برشلونة والريال يخوضان لقاء الكلاسيكو تحت الضغط
يقام لقاء الكلاسيكو المؤجل بين برشلونة وغريمه التقليدي ريال مدريد الأربعاء تحت ضغط كبير يفرضه أولا سعي الفريقين إلى فك الشراكة بينهما حول مركز الصدارة، وثانيا لما تعنيه هذه المواجهة من أهمية تكتيكية بين المدربين زين الدين زيدان وإرنستو فالفيردي اللذين يجهزان لها منذ فترة طويلة لتبديد نظرة التشكيك التي حامت حول مستقبلهما مع العملاقين الإسبانيين.
تتجه أنظار المتابعين لكرة القدم العالمية الأربعاء نحو ملعب “كامب نو” ليس لأنه يستضيف مواجهة الكلاسيكو الأهم في العالم بين برشلونة وغريمه ريال مدريد فحسب، بل لأن هذه المباراة تحمل الكثير للفريقين حول مركز الصدارة الذي يتشاركانه برصيد 35 نقطة لكليهما، وهو ما يسلّط المزيد من الضغط على مدربيهما إرنستو فالفيردي وزين الدين زيدان لكسب النقاط الثلاث.
ويذهب محللون إلى أن مقولة “مصائب قوم عند قوم فوائد” تنطبق على مدربي برشلونة وريال مدريد فالفيردي وزيدان، حيث أنهما يخوضان موقعة الكلاسيكو المؤجلة دون أي خوف على منصبيهما.
ويرى هؤلاء أن المباراة المقررة في المرحلة العاشرة من الدوري الإسباني لو أقيمت في موعدها السابق أواخر أكتوبر، لكان أحد الفريقين بمدرب جديد حاليا لأن مقصلة الإقالة كانت تهدّد فالفيردي وزيدان في تلك الفترة نتيجة وضع الفريقين، لكن تم إرجاؤها بسبب أعمال العنف في كتالونيا.
وشتان بين أواخر أكتوبر واليوم، إذ ارتقى مستوى الفريقين كثيرا منذ حينها وهما يدخلان مباراة الأربعاء في “كامب نو” على المسافة ذاتها في صدارة الترتيب مع فارق الأهداف لصالح برشلونة، وذلك بعد أن ضمنا أيضا بطاقة عبورهما إلى الدور ثمن النهائي لدوري الأبطال.
ويتزايد الضغط أكثر على اللقاء المنتظر بعد دعوات للتظاهر خارج الملعب من قبل الانفصاليين الكتالونيين الذين يطالبون بالاستقلال عن مدريد، فيما أعلنت السلطات المحلية في الإقليم الجمعة أنه سيتم تخصيص حوالي ثلاثة آلاف من رجال الشرطة والأمن الخاص من أجل مباراة الكلاسيكو، وذلك تخوفا من حصول أي استهداف من الانفصاليين. وقبل مرحلة على دخول الدوري في عطلة الأعياد، سيسعى كل من الفريقين إلى حسم اللقاء والانفراد بالصدارة مع أفضلية إحصائية لبرشلونة الذي لم يذق طعم الهزيمة أمام النادي الملكي في المباريات الست الأخيرة، بينها نصف نهائي الكأس الموسم الماضي.
كما أن عملاق كتالونيا لم يسقط في الدوري على أرضه أمام ريال مدريد منذ الثاني من أبريل 2016 حين خسر بهدف لجيرار بيكيه مقابل هدفين للفرنسي كريم بنزيمة ونجم يوفنتوس الإيطالي حاليا البرتغالي كريستيانو رونالدو.
وخلافا لما كان عليه الوضع أواخر أكتوبر، فإن خسارة مباراة الأربعاء لن تشكل تهديدا لأي من المدربين شرط ألا تكون بنتيجة مذلة.
وبالنسبة لزيدان الذي كان مهددا بالإقالة قبل قرابة شهرين مع الحديث أيضا عن بديله المحتمل الذي أصبح الآن مدربا لتوتنهام الإنكليزي أي مدرب النادي الملكي السابق جوزيه مورينيو، فإن “كرة القدم تنسى ما فعلته في السابق. لن أقول لكم إن ما قيل (عنه حينها) لم يؤلمني، لأنه آلمني، لكن ليس بإمكاني منع الناس من التعبير عن آرائهم”.
وبالنسبة لبرشلونة، تم ذِكرِ اسم رونالد كومان للعودة إلى الفريق كمدرب بعد أن دافع عن ألوانه كلاعب بين 1989 و1995 وكمساعد مدرب بين 1998 و2000. وأقر فالفيردي الشهر الماضي “صحيح أننا كنا نعاني، لكننا قمنا بالأشياء بشكل جيد. نحن في صدارة الدوري الإسباني وتصدرنا مجموعتنا في دوري الأبطال. يجب أن نسير في طريقنا المعتاد”.
ومن جانبه قال زيدان الثلاثاء “لست قلقا من أي شيء (..) أنا سعيد لأننا على مشارف خوض الكلاسيكو. كان الأمر مماثلا حين كنت لاعبا، هذه هي المباريات التي تعيش من أجلها، وتصب تركيزك على ما يحصل على أرض الملعب فقط”.
وتتنوع الخيارات أمام مدربي الفريقين فالفيردي وزيدان اللذين استحدثا فلسفة جديدة للفريقين منذ بداية الموسم الجاري في ظل كثرة الإصابات التي اجتاحت صفوف عملاقي الليغا وحرمتهما من عدة نجوم لفترات طويلة.
يتزايد الضغط أكثر على اللقاء المنتظر بعد دعوات للتظاهر خارج الملعب من قبل الانفصاليين الكتالونيين الذين يطالبون بالاستقلال عن مدريد
ودفع رحيل فيليب كوتينيو معارا إلى بايرن وإصابة ميسي وعثمان ديمبيلي إلى تقليص الحلول الهجومية للبارسا، لكن فالفيردي قدم هدية جديدة لبرشلونة عبر الدّفع بالناشئ فاتي الذي كانت انطلاقته بمثابة قنبلة مدوية وخطف الأضواء من الوافد الجديد الفرنسي أنطوان غريزمان، وينتظر أن يكون من بين الحلول في مباراة الكلاسيكو.
وعلى الجبهة الأخرى انضم اللاعب الأوروغوياني إلى صفوف ريال مدريد قبل 3 أعوام قادما من نادي بينارول، أحد أكبر الأندية في بلاده، وأعاره النادي الملكي لمدة موسم إلى صفوف ديبورتيفو لاكورونيا.
وأثبت لاعب وسط منتخب أوروغواي جدارة كبيرة وبات ركيزة أساسية في صفوف الميرينغي، حيث شارك في 16 مباراة، وسجل هدفين وصنع 3 لزملائه، وسيكون أمام اختبار صعب للغاية ضمن منظومة تريد إيقاف خطر ميسي في الكلاسيكو.
ويرى محللون أن ما ساهم بشكل أساسي في استفاقة ريال هو عودة بنزيمة إلى مستوى الهداف الذي كان عليه سابقا، بمساعدة من الوافد الجديد البلجيكي إدين هازارد الذي عانى للتأقلم مع النادي الملكي لكنه دخل تدريجيا في الأجواء قبل أن يتعرض في أوائل الشهر الحالي لإصابة ستبعده عن الكلاسيكو.