المثقفون العرب في مواجهة كورونا..

أزمة كورونا أكبر انتصار ثقافي على الأساليب الدينية

حليمة مظفر: أتوقع أنها ستنتج أدبا وإبداعا جديدا قد يشهده العالم العربي في الفترة المقبلة لأنها تجربة جديدة والتجارب الجديدة محفزة للإبداع الخصب.

محمد الحمامصي

تكاد رؤى وأفكار المثقفين والأدباء على اختلافها أن تجزم بأن تغييرات كبرى ستطال الإنسانية فيما بعد الخلاص من جائحة كورونا، وما كشفته من ثغرات وأخطاء قاتلة في التوجهات العالمية، فكثيرون منهم انشغلوا بضرورة وأهمية وقف الحروب والصراعات وما تستتبعه من صناعات مدمرة للإنسانية والتوجه إلى العلم والتعليم وحماية استقرار وسلام البشرية وطبيعتها، وذهب بعضهم إلى أن الكثير من المفاهيم والأفكار سوف تسقط استعدادا لصعود آخرى ليس في الثقافة والأدب والفنون وحدها ولكن أيضا في السياسة والاقتصاد والنفوذ الدولي، ووجد بعضهم أن هذه الجائحة أتاحت لهم الفرصة للهدوء واستعادة روح القراءة والإبداع.. وهناك نأتي برؤى وأفكار الحلقة الثانية من تحقيقنا "المثقفون العرب في مواجهة كورونا". 
بداية يرى الشاعر أحمد الشهاوي أن العالم لن يكون هو نفسه ما قبل وباء فيروس كورونا الذي اجتاح العالم .ولأن الأجيال التي تعاصر كورونا وتعايش سيرته ومسيرته وفتكه بالبشر، لم تعش وباء مماثلا، صحيح أنها عايشت حروبا مدمرة في البلدان العربية فتكت وأحرقت وغيرت وقسمت، لكن ما تراه هو غريب ومفاجئ؛ ومن ثم سيخلق هذا الإجتياح أدبه ومنظومته وسياقه المختلف. فسيكون هناك اهتمام بأدب الأوبئة، وسيعاد طباعة ما تركه الأسبقون من الأسلاف وهو كثير في أدب الوباء .ومثلما سيكون هناك تغيير في الأنظمة السياسية وموازين القوى، وستتولد لغة سياسية جديدة؛ فبالتالي ستولد حتما لغة أدبية ونقدية جديدة وسينسحب ذلك على السينما في العالم. وسيتغير سلوك الناس مع أنفسهم والمحيط الذي يعيشون فيه. كما ستكون هناك سياسة جديدة في التعامل مع الكتاب الورقي الذي شلت حركته تماما في ظل حبس الإنسان أينما كان في بيته سيبحث أصحاب القلم عن طرائق جديدة للعيش، خصوصا أنهم رأوا الموت يمكن أن يحصدهم في أية لحظة، مثلما فعلت الكوليرا والطاعون قبل ذلك .
وتابع الشهاوي: سنكون أمام أدب جديد حيث ستسقط رأسماليات كثيرة، وتتهاوى نظريات ومفاهيم أكثر، وسيكثر الاهتمام بالفرد .وسيأخذ "كبار السن" مواقف متطرفة تجاه دولهم، بعدما تمت التضحية بهم في الغرب وأميركا باعتبارهم زوائد حان موتها، والإلتفات فقط إلى الشباب . ما أنا متأكد منه أنني شخصيا تغيرت، وصارت نظرتي إلى نفسي وإلى الحياة والعالم مختلفة، وأتصور أن هذا التغير سيطول آخرين في العالم.
المواجهة مع شبح الموت
ويشير الكاتب الروائي صبحي موسى إلى أن دور المثقف في هذه الأزمة يبدو باهتا ولا حضور له لا لشيء سوى أن كل الأجهزة تعمل الآن عمل الثقافة. فالمواجهة مع شبح الموت المسمى كورونا لا بد أن تكون ثقافية، حيث تقوم على الوعي والتفكير والمعرفة والتحليل والاستنتاج والاستشراف أيضا. المواجهة تقوم هنا على الاستنارة ومن ثم تمت مواجهة السلفيين الذين خرجوا في مظاهرة ليلية مكبرين كي يقضوا على الفيروس، مستمدين تراثهم العريض في مواجهة الظواهر الكونية التي لا يعرفون أسرارها، مثل الخسوف والكسوف والجفاف وغيرها بالتكبير والصلاة. وهذا هو المنهج الديني في مواجهة المنهج العلمي. وكان لا بد من الانتصار على المنهج الديني لأنه لا يستطيع مواجهة الواقع بقدر ما يغيب أصحابه عن الواقع ومشكلاته وطرق حلها بالوعي والمنطق. وشهدت أزمة كورونا أكبر انتصار ثقافي على الأساليب الدينية ووعيها المنتمي للعصور القديمة.
ويضيف موسى أن ثمة تجليات ثقافية على مختلف فئات وأطياف البشر في شتى انحاء العالم، وأن عولمة الترفيه والمال والاقتصاد صنعت أيضا عولمة المرض وعولمة الوعي به وطرق مواجهته، أصبح الجميع مثقفا في الفيروسات والبكتيريا والأحماض ومواد التنظيف وأدوات الوقاية وطرق النظافة وأدواتها. أصبح الجميع بدرجة ما حاصلا على مستوى جيد ثقافيا. تساوى في ذلك المقيمون في القرى مع المقيمين في المدن. والمقيمون في العالم الثالث مع المقيمين في العالم الأول. وهذا أكبر انتصار حدث للوعي الثقافي بمعناه العام. لكنه لم يحدث للمثقف في حد ذاته. فالمثقف بمعناه المعتاد توارى لصالح الأطباء والإعلاميين وخبراء الفيروسات واصحاب التجارب الحية والمباشر. ومن ثم ظهرت أدوات ووسائل وأطراف ثقافية جديدة لم تكن معهودة.

ويخلص موسى إلى أن مفهوم الثقافة أصبح أكثر انفتاحا على جوانب أخرى غير الشعر والرواية والمسرح. وحتى غير المدرس في الجامعة، الثقافة بمعناها العام والثوري أيضا، حيث لا تتمثل في شخوص بعينهم، ولكنها تتسع وترتقي ويرتفع مستواها ومنسوبها، هذه تغير كبير، ولا بد أن يستوعب المثقف القديم معناه كي يسعى للتوافق معه، ولا يكون عقبة في مسيرته، وأعتقد أن ذلك سيتضح أثره على كثير من الكتابات التي ستأتي في المستقبل. وأعتقد أنها في غالبيتها ستعتمد صيغة عبر النوعية، فضلا عن الصيغ المعرفية، بالإضافة إلى التوسع في التعامل الجماهيري، ربما تكون هذه بعض ملامح الزمن القادم وبعض تأثيرات الأزمة على الفعل الثقافي الجديد والمعتاد.
عزلة أصيلة
وترى الأديبة والمستشارة ثقافية بوزارة الإعلام السعودية حليمة مظفر أن المثقف والمبدع إنسان متفاعل في طبيعته مع محيطه ربما بحساسية أكثر من غيره، خاصة وهو يرى التفاصيل والهامش بطبيعة أخرى تجعله يكسبها معاني مختلفة وخيالا جديدا منبعثا من وعيه الخاص بحسب تراكماته الفكرية والثقافية والإنسانية؛ وإن كانت العزلة التي يعيشها المثقف في كثير من الأحيان أصيلة في حياته لكن هذه المرة ليست من اختياره إنما فرضتها الأوضاع التي بعثتها أزمة كورونا، والحجر المنزلي له وقعه في نفسه وقد يخلق المثقف منها خيالا وشخوصا ويكسبها معاني جديدة منبعثة من هذه الأزمة، وإن كان هذا المثقف مثقفا عضويا فهو إلا ويشارك مجتمعه هذه العزلة محفزا وداعما من خلال تجربته الذاتية فاتحا نوافذ إنسانية مع مجتمعه. أما الدور الذي تلعبه أزمة فيروس كورونا فأنا أتوقع أنها ستنتج أدبا وإبداعا جديدا قد يشهده العالم العربي في الفترة المقبلة لأنها تجربة جديدة والتجارب الجديدة محفزة للإبداع الخصب.
تكلفة التمرد
يؤكد القاص والروائي سمير الفيل أن جائحة كورونا التي انعكست بالسلب على جميع أمور حياتنا قد دفعتنا لمراجعة أفكارنا، ومنها الثقافية والفكرية. وجعلتنا نتأكد قناعة أن العالم قرية صغيرة، فلا الحدود والسيادة الوطنية منعت تفشي الوباء، ولا الأيديولوجيا حمت أصحابها، واضطر الملايين للانعزال بما يشبه الحبس الاختياري أحيانا، والحبس الجبري في البيت غالبا.
ويقول الفيل إن تكلفة التمرد على فكرة العزلة صارت غالية الثمن، الأمر الذي جعلني شخصيا بدأت العودة للقراءة بالبيت، فالآن أعيد قراءة الأدب الروسي العظيم، مثل أعمال تشيخوف وديستوفيسكي وتورجنيف، وصار الوقت الذي أقضيه في الندوات الجماهيرية هنا وهناك مخصص لمراجعة بعض النماذج الباهرة في الآداب العربية والعالمية.
ويلفت إلى إن الأزمة أكدت أهمية الاهتمام بالبحث العلمي ففي المختبرات المتقدمة مجال لتحليل الفيروس وإيجاد الأمصال اللازمة، وهنا تكمن أهمية تخصيص المال لمصلحة الشعوب.
ورأى الفيل أن المثقف العضوي الذي قال به جرامشي ليس من مهامه كتابة نص متماسك فقط بل عليه أن يلعب دورا في تحديث الأفكار وطرح الرؤى للخروج من عنق الزجاجة. كثير من المسلمات صار من الممكن مراجعتها. ودور المثقف لم يعد ينفصل عن دوره التنويري والتثقيفي، وعليه أن يشارك في توجيه البوصلة ويستفيد من تراكم الخبرات. إن التجزئة والتفرقة التي قامت بها الرأسمالية العالمية بحاجة للمراجعة، كذلك فإن المليارات من الدولارات التي أنفقت في الحروب "المصنوعة لزوم بيع أطنان الأسلحة وتجريبها" كان الأجدر بها أن تكون في خدمة الشعوب المقهورة.
وأوضح أنه أصبح من الضروري أن يعاد ترتيب الأوراق، لنؤكد من جديد على وحدة المصير الإنساني، لم يعد النص الأدبي معلقا في الفراغ لكنه لا ينفصم عن الوعي بالأزمات التي تحيط بالإنسان، علينا التنبيه بقيمة العلم، وتحديث المعامل ووضع المال في خدمة الناس لا الطبقة الرأسمالية المتوحشة.
وحدة المصير
ويؤكد الكاتب والمخرج المسرحي المغربي عبداللطيف فردوس أن "كورونا ليست مجرد أزمة، بل هي جائحة لم تعرف الإنسانية مثيلا لها، خصوصا بالنسبة للجيلين أو الثلاثة أجيال الماضية، التي لم تعش ويلات الحربين العالميتين، ولا كوارث أوبئة الطاعون أو التيفويد. وفي نظري لا يزل الوقت مبكرا لتأكيد ديناميكية الوباء، ولا التنبؤ بمنتهاه، متى وكيف. 
ويرى أن أبعاد الجائحة لا تقتصر على المثقف فقط، لأنه لا يمكن عزله عن باقي فئات المجتمع، حتى وان اختار بعض المثقفين كعادتهم بروجا عالية تحميهم وتبعدهم عن ما يقع. لقد أعطت كورونا درسا على الواقع لفكرة المواطن الكوني، وهو ما لم تستطع العولمة تحقيقه. وشرعت أبواب العالم لنرى بعضنا البعض حفاة عراة، ووضعت إنسانيتنا واختياراتنا أمام مرآة أو جهاز كشف حقيقتنا ونوايانا المضمرة. تعيش الإنسانية حاليا حالة التوجس والخوف من الحاضر والمستقبل. الفيروس وضع على المحك توجهاتنا الفردانية، ومنطلقاتنا المحكومة بالمصلحة. في ظل هذه المعطيات حتما ستتأثر الثقافة والإبداع، لكن كيف؟ يبقى معلقا بالمستقبل وتطوراته. 

ويشير فردوس إلى أن "كورونا" حقق إحساسنا بوحدة المصير، وأكد أن مصير الإنسانية مشترك، ومستقبلها مجهول، وخوفها واحد، وفي الوقت نفسه وضع مصيرنا بأيدينا وهذه سخرية القدر. فالسفينة إما أن تنجو بفعل ركابها، أو تغرق بتهورهم. علينا مواجهة الآفة، كل من موقعه الخاص، في تصور وتدبير جماعي، لأن الحلول الفردية غير واردة إطلاقا. لا نجاة للفرد إلا بنجاة الجماعة، وهذا في اعتقادي اسمى ما كانت ولا تزال تعمل عليه الثقافة بمختلف مكوناتها. لذلك يمكن إن تشكل الجائحة طفرة، أو نكسة كارثية للإنسانية بمثقفيها ولجميع المجالات بما فيها الثقافة. حتى وإن شكلت المرحلة طفرة فمن المؤكد، وإلى حدود اللحظة، ستكون الطفرة نحو مجهول من الممكن إن تتحكم فيه الإنسانية بالتقويم والتقييم. حاليا تداعيات الجائحة وضعت الإنسان بشكل غير مسبوق في صلب أية عملية كيفما كان نوعها. الكثير من المفاهيم التي كانت متداولة، وضعتها الجائحة على المحك، لتصبح في حالة إثبات أحقيتها في الاستمرار، مبادئ وأهداف حقيقية وليس مجرد شعارات جوفاء تروج عند الحاجة. لقد أثبت كورونا مقولة أننا "كلنا ذاك الإنسان".
اكتمال عزلة المثقفين
ويظن الروائي والشاعر حمدي عابدين أن مثل هذه الأزمة زادت من عزلة المثقفين، زادتهم عزلة فوق عزلتهم، فليس منطقيا أبدأ أن تأتي بمجموعة أيا كانت كفاءتها وقدرتها ودرحة وعيها، من داخل الكهوف، وتطلب منها طرح حلول لكوارث يمر بها أهل المدن والقرى، الحكاية هنا ليست في الإمكانيات، لكن فيما طرأ على هذه المجموعة وأفرادها من عوامل تكلس، وانسحاب، وشعور بأن لا فائدة ترجى مما يطرحونه من حلول، فضلا عن أن خبراتهم دائما مع المسؤولين وقناعاتهم التي تشير إلى أنهم دائما ما يُعزلون بمجرد انتهاء دورهم، أو اتجاه المسؤولين لتنفيذ الخطط المطروحة للعلاج والخروج من الأزمات في أضيق حدودها، بشكل لا يقضي على بذور الكوارث، لكنه يسعى بمنطق المسكنات لحلول وقتية لا أكثر.
وتابع عابدين: لا أرى أي دور ممكن للمثقفين في ظل هذه الأزمة سوى إكمال دورهم الذي اُجبروا عليه في الانسحاب، خاصة في ظل عدم وجود مساحة للحركة، وأن دورهم مقضيٌ عليه بالمحدودية، ولا يخرج عن كتابة النصائح، ودعوة الناس بالتزام منازلهم، وترجمة التقارير الواردة من الخارج واطلاع الناس عليها، فضلا عن السخرية من الواقع واللحظة والفيروس نفسه. أما عن مساحة وفرص الإبداع أو إمكانياته فلا أظن أن الوقت ولا اللحظة تحتمل وجود مثل هذا البراح، فالتعبير عن لحظة أو واقعة ما يحتاج لكثير من الوقت لتأملها وفهمها، والتعمق فيها، من هنا لا أظن أن أي عمل إبداعي حول وباء الآن سيكون قادرة على التغلغل في أغوار النفس البشرية، وسوف يكون أقصى ما يسعى إليه هو التعبير بسطحية عما يدور حوله من تفاصيل يجهل كنهها، ومغزاها والهدف منها ومن يقف وراءها أو يحركها من قوى، فتارة يراها شيطانية طبقا لنظرية المؤامرة، أو قدرية ساعد على انتشارها وتضخيم نتائجها وأضرارها تعامل غير كفء من قبل أطراف غير مسئولة لم تعمل بالقدر المطلوب، لتلافي ما يمكن حدوثه من مضاعفات.
التفاعل الرقمي
ويقول الناقد الجزائري د.حمزة قريرة: أراني فيما يُشبه فيلم الخيال العلمي، مع بدايات الأزمة كنت في مصر مع عائلتي وكل شيء كان على ما يُرام إلى أن جاءت عاصفة التنين ولزمْنا البيت حينها بدأنا تصفح مواقع التواصل الإجتماعي ليتم حقنُنا بالخوف والهلع، لا أدري كيف تسارع الأمر اضطررت لتقديم رحلتي، واستطعت الخروج من مطار القاهرة قبل غلق المجال الجوي الجزائري بساعات قليلة، من المطار إلى الحجر البيتي الاختياري، وهنا انطلقت رحلة أخرى مارستْها الأخبار وما أحمله من أفكار، أردت التأقلم مع حياتي الرتيبة في الحجر والبحث فيم يمكنني تقديمه للآخرين من منزلي، فجاءت فكرة مسابقة تفاعلية للأطفال أرادتها وزارة الثقافة الجزائرية لتسمح للأطفال المشاركة وهم في البيت، قمت بالتحضير وأطلقتها على المدونة:

تحمل المسابقة عدة أقسام من قصة ورسم ومسرح، تحمل موضوعات موجّهة للطفل بعضها حول موضوع الكورونا.
ويؤكد أنه صارت لزاما على الثقافة العربية تفعيل دور الأدب والفن التفاعلي الذي يسمح للمثقفين والمؤسسات الثقافية التواصل الرقمي الإفتراضي دون الحاجة للتواصل المباشر، الذي قد يكون مؤذيا، فيمكن خلق منصات مختلفة يشارك من خلالها المثقفون ويدعموها، وتصبح صرحا للقاءاتهم، حيث يمكن تنظيم ملتقيات وندوات وأمسيات من خلال هذه المنصات، وهو ما حاولت عمله من خلال مدونتي الأدب والفن التفاعلي، حيث أطلقت جملة من الأعمال يشارك فيها الأدباء والمتلقون على اختلافهم.
ويرى قريرة أن الأزمة ستغيّر مفاهيم كثيرة في الثقافة العربية والعالمية، خصوصا في جانب الحامل لها، فالجانب الرقمي التفاعلي يجب أن يأخذ مكانته المتصدرة في عالم ما بعد الكورونا، حيث أثبت قدرته على الوصول إلى الجميع دون استثناء وهو ما يحقق المثاقفة دون أذى لأحد، كما أن الأعمال الأدبية الفنية تساهم في التخفيف على المتلقي وهو في حجره البيتي، ومن جهة أخرى على المثقف أيضا التعبير عن الراهن والتجربة كي يقدّم ويضيف بشكل إيجابي، ويساهم في محاربة الوباء. وعبر الحامل الجديد سيتم التأسيس لقواعد بنائية مختلفة مع الأدب والفن التفاعلي الرقمي، ومنه ستُخلق جمالية أخرى على مستوى التلقي تكون أكثر تأثيرا وتوجيها... زمن الكورونا سيُحدد معالم جديدة على مستوى الإبداع بناء وحاملا وجمالية.