اليمن..

تعرف على تباين الأدوار بين مليشيات الحوثي والإمارات

"أرشيفية"

الرياض

يعيش اليمن حالة من الذعر إثر انتشار الألغام الحوثية التي تستهدف شبكات مياه الشرب في مختلف المحافظات.

تعطيش اليمن

وفي هذا السياق، فككت «هندسة القوات المشتركة» شبكة ألغام حوثية، كانت تستهدف شبكة مياه الشرب الرئيسية الخاصة بمدينة الحديدة، حيث تمكن فريق هندسيّ عثر على شبكة ألغام مزروعة حول خط أنبوب المياه الموصل من منطقة القطيع إلى داخل مدينة الحديدة عبر شارع صنعاء، أمام شركة مطاحن البحر الأحمر.

وفي بيان له، أفاد الإعلام العسكري للقوات المشتركة، بنزع وتفكيك شبكة الألغام، فيما لا يزال المسح جاريًّا على طول خط الأنبوب في المناطق المحررة، موضحًا أن الشبكة التي تم تفكيكها كانت كفيلة بحرمان سكان مدينة الحديدة من مياه الشرب.

الإمارات تصلح الخراب

إلى ذلك، رممت دولة الإمارات العربية المتحدة، الكثير من الخراب الذي خلّفته ميليشيات الحوثي في مناطق الساحل الغربي من حدود لحج إلى مدينة الحديدة، حيث أنجزت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي مشاريع عديدة بالتوازي مع الانتصارات العسكرية التي كانت تحققها قوات الشرعية والتحالف في مناطق تعز والحديدة بالساحل الغربي.

وفي باب المندب، أنجزت الهيئة مشروعًا مكونًا من مُحرك لرفع المياه ونحو 48 لوحًا شمسيًّا وصهريج خرساني يتسع لـ 100 ألف لتر، إضافة إلى شبكة داخلية يبلغ طولها نحو 30 كم، يستفيد منها نحو 15 ألف نسمة.

وتصل عدد مشاريع المياه التي نفذتها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي في مديريات الساحل الغربي بمحافظتي تعز والحديدة، إلى 32 مشروعًا، يستفيد منها أكثر من 600 ألف نسمة.

الحوثي يتقهقر ميدانيًّا

على صعيد متصل، أعلن مركز إعلام ألوية العمالقة، أن عددًا من عناصر الميليشيات الحوثية لقوا مصرعهم وجرح عدد آخر، خلال محاولة الميليشيات المدعومة إيرانيًّا استهداف مواقع متقدمة للقوات المشتركة في جبهتي المطار والصالح بمدينة الحديدة، مستخدمة قذائف الهاون والأسلحة الرشاشة عيار 12.7، إلا أنه سرعان ما تم التعامل معها.

وأكد مركز إعلام ألوية العمالقة، أن القوات المشتركة ردت على مصادر النيران وأخمدتها، كما وجهت ضربات مركزة محققة إصابات مباشرة في أهداف مرصودة لذات الميليشيات شمال شرق المطار وخلف كلية الهندسة بعد رصد دقيق لتحركات عناصرها.

ميليشيات إرهابية ورجال صامدون

ما بين القمع والقتل وتجنيد الأطفال، تضغط جماعة الحوثي الانقلابية في المحافظات الواقعة تحت سيطرة ميليشياتها الإرهابية على زعماء القبائل اليمنية من أجل تنفيذ المخطط الانقلابي، والسماح بتجنيد الأطفال والشباب والزج بهم إلى محارق الموت، وعدم الاعتراض على أفكار الجماعة الإيرانية، وإلا سيكون مصيرهم القتل أو التعذيب حتى الموت.


خلافات متجددة

ومؤخرًا، تجددت الخلافات بين زعماء القبائل والحوثيين الذين يضغطون لتجنيد 40 شابا من كل قبيلة، بهدف الدفع بهم إلى جبهات القتال في محافظة مأرب بجانب الحوثيين الذين يواجهون خسائر فادحة من قبل قوات الجيش الوطني اليمني والتحالف العربي.

وكشفت مصادر يمنية أن زعماء القبائل أعلنوا رفضهم لطلب الحوثي الذي يواجه أزمة كبيرة في جمع المقاتلين، مؤكدين بأنهم لن يشاركوا أبدا في أي معارك فاشلة، الأمر الذي دفع بالجماعة المتمردة لمطالبة زعماء القبائل في حال رفضوا التجنيد أن يقوموا  بدفع 150 دولارا عن كل مجند من القبائل.

ضغط حوثي

ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل قام ميليشيات الحوثي باعتقال عدد من زعماء القبائل من أبناء محافظة صعدة الرافضين العمل معها من أجل التغرير بالأطفال وأبناء الفقراء، والضغط عليهم، حتى ينضموا للحوثي في نهاية الأمر٫ بالإضافة إلى قيام عناصر الحوثي في المحافظات الواقعة تحت سيطرته بالتضيق على المدنيين بجميع الطرق والأساليب الممكنة، هذا بجانب مداهمة عدد من المحال التجارية من أجل سرقة الطبعة الجديدة من العملة اليمنية التي أصدرتها الحكومة  اليمنية الشرعية، بل ودعت عددًا من البنوك ومحلات الصرافة بعدم التعامل مع فئة الألف ريال الصادرة عن البنك المركزي في  العاصمة المؤقتة عدن، وذلك بهدف الاستحواذ على أكبر قدر من أموال اليمنيين لصرفها على جبهات القتال لمواجهة الخسائر المتلاحقة.

إذلال شيوخ القبائل

وحول ذلك، أوضح  الدكتور «محمود الطاهر» الباحث السياسي اليمني، أن الميليشيا الحوثية الموالية لإيران تواصل التخلص من الشخصيات الاجتماعية والعسكرية، التي بذلت جهودًا كبيرة في مساعدتها عقب اقتحامها العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر 2014، وما بين الاغتيالات والتصفيات المباشرة، يعمل الحوثي على إذلال شيوخ القبائل اليمنية وتفتيتها، وتثبيت وضع اجتماعي جديد في المدن الخاضعة لسيطرته.

ولفت «الطاهر» في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن الميليشيا الحوثية تعتبر شيوخ القبائل الذين ساندوها وقدّموا تضحيات كبيرة في سبيل مشروعها خطرا عليها، فمهما بلغت تضحياتهم فهؤلاء المشائخ لا يؤمنون بمعتقداتها الفكرية ولا ينتمون لها سلاليا.

سياسة الإقصاء

وأفاد «الطاهر» أن الحركة الحوثية هي جماعة عنف دينية مسلحة أساسا، ومشروعها منذ نشأتها قائم على إقصاء الآخر، وخلافها مع القبائل، ترفض أن يكون لهم دور مجتمعي، إضافة إلى أنها تريد منهم أن يكونوا مجرد عبيد، ينفذون كل الأوامر الحوثية، من خلال حشد أطفال القبائل للقتال معهم، أو جمع الإتاوات وفرض مجهود حربي على كل الأسر اليمنية.

وأضاف أن الميليشيا الحوثية اتجهت خلال الفترة القليلة الماضية إلى تصفية المشايخ الموالين لهم، وهو منهج قديم لديهم، وليس وليد اللحظة، كما يعتقد البعض، وهو أسلوب كان يتعامل به الأئمة سابقًا، وذلك حينما كانوا يستعينون بالقبائل للقتال معهم، ثم ينكلون بهم بعد ذلك، ويجبرونهم على وضع رهائن.