مواجهة التنظيمات الإرهابية..

مراقبون دوليون: هناك شراكة ممتدة بين موريتانيا وحلف الناتو

"أرشيفية"

واشنطن

يولي حلف شمال الأطلنطي «ناتو» اهتمامًا كبيرًا بمنطقة الساحل الأفريقي، لما لها من أهمية استراتيجية، حيث عقد شراكة مع موريتانيا صاحبة الدور الفريد في مواجهة التطرف.

وقرر حلف شمال الأطلنطي، الجمعة 25 يونيو 2021، تعزيز شراكته الممتدة مع موريتانيا من خلال خطوات تم الاتفاق على تنفيذها بين الجانبين لمواجهة الإرهاب.

وقال بيان صادر عن أمانة الحلف في بروكسيل إن الحلف والحكومة الموريتانية، اتفقا على تكثيف حوارهما وتعاونهما السياسي، وذلك في ختام زيارة عمل قام بها وفد سياسي وعسكري لـ(الناتو) إلى العاصمة نواكشوط.


شراكة ممتدة بين موريتانيا
وذكر البيان أن الحلف اتفق مع الحكومة الموريتانية على تعزيز الاستشارات الدفاعية والعسكرية مع الجانب الموريتاني، ودعم برامج تدريب قوات الجيش والأمن والعمل على رفع كفاءتهما.

وخلال وجوده في البلاد، أجرى وفد الناتو مباحثات مع وزراء الخارجية والدفاع وممثلي المجتمع الدولي المعتمدين في موريتانيا، كمجموعة دول الساحل الخمس (G5) التي تأسست في العام 2014، وتتولى موريتانيا رئاستها وتضم في عضويتها كذلك مالي والنيجر وتشاد وبوركينا فاسو.

وضمت مباحثات الناتو الزائر كذلك لقاءات مع مسؤولي السكرتارية الدائمة لمجموعة الساحل، وأكاديمية مجموعة الساحل الخمس للدفاع، والأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر ، فضلًا عن بعثة الاتحاد الأوروبي لدى نواكشوط.

شريك الناتو
وتتمتع موريتانيا منذ عام 1995 بمكانة «شريك للناتو» من خارج دوله الأعضاء، وذلك في إطار ما يعرف بمنظومة (الناتو) للحوار عبر المتوسط.

ونجم عن تلك الشراكة خلال الأعوام الأخيرة قيام الناتو بإنشاء مستودعات عالية التأمين للذخائر في البلاد، وكذلك أسهم الحلف على مدار سنين التعاون الماضية في تعزيز قدرات القوات الموريتانية على الاستجابة في أوقات الأزمات والطوارئ، وأسهم الناتو في تأسيس وحدتين للحماية المدنية، وإقامة أربعة مراكز لإدارة الأزمات على الأراضي الموريتانية.

وكان قادة دول حلف شمال الأطلنطي، أكدوا في قمتهم التي عقدت في بروكسل، في الرابع عشر من يونيو الجاري، خطورة الوضع الأمني المتدهور في منطقة الساحل الأفريقي، وضرورة التصدي للتهديدات الإرهابية المتنامية في تلك المنطقة، وتعزيز الشراكة في هذا الصدد مع دولها وفي مقدمتها موريتانيا والمجتمع الدولي.

وكان الرئيس الموريتانى محمد ولد غزواني، قام مؤخرًا بزيارة رسمية لمقر حلف شمال الأطلنطي في بروكسل، في سابقة هي الأولى التي يقوم بها رئيس موريتاني لمقر الحلف.

وخلال الزيارة أجرى مباحثات مع السكرتير العام للحلف يانس ستوليبنبيرج عن متطلبات التعاون الأمني بين موريتانيا والحلف الذي يعتبرها في خط الدفاع الأول لجموعة دول الساحل الخمس في مواجهة الإرهاب والعنف المسلح، حيث أشاد ستولينبيرج بالدور الموريتاني في تعبئة جهود دول الساحل لمواجهة الإرهاب وتعميق الحوار مع (الناتو) في قضايا تتعلق بأمن الحدود ومكافحة التصنيع المحلي للمفرقعات، ومكافحة انتشار الأسلحة الصغيرة.

دور موريتاني بارز في مكافحة الإرهاب
لعبت الدولة الموريتانية دورًا بارزًا في مكافحة الإرهاب، ما أهلها لأن تكون أحد الفاعلين في مواجهة التطرف على مستوى منطقة الساحل والصحراء، إذ اتجهت في طريقين في سبيل تحقيق هذا، الأول عسكري، ويتمثل في خوض معارك ضد التنظيمات والجماعات المُسلحة، والثاني غير عسكري عن طريق معالجة العوامل الاقتصادية والاجتماعية التي أدت إلى تفشي التطرف.

وعملت نواكشوط على مواجهة الإرهاب داخليًّا، من حيث حشد جهود العلماء والهيئات الدينية، لتفكيك الخطاب المتطرف، وتقديم الإسلام في صورته الوسطية، واستضافت في عام 2019، أعمال المؤتمر العلمي حول مواجهة تيارات التطرف وخطاب الكراهية في الأمة الإسلامية.

وعلى الصعيد الشعبي، دشن مجموعة من نشطاء رواد مواقع التواصل الاجتماعي، في عام 2018، حملة لمناهضة التطرف وخطاب الكراهية عبر وسائل التواصل.

كما سنت الدولة الموريتانية عدة قوانين، تتوافق مع مبادئ حقوق الإنسان، من حيث تعريف العمل الإرهابي وأهدافه وأساليبه العملياتية وأشكال جرمه ، وتعزيز الوقاية، وتبسيط الإجراءات، وإنشاء محاكم متخصصة لمكافحة الإرهاب.

وبذلت الدولة أيضًا جهودًا على صعيد التنمية البشرية في مواجهة الفكر المتطرف، إذ دشنت جهودًا كبيرة في مجال التهذيب المدني والديني بغية تجفيف المصادر الأيديولوجية التي يتغذى عليها الإرهاب، وهو ما تجسد واقعًا في توبة عدد من السجناء السلفيين، واندماجهم في المجتمع مرة أخرى.