قطر ليست في موقع من يستطيع المزايدة على جيرانه

البحرين تحبط محاولة قطرية لإحراجها

المنامة

قرّرت مملكة البحرين التعجيل بإجلاء مواطنيها العالقين في قطر بعد أن حاولت الأخيرة إحراجها متّهمة إياها بعرقلة نقلهم إلى بلدهم، في خطوة اعتبرتها مصادر بحرينية “مظهرا لمحاولات الدوحة افتعال المشاكل واستغلال أقلّ الأحداث شأنا لمناكفة الدول المشاركة في مقاطعتها بسبب دعمها للإرهاب، ومن ضمنها البحرين”.

وأعلنت السلطات البحرينية، الأحد، أنها تعمل على ترتيب رحلة لإجلاء 31 مواطنا من قطر، مطالبة الدوحة بـ”عدم التدخل بما يؤثر على خطة الإجلاء”.

وجاء ذلك بعد أن أعلنت السلطات القطرية، السبت، استقبال هؤلاء البحرينيين في الدوحة، قائلة إنّ المنامة رفضت نقلهم عبر طائرة خاصة في ظل غلق أجواء المملكة أمام الطيران القطري.

وقال مركز الاتصال الوطني بالبحرين في بيان إنّه “تم ترتيب رحلة طيران تتوافق مع الإجراءات الاحترازية الطبية اللاّزمة لإجلاء المواطنين العالقين في الدوحة”، داعيا “السلطات القطرية إلى التوقّف عن التدخل بما يؤثر على هذه الترتيبات”.

وكان المواطنون البحرينيون وصلوا، الجمعة، إلى مطار حمد الدولي بالدوحة على متن رحلة الخطوط الجوية القطرية القادمة من إيران. وقالت قطر إنّها “عرضت على الحكومة البحرينية أن يغادر هؤلاء إلى وطنهم على متن طائرة خاصة، دون أن تتحمل المنامة أو الأفراد المعنيون تكاليف الرحلة، لكن السلطات البحرينية رفضت ذلك”.

وجاءت الاتهامات القطرية للبحرين متناسقة مع اتهامات مماثلة من قبل إيران المعروفة بمواقفها المناوئة للمنامة، حيث قال المساعد الخاص لرئيس البرلمان الإيراني للشؤون الدولية، حسين أمير عبداللهيان، إن المئات من رعايا البحرين عالقون في مدينة مشهد الإيرانية ينتظرون العودة إلى بلادهم، ونحو ثمانين آخرين عالقون في سلطنة عمان، بينما سلطات البحرين غير مستعدة لاستقبال مواطنيها. وتابع متّهما المنامة بـ”إضاعة الوقت وانتهاج سياسة غير مسؤولة تماما حيال شعبها”.

وتحوّلت إيران مؤخّرا إلى بؤرة رئيسية لانتشار فايروس كورونا، الأمر الذي دفع مختلف بلدان العالم إلى وضع قيود على تنقّل الأفراد من البلد وإليه، للحدّ من انتشار الفايروس القاتل.

واتّهم الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة مستشار ملك البحرين للشؤون الدبلوماسية قطر بالتدخّل في نقل البحرينيين العالقين بهدف الإساءة إلى بلاده.

وأوضح أنّ “البحرين رتبت خطة إجلاء مواطنيها العالقين في إيران بترتيب رحلات خاصة مباشرة من مطار مشهد (في إيران) إلى مطار البحرين على دفعات تلتزم بكل معايير السلامة والاحتراز الصحي المطلوب، وليس في رحلات تجارية تعرض المسافرين الآخرين في الطائرات والمطارات لخطر الوباء”.

ونقلت وسائل إعلام بحرينية عن الشيخ خالد قوله إنّ “ما قامت به قطر من نقل المسافرين العالقين ضمن رحلات تجارية من إيران إلى الدوحة ثم إلى مسقط وإعادتهم إلى الدوحة يفتقر لأدنى معايير سلامة أطقم الطائرات والمسافرين بما يعرّضهم للخطر الشديد، ودون أي ترتيب مسبق مع السلطات المختصة في البحرين رغم معرفة القطريين بخطة الإجلاء البحرينية”.

ووصف ما قامت به قطر بأنه أمر “واضح ومكشوف، وهو التدخل في موضوع المواطنين العالقين بهدف الإساءة المبيتة للبحرين”، لافتا إلى أنّ “الهجمة الإعلامية المنسقة اللاّحقة لبيان قطر على مملكة البحرين من مختلف المنصات القطرية والتابعة لها، دليل واضح على الخطة القطرية المبيتة”.

كما اعتبر مستشار العاهل البحريني أنّ “ما قامت به قطر شيء مستنكر ويستوجب موقفا دوليا واضحا منه”، داعيا الدوحة إلى التوقّف “عن استخدام مسألة إنسانية مثل جائحة كورونا في خططها ومؤامراتها المستمرة على الدول والشعوب”.