ليؤكد وجوده في المعادلة السياسية..

صحيفة دولية: حفتر يعلن إنشاء 3 مدن في بنغازي

بداية العودة للساحة السياسية

طرابلس

عكس خروج قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر للإعلان عن مشروع “ضخم” لإنشاء 3 مدن سكنية في محيط مدينة بنغازي شرقي البلاد تحركا لافتا منه لإظهار أنه موجود مع بروز بوادر تشكيك في دوره في المرحلة المقبلة خاصة بعد الفوضى الأمنية التي شهدتها مدينة بنغازي والتي أفرزت حالة من الاحتقان في صفوف سكانها.

ويرى مراقبون أن تحرك حفتر يبدو مدروسا خاصة في ظل ما تعرفه البلاد من تطورات سياسية بعد تسلم السلطة الانتقالية لمهامها وما رافقها من تدهور أمني جلب الأنظار خاصة في بنغازي الخاضعة لسيطرة الجيش، حيث يسعى حفتر إلى البعث برسائل مفادها أنه موجود للحفاظ على مكانته وشعبيته التي اكتسبها خلال السنوات الأخيرة عبر ضبط الأمن والقضاء على الإرهاب الذي انتشر في عهد المؤتمر الوطني العام (2012 – 2014) الذي سيطر عليه الإسلاميون.

وقال المشير خليفة حفتر مساء السبت إنه “سُتبنى ثلاث مدن كاملة المرافق في شرق وغرب وجنوب مدينة بنغازي يمكن أن تستوعب ما لا يقل عن 12 مليون نسمة”.

وأوضح حفتر في كلمة خلال تجمع عُقد في مقر القيادة العامة بالرجمة تحت اسم “مُلتقى أسر الشهداء”، أن العمل جارٍ في هذه المدن وستبنى في وقت قريب”، دون أن يتطرق إلى المزيد من التفاصيل عن الجهات المتعاقدة على تنفيذها ومدة التنفيذ.

وأعلن حسب بيان منشور على صفحة القيادة العامة للجيش الليبي عن تخصيص 20 ألف وحدة سكنية لـ”أسر الشهداء والجرحى” وتوفير فرص عمل لأبنائهم بعد تأهيلهم، إضافة إلى تكفل القوات التابعة للقيادة العامة بمصاريف تعليم أبنائهم حتى المرحلة الجامعية، فيما تكون الأولوية في طلبات الحج والعمرة لأسرهم. 

حفتر وقّع على خارطة مشروع "الكرامة" الذي صُمّم تحت إشراف هيئة الاستثمار العسكري، ويوفر عشرة آلاف وحدة سكنية

وخلال الملتقى وقع حفتر على خارطة مشروع “الكرامة” الذي صُمّم تحت إشراف وتنفيذ هيئة الاستثمار العسكري، ويوفر المشروع عشرة آلاف وحدة سكنية تكفي 40 ألف نسمة.

ويرى مراقبون أن حفتر استشعر خطورة حالة الاحتقان التي يعرفها سكان مدينة بنغازي بسبب الانفلات الأمني ما يُرغمه على التحرك لإنقاذ الموقف وإثبات أنه فعلا موجود لتأمين المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش والقيام بدوره في ظل المرحلة الانتقالية التي تشهدها ليبيا والتي من المفترض أن تنتهي بإجراء انتخابات عامة في الـ24 من ديسمبر المقبل وفقا لخارطة الطريق المنبثقة عن تفاهمات جنيف السويسرية.

وأواخر الشهر الماضي أعلنت سلطات شرق ليبيا تشديد الإجراءات الأمنية في بنغازي بعد تسجيل سلسلة من عمليات القتل في المدينة، كان آخرها اغتيال القيادي في القوات الخاصة الصاعقة المقدم محمود الورفلي الذي كانت تجاوزاته مظهرا من مظاهر الانفلات الأمني في المدينة بسبب استغلال نفوذه لتصفية خصومه خارج نطاق القانون، بالإضافة إلى تجاوزاته أثناء الحرب على الإرهاب في بنغازي.

واختبرت الفوضى الأمنية التي شهدتها بنغازي دور حفتر في الظرف الراهن خاصة أن عمليات الاختطاف والاعتداءات وغيرها من الحوادث التي عرفتها المدينة بثت مخاوف لدى السكان ترجمتها العديد من الأطراف بالضغط على حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبدالحميد الدبيبة من خلال دعوتها للتحرك بهدف التحقيق في مثل هذه الحوادث.

وكانت مكونات برقة الاجتماعية والسياسية والحقوقية قد أصدرت بيانا تزامنا مع تولي حكومة الدبيبة السلطة دعت فيه إلى فتح تحقيق في كل الأعمال التي وصفتها بـ”الإرهابية”، وهي الخطوة التي حملت رسالة تفيد برفع قبائل الشرق دعمها عن حفتر.

ويرى مراقبون أن تلك الفوضى مآلاتها واضحة، فإما أن تُنهي دور المشير حفتر بعد أن كانت قد صنعته في وقت سابق أو أن يتحرك قائد الجيش باتجاه ضبط الأمن وإنقاذ شعبيته ومعها دوره.

وكان الجيش الليبي بقيادة المشير حفتر قد نجح في تحرير مدينة بنغازي في العام 2017 بعد سقوط حي الصابري آخر معقل للجماعات الإرهابية لتنتهي بذلك حرب استمرت لأكثر من ثلاث سنوات في المدينة.

وأطلقت جهود تحرير المدينة في مايو 2014 ضمن ما سمّيت بـ”عملية الكرامة” كردّ على تنفيذ الجماعات المتطرفة عمليات اغتيال تجاوزت الخمسمئة عملية استهدفت ضباطا من الجيش والشرطة إضافة إلى البعض من نشطاء المجتمع المدني.