستُحل قريبا.
وقال مراقبون إن تصريحات الرئيس التركي هي اعتراف ضمني من جانبه عن عجز قوات بلاده من صدّ التقدم السوري المدعوم بغطاء جوي من روسيا.
وجاءت تصريحات أردوغان، في خطاب ألقاه، الأربعاء، في اجتماع الكتلة النيابية لحزب العدالة والتنمية بالبرلمان التركي في العاصمة أنقرة.
وتأتي تصريحات أردوغان فيما تواصل قوات الجيش السوري تقدمها في محافظة إدلب شمال غرب البلاد، حيث سيطرت على بلدات وقرى جديدة جنوب المحافظة بما مجموعه 30 قرية وبلدة خلال أقل من 60 ساعة.
ويأتي ذلك في ظل عجز تركي متواصل عن مجاراة تقدم قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد وإطلاق الرئيس رجب طيب أردوغان لتهديدات لا مكان لها على أرض الواقع، ولا يفهم من ورائها سوى فشل تركي في الحفاظ على ورقة إدلب التي تراهن عليها.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الأربعاء إن قوات النظام تواصل السيطرة على المزيد من البلدات في إدلب وحماة شمال غربي سوريا.
وأشار إلى استمرار الاشتباكات على محاور واقعة بريف إدلب الشرقي، بين الفصائل المدعومة بقوات تركية من جانب، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جانب آخر.
وكانت استعادت قوات النظام السوري أمس الثلاثاء السيطرة على بلدة كفرنبل جنوب محافظة إدلب.
ويقف نظام الرئيس التركي عاجزا أمام تواصل تقدم القوات السورية بغطاء ودعم روسي ساهم في مزيد توتر العلاقات بين موسكو وأنقرة، حيث فشلت جميع مساعي أردوغان في تحييد الجانب الروسي ووضع حد للعملية السوري شمال غرب البلاد.
ورفض وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الثلاثاء الدعوات إلى وقف الهجوم السوري المدعوم من موسكو في إدلب وريف حلب شمال غرب سوريا، وقال إن ذلك سيكون بمثابة “استسلام للإرهابيين”.
وكان أردوغان قال إنه يخطط لعقد قمة في 5 مارس المقبل مع زعماء روسيا وفرنسا وألمانيا حول النزاع المتصاعد في سوريا، لكنه تراجع الثلاثاء وقال إنه ليس هناك “اتفاق كامل” حول عقد القمة الرباعية، مثيرا بذلك الشكوك بشأن هذا الاجتماع المرتقب الأسبوع المقبل.
وسبق وأن نفى الكرملين وجود خطط لعقد قمة تجمع موسكو بأنقرة وباريس وبرلين، معتبرا أن الفكرة تدور حول اجتماع يضم الفاعلين في مسار أستانة (روسيا وتركيا وإيران).
وعلى خلاف أنقرة لا تبدو موسكو متحمسة لعقد لقاء قريب بين قيادتي البلدين، وأن المسؤولين الروس يمارسون نوعا من الحرب النفسية على تركيا لإخضاعها لشروطهم ألا وهي إبرام اتفاق جديد بديل عن اتفاق سوتشي المنتهي بطبعه وقوامه إنشاء منطقة خفض تصعيد جديدة على حدود تركيا وبعمق 15 كلم ونقل نقاط المراقبة التركية إلى هناك، مع تعهد أنقرة برفع الدعم عن “الإرهابيين”.
وترفض أنقرة هذا الخيار لأن ذلك سيعني فقدانها لورقة مهمة تراهن عليها في بزار المساومات حول مستقبل سوريا.
على الصعيد الإنساني، حذرت الأمم المتحدة أن المعارك تدنو "في شكل خطير" من مخيمات اللاجئين ما قد يؤدي إلى "حمام دم". كما أعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس الثلاثاء عن "قلقها البالغ" إزاء الوضع.