الأزمة اليمنية

الحوثيون يتقدمون في العديد من المناطق في مأرب

معركة شرسة

مأرب

كثف الحوثيون الأربعاء من هجماتهم على القوات الحكومية اليمنية في مديرية الجوبة في الجهة الجنوبية من محافظة مأرب، وسط أزمة إنسانية حادة نتجت عن الحصار التي تفرضه الميليشيات على المحافظة من عدة جهات منذ نحو ثلاثة أسابيع.

وسيطرت الميليشيات الحوثية على السوق التجاري الرئيسي للمديرية (محطة عبدالغني) والذي يضم قسما للشرطة، كما سيطروا على منطقة “واسط” ومناطق أخرى في الجهة الشرقية من المديرية.

وبذلك انتقلت المعارك بين الحوثيين والقوات الحكومية إلى حدود منطقة “أباصيد (آل ذياب)” والقريبة من منطقة “الجديد” التي تضم إدارة أمن مديرية الجوبة، حيث دفع الحوثيون بأعداد كبيرة من المقاتلين معززين بآليات عسكرية متنوعة.

ويأتي تقدم الحوثيين جنوبا بعد أن سيطروا الاثنين على مناطق القاهر والروضة والخوير في الجهة الشرقية من مديرية الجوبة.

ويسعى الحوثيون للسيطرة على محافظة مأرب الغنية بالنفط والغاز والتي تتخذها القوات الحكومية مقرا لعملياتها العسكرية ضد الجماعة منذ سبع سنوات.

وتعد مديرية الجوبة الاستراتيجية آخر معقل للقوات الحكومية في جنوب محافظة مأرب وهي قريبة من حقول صافر النفطية أكبر حقول النفط والغاز في اليمن.

ومنذ نحو ثلاثة أسابيع يحاصر الحوثيون مديرية العبدية بمأرب من مختلف المنافذ، بعد أن صدت القوات الحكومية بإسناد من التحالف العربي، جميع هجماتهم التي استهدفت السيطرة عليها.

ومأرب هي آخر معاقل السلطات الشرعية في شمالي اليمن، ويشن الحوثيون منذ نحو عام حملة عسكرية واسعة بهدف السيطرة عليها.

والثلاثاء جددت الحكومة اليمنية تحذيرها من “كارثة إنسانية وشيكة جراء الحصار المتواصل لميليشيا الحوثي لمديرية العبدية، جنوبي مأرب".

وأعلن التحالف العربي عن "دعم عمليات وإجراءات وزارة الدفاع اليمنية لحماية المدنيين في مديرية العبدية بمأرب ومساندتها"، دون تفاصيل أكثر.

وجاء ذلك في بيان مقتضب للتحالف نشرته وكالة الأنباء السعودية بعد ساعات من إعلان الجيش اليمني إغلاق طريق رئيسي جنوبي مدينة مأرب لأسباب عسكرية، بالتزامن مع اشتداد المواجهات.

وطالبت الحكومة اليمنية الاثنين الأمم المتحدة بالتدخل “العاجل” لفك الحصار عن الآلاف من المدنيين بمحافظة مأرب وسط البلاد.

وأكد رئيس الوزراء اليمني معين عبد الملك أن نتيجة معركة مأرب ستحدد مسار الحرب في البلاد إلى “حد كبير”، فيما حذر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني من كارثة إنسانية وشيكة جراء حصار ميليشيات الحوثي للعبدية جنوب مأرب، مؤكدا نفاد مخزون المنطقة من الأدوية والغذاء وتوقف المستشفى الوحيد فيها.

وجددت الخارجية اليمنية مطالبتها لمجلس الأمن بحماية المدنيين بشتى السبل الممكنة، وتجنيبهم ويلات الحرب والاستهداف المباشر بالصواريخ الباليستية الموجهة والأسلحة الثقيلة.

ويعقد مجلس الأمن الخميس جلسة خاصة لبحث الأوضاع في اليمن على وقع التصعيد الحوثي غير المسبوق في جنوب محافظة مأرب وغربها، ورفض الميليشيا خطة السلام الأممية.

وفي وقت سابق قال ديفيد غريسلي المنسّق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية “رأيت تدمير المدارس والمصانع والطرق والجسور، وتدمير أنظمة الطاقة”، محذّراً من التصعيد الأخير للقتال في محافظة مأرب.

وأضاف غريسلي “هذا يؤدي الآن إلى المزيد من النزوح في تلك المنطقة، حيث يوجد بالفعل أكثر من مليون نازح، لدينا جيوب حيث يستمر القتال ولا يمكننا تقديم الدعم لها”.

ويشهد اليمن حربا منذ نحو سبع سنوات، أودت بحياة أكثر من 233 ألف شخص، وبات 80 في المئة من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على الدعم والمساعدات، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.

وللنزاع امتدادات إقليمية، ومنذ مارس 2015، ينفذ تحالف بقيادة الجارة السعودية عمليات عسكرية دعما للقوات الحكومية في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران والمسيطرين على عدة محافظات بينها العاصمة صنعاء.