هيثم رباني..
خبير جزائري يشرح حقيقة دواء الكورونا
يرى الخبير الجزائري في المسائل البيئية، هيثم رباني، أنّ فيروس كورونا هو "التهاب رئوي حاد لا يستحق كل هذا التهويل على اعتبار أنّه بمجرد انتهاء الصين من المرض وتحجيمه، كشفت عن العلاج وهو الهيدروكسيد".
وفي تصريحات خاصة بـ "حفريات"، لفت رباني إلى وجود "شرخ بين الدول الغربية والصين والبلدان الأخرى، على اعتبار أنّ المختبرات الغربية كانت تريد الوصول إلى مصل ولكن في الوقت ذاته كانت تعلم بأنّ الصين عالجت مواطنيها بدواء عمره 70 عاماً".
تثور حالة من الجدل في الجزائر بسبب الغياب الغريب للأحزاب والنقابات ورموز الحراك عن التفاعل مع محنة فيروس كورونا
ويضيف رباني: "الشرخ الثاني أنّ الصين طلبت منها الجهات الصحية الأمريكية، إحصاءات عن تأثير كورونا على النساء الحوامل، لكنّ الصين رفضت بسبب الحنق الذي يبديه أعضاء الحزب الشيوعي الصيني وعددهم 10 آلاف على الولايات المتحدة الأمريكية التي يتهمونها بالتسبّب في الفيروس".
ويبرز رباني أنّ هذا الفيروس أثبت هشاشة النظام الصحي العالمي في ما يتعلق بالإنعاش، فألمانيا التي تعتبر أفضل بلد على هذا الصعيد، لديها 18 سريراً لكل 10 آلاف شخص، في حين أنّ فرنسا لديها 12 سريراً، والبرتغال 4 أسرّة فحسب، ورغم أنّ 1 % من مرضى الكورونا قد يحتاجون إلى إنعاش، إلا أنّ هذه النسبة تصبح كبيرة إذا صار عدد المرضى مئة ألف.
الخبير الجزائري في المسائل البيئية، هيثم رباني
وفي منظور رباني "النظام الصحي العالمي بات منهاراً رغم أنّ كورونا لا يتعدى كونه فيروساً يسبّب في النهاية التهاباً رئوياً حاداً مثل الأنفلونزا الموسمية التي تقتل سنوياً 2.5 مليون من كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة حول العالم".
ويذهب رباني إلى أنّ الكارثة القادمة ستكون "ألمانية"، بعدما أعلنت مختبرات الأخيرة أنّ الدواء سيكون موجوداً في الخريف القادم، لكن غداة اعتماد كثير من الدول لدواء الهيدروكسيد، سارع مختبر ألماني للتصريح أنّ لديه دواء كورونا من خلال مصل يعالج مرض السل، وهذا الدواء عمره أكثر من 70 عاماً.
تخبّط في الجزائر
يوقن رباني بوجود ما يسميه "تخبط هائل في الجزائر، وعدم التصريح بالحقيقة للمواطنين"، مقدّراً أنّه بالنسبة لاستعمال عقار الهيدروكسيد، هناك مشكلتان، تتعلق الأولى بالعقيدة الطبية للمنظومة الصحية الجزائرية التي لا تستعمل بعض الأدوية الحسّاسة مثل الهيدروكسيد، إلا في حال ظهور بعض الأعراض الخطيرة.
ولم تغيّر المنظومة الصحية المحلية رأيها – بحسب رباني - إلا بعد قدوم الوفد الطبي الصيني الذي نبّهها إلى حتمية استعمال الدواء المذكور مع الأشخاص الذين لا تظهر عليهم أعراض المرض، لكنهم يحملون فيروس كورونا ولديهم القابلية لنقل المرض إلى الآخرين، لذا فاستعمال الهيدروكسيد من شأنه تقليل نسبة الفيروسات من مليون إلى ألف في الخلية الواحدة، وهذا يقلّل بدوره نسبة العدوى بشكل كبير مثلما حدث في الصين.
ويربط رباني المشكلة الثانية بـ"حقيقة توفر الدواء"، موضحاً: "نسمع بعض الجهات الرسمية التي تؤكد امتلاك الجزائر 320 ألف علبة، بينما صرح الناطق الرسمي للمجمع الحكومي صيدال، أنّه سيتم تصنيع هذا الدواء في القريب العاجل، ريثما تصل المواد الأولية".
وانتقد المتحدث "انعدام الوعي لدى الكثير من مواطنيه، بينهم من هربوا من مراكز الحجر الصحي في المستشفيات"، مستدلاً بـ"فرار رجل مع زوجته وأبنائهما بملفاتهم من أحد مستشفيات العاصمة الجزائر، ولما وصلوا إلى البيت اكتشفوا أنّ الملفات خاصة بمرضى آخرين، ولحسن الحظ أقنعهم أقرباؤهم بالعودة الى الحجر الصحي".
ويخشى رباني "قدوم فيروس آخر في السنوات القادمة أخطر من كورونا، ثم يتواصل مسلسل عدم تعاون المخابر وشركات الدواء الدولية فيما بينها"، متصوراً أنّه عندما نكون في حالة حرب ويؤكد خبراء مثل الفرنسي ديدييه راولت والبروفيسور الصيني زهو أنهما نجحا في التعامل مع الفيروس بدواء قديم، على الدول والمخابر أن تتساءل: "كيف نجحتم؟، وتتوقف عن اتبّاع نفس المعايير الدولية في تجريب الدواء لأننا في حالة غير عادية، وعليه لا بدّ من تغيير وتعديل طرق التعامل في تجريب الأدوية لأننا في حالة حرب وليس في حال سلم".
المخزونات الإستراتيجية
كشف رئيس الوزراء الجزائري عبد العزيز جراد، عن توجّه رسمي لتطوير المخزونات الاستراتيجية، مع العمل على مضاعفة المنتجات البديلة على المديين القصير والمتوسط، مشدّداً على أهمية المسألة لأمن البلاد.
وأكد جراد حرص الحكومة الجزائرية على استعمال منتجات زراعية فلاحية بديلة لخلق التوازن بين مختلف المنتجات، عبر الاستثمار في الذرة والشمندر السكري والبذور الزيتية، بما يعيد نوعاً من التوازن بين مختلف المنتجات الزراعية، بالتزامن مع تطوير الإنتاج تدريجيا وتقليص استيراد القمح لتجنيب الخزانة العامة إنفاق مليارات الدولارات.
ونوّه جرّاد: "الجزائر لديها قدرات لتشجيع الفلاحين لا سيما في الهضاب العليا وفي الصحراء للتقليص من فاتورة العملة الصعبة خاصة في هذه المرحلة التي تعرف تقلص أسعار المواد البترولية".
ويرى رئيس الوزراء الجزائري أنّ أزمة كورونا فرصة لاسترجاع هيبة المنتجات المحلية، جازماً أنّ ذلك "أساس الاستقلالية الاقتصادية والأمن الغذائي"، بعيداً عن التبعية للنفط الذي يهيمن بـ98 % على الاقتصاد المحلي.
في الأثناء، يبرز جراد أنّه يتوجب على الجزائر بعد إنهاء أزمة كورونا العالمية، "ربط مصيرها بعلاقات دولية عادلة تؤمن بأنّ الأولوية هي حماية الإنسان كإنسان".
وأوضح جراد: "هذا هو الدرس الذي يجب أن نستخلصه من هذه الأزمة الصحية العالمية"، وأصبح هناك "العالم ما قبل كورونا والعالم ما بعد كورونا" ولهذا يجب التفكير في البعد العالمي لهذه الأزمة الشاملة التي انعكست على اقتصادات العالم وعلى الزراعة والصناعة".
أحزاب غائبة ورموز لا تغرّد
تثور حالة من الجدل في الجزائر، بسبب الغياب الغريب للأحزاب والنقابات ورموز الحراك عن التفاعل مع محنة فيروس كورونا الذي أصاب 1423 شخصاً وتسبّب في هلاك 173 آخرين إلى حد الآن.
وعلى نحو مستفزّ، تحاشت كبرى الأحزاب التعاطي مع راهن الوباء القاتل، ولم تصدر عنها أي مبادرات، بشكل يتناقض رأساً مع ما ظلّ قادتها يلوكونه عن "المواطنة الواعية" و"التلاحم مع المجتمع"، و"التضامن عند الملمّات".
الوضع ذاته، امتدّ ليطال نقابات لا تقلّ وزناً مثل "الاتحاد العام للعمال الجزائريين"، و"النقابة الجزائرية لمستخدمي الإدارات العمومية"، فضلاً عن النقابات المستقلة التي لم يُسمع لها صوت، خلافاً للرئيس عبدالمجيد تبون ووزرائه وضباط الجيش وكوادر الدولة الذين تبرعوا جميعاً بشهر من رواتبهم.
واللافت أنّه باستثناء إصدار حزبي البناء الوطني وحركة مجتمع السلم لبضعة بيانات، امتنعت باقي التشكيلات السياسية عن نشر أي تعليقات رغم امتلاكها ترسانات هائلة من المناضلين والبرلمانيين وأعضاء المجالس البلدية والولائية.
وظلّ هذا حال حزب الغالبية البرلمانية "جبهة التحرير الوطني"، وتشكيلة رئيس الوزراء السابق أحمد أويحيى "التجمع الوطني الديمقراطي"، إضافة إلى تجمع أمل الجزائر والحركة الشعبية الجزائرية والتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية وجبهة القوى الاشتراكية.
وفي مقابل الهبّات الشبابية والمجتمعية التي تشهدها عدة مدن جزائرية لهزم وباء "كوفيد 19"، فضّلت الأحزاب التغريد خارج السرب، وعدم تنفيذ خطط من شأنها التخفيف من معاناة الآلاف من العائلات الفقيرة التي وجد معيلوها أنفسهم رهن الحجر الصحي التام في محافظة البليدة الشمالية، وسكان 47 محافظة أخرى.
بدورهم، غاب رموز الحراك عن الحرب ضدّ كورونا، ولم يخض مصطفى بوشاشي وفضيل بومالة وزبيدة عسول وغيرهم في شأن كورونا، وآثروا عدم تحريك أي حملة لإغاثة العوائل الحترومة، كما لم يسهموا في التوعية بمخاطر تمدّد الوباء عبر 27 ولاية، خلافاً لحرصهم على التحرّك في كل الاتجاهات على مدار الأسابيع الـ56 من عمر الثورة الشعبية.
سؤال الجدوى
ما تقدّم، أشعل غضباً عارماً في الشارع المحلي الذي تساءل الكثير من أطيافه عن "جدوى" معارضين وأحزاب "يفعلون ما لا يقولون"، ولا يجسدون شيئاً رغم "العدّة والعتاد"، على النقيض لمع نجم مجموعات شبابية متطوعة برع أعضاؤها في تفعيل سلوكيات نبيلة عبر عدة مبادرات تضامنية طيبة ومتعددة الأوجه.
رباني: النظام الصحي العالمي بات منهاراً رغم أنّ كورونا لا يتعدى كونه فيروساً يسبّب في النهاية التهاباً رئوياً حاداً كالأنفلونزا
وعجّلت منصات التواصل الاجتماعي بتغريدات مندّدة وانتقادات لاذعة لما يجري في الجزائر، وقال عبد الصمد: "هي عقلية تخطي رأسي"، وأردف شوقي: "على الأحزاب المتشدقة إدراك أنّ العمل في الميدان لا في المكاتب الفخمة والقاعات المكيّفة".
وشدّد أمير: "الأحزاب في الجزائر لا خبر في الأزمات، يعرفون الولائم والانتخابات"، فيما تساءل خالد بن مرزوقة: "أين أنتم يا أحزاب الرطوبة؟ شعاراتكم كلها كذب، وفي كل أزمة يزيد عمق فشلكم".
ولاحظ عبد الغني أنّ حزباً معارضاً "دعا مناضليه إلى عدم التجمع في ساحة الجمهورية في فرنسا تنفيذاً لتعليمات السلطات الفرنسية للوقاية من وباء كورونا، وهنا في الجزائر يدعوهم للانضمام بقوة لكل التجمعات البشرية أملاً في انتشار الوباء وانهيار الدولة"، وتابعت نجاة: "يجب محاكمة هذه الأحزاب في أقرب وقت".
وطرح علي: "في هذه الأزمة التي تمر بها الجزائر، أين هم الأثرياء الذين موّلوا حملة الرئيس المخلوع؟ وأين هي الجهات التي تدعم الأحزاب العرقية والإخوانية"، بينما أوعز سفيان: "بعدما تمر هذه الأزمة على خير، سنقدّم لوحة شرف لكل الشباب.. افتخروا بشبابكم".