اقتراح صادم بشأن لقاح عجيب قد يقتل مصابي كورونا بدل إنقاذهم..

أطباء وخبراء صحة: تحذيرات من حقن لقاح 'أحمق وخطير' اقترحه ترامب

أطباء يحثون سكان العالم على عدم شرب مطهرات أو حقنها وفق مقترح تقدم به الرئيس الأميركي، مشيرين إلى أن تلك المواد ستقتل على الأرجح أي شخص يحاول استخدامها.

لندن

حث أطباء وخبراء صحة الناس حول العالم الجمعة على عدم شرب مطهرات أو حقنها في أجسادهم بعدما اقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن يدرس العلماء حقن مادة مطهرة في الجسد كوسيلة لعلاج كوفيد-19.

وقال بول هنتر أستاذ الطب في جامعة إيست أنجليا البريطانية، إن "هذا أحد أشد الاقتراحات حماقة وخطورة بشأن كيفية علاج كوفيد-19"، مضيفا أن المطهرات ستقتل على الأرجح أي شخص يحاول استخدامها.

وتابع هنتر "هذا تصريح ينم عن استهتار شديد لأنه للأسف هناك أناس في أنحاء العالم قد يصدقون مثل هذا الهراء ويحاولون تجربته بأنفسهم".

من جانبه اتهم البيت الأبيض الجمعة وسائل الإعلام بتحريف تصريحات ترامب حول إمكانية محاربة فيروس كورونا عبر حقن الجسم بمواد معقمة، والتي أثارت ذهول الأوساط العلمية.

وقالت الناطقة باسم البيت الأبيض كايلي ماكيناني، إن "الرئيس ترامب أعلن عدة مرات أنه على الأميركيين التشاور مع أطبائهم بخصوص موضوع العلاجات لفيروس كورونا المستجد، وهي نقطة شدد عليها مرة أخرى خلال التصريح الصحافي بالامس".

وأضافت "اتركوا الأمر لوسائل الإعلام لكي تخرج بطريقة غير مسؤولة تصريحات الرئيس ترامب من سياقها وتنشر عناوين سلبية".

وكان ترامب صرح خلال إفادته اليومية للإعلام الخميس بأن على العلماء دراسة حقن أشعة أو مادة مطهرة في أجساد المصابين بفيروس كورونا، حيث قد يساعد هذا في علاجهم.

وقال "أرى أن المعقمات تقضي عليه (فيروس كورونا) في دقيقة. دقيقة واحدة. هل من طريقة للقيام بشيء مماثل مع حقنة (في الجسم)؟".

وأثار تصريحه موجة استنكار في صفوف العلماء، حيث قال الطبيب فين غوبتا خبير الصحة العامة المتخصص بالرئتين والعناية المركزية لمحطة 'ان بي سي'، "فكرة حقن الجسم أو شرب أي نوع من أنواع المواد المنظفة غير مسؤولة وخطرة. إنها طريقة يلجأ إليها كثيرا الأشخاص الراغبين بالانتحار".

وعلى شبكات التواصل الاجتماعي ندد عدد من الأطباء والعلماء بكلام ترامب.

وقال المركز الفرنسي 'مارساي ايمونوبول' بسخرية، إ، "إضرام النار بالجسم قد يكون حلا بديلا مفيدا كذلك"، مشددا على أن الوسائل التي اقترحها الرئيس الأميركي "ستقتل الفيروس والمرضى في آن!".

وغرد والتر شوب المدير السابق للهيئة الفدرالية المكلفة بالأخلاقيات في عهد الرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما، "توقفوا عن بث مؤتمراته الصحافية حول فيروس كورونا. فهي تعرض أرواحا للخطر. رجاء لا تشربوا المواد المعقمة ولا تحقنوا أنفسكم بها".

وقال روبرت ريك وزير العمل السابق في عهد الرئيس بيل كلينتون، "تشكل مؤتمرات ترامب الصحافية خطرا على الصحة العامة. قاطعوا هذه الدعاية. استمعوا إلى الخبراء ورجاء لا تشربوا المواد المعقمة".

 

وإلى جانب المعقمات، تحدث ترامب أيضا عن "الأشعة فوق البنفسجية" أو "ضوء قوي جدا" يمكن توجيهه إلى "داخل الجسم" لمكافحة فيروس كورونا المستجد.

وعلى الرغم من أن الأشعة فوق البنفسجية معروفة بقدرتها على قتل الفيروسات العالقة في جسيمات الهواء، فإن الأطباء يقولون إنه لا توجد طريقة لحقنها في الجسم البشري لاستهداف الخلايا المصابة بمرض كوفيد-19.

وأصدرت شركة ريكيت بنكيزر التي تصنع مطهرات منزلية منها ديتول وليسول بيانا حذرت فيه الناس من تناول أو حقن منتجاتها في أجسادهم.

وبينما ينصح ترامب بشرب المطهرات أو حقنها للشفاء من فيروس كورونا، صدر تقرير عن المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، كشف زيادة البلاغات إلى مراكز مكافحة السموم بشأن التعرض للمنظفات والمطهرات بنسبة 20 بالمئة ويعود ذلك على الأرجح لارتباطها بفيروس كورونا.

وسجلت الولايات المتحدة حتى الجمعة حوالي 50 ألف وفاة ونحو 870 ألف إصابة، ما يجعلها الدولة الأكثر تضررا من الفيروس، فيما أعلنت السلطات شفاء ما لا يقل عن 80 ألف شخص.

وتقع الولايات المتحدة التي تواجه تداعيات اقتصادية وخيمة بسبب الفيروس، بين خيارين أحلاهما مر، وهما رفع إجراءات الحظر لاستئناف الأنشطة أو الاستمرار في تطبيق الإجراءات الصارمة التي تمنع التنقل والتجمعات للحد من انتشار كوفيد-19.

وقال ترامب إنه يريد كسر دوامة الأزمة والبطالة التي تؤثر على أكثر من 26 مليون أميركي. وفي البلاد يطالب المؤيدون لإنهاء العزل برفع القيود التي شلت نشاطها.

وفي المقابل يرفض معارضو الرئيس الأميركي قرار استئناف الأنشطة الاقتصادية، محذرين من أن ذلك قد يتسبب في موجة ثانية من فيروس كورونا.

من جانب آخر قال متحدث باسم البعثة الأميركية في جنيف، إن الولايات المتحدة لن تشارك في إطلاق مبادرة عالمية الجمعة لتسريع تطوير وإنتاج وتوزيع الأدوية واللقاحات المضادة لمرض كوفيد-19 الذي يسببه فيروس كورونا.

وذكر في رد بالبريد الإلكتروني على استفسار من وكالة رويترز، "لن تكون هناك مشاركة رسمية أميركية".

وأضاف "نحن نتطلع إلى معرفة المزيد عن هذه المبادرة لدعم التعاون الدولي لتطوير لقاح لكوفيد-19 في أقرب وقت ممكن".

وكان ترامب قد أعلن تعليق تمويل بلاده لمنظمة الصحة العالمية. والولايات المتحدة أكبر مانح للمنظمة.

وقالت المنظمة التابعة للأمم المتحدة قبل الحدث المقرر ظهر الجمعة، إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل سيساعدان في إطلاق المبادرة العالمية .

ودعا ديمقراطيون في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب الأميركي ترامب الخميس لإعادة تمويل منظمة الصحة العالمية، محذرين من تحميل فشل إدارته في التعامل مع الفيروس للمنظمة الدولية.