التحالف العربي يطالب المدنيين بالابتعاد عن المواقع المتسهدفة

التحالف يستهدف مواقع مرتبطة بأنشطة الطائرات المسيرة في صنعاء

الرياض

قال التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن اليوم الأربعاء إنه شن ضربات جوية على مواقع متصلة بنشاط الطائرات المسيرة التابعة للحوثيين في العاصمة صنعاء في ثاني غارة من نوعها بعد يوم من استهداف التحالف للقدرات الصاروخية للحركة المتحالفة مع إيران.
وقالت وسائل إعلام رسمية سعودية إن التحالف قصف مبنى قيد الإنشاء كان يستخدم "كمصنع سري" للطائرات المسيرة وإنه يحث المدنيين على الابتعاد عن المناطق التي تضم أهدافا عسكرية "مشروعة".
وأوضحت وسائل إعلام سعودية أن التحالف حذر المدنيين من التجمع أو الاقتراب من المواقع المستهدفة.
وقالت قناة المسيرة التابعة للحوثيين على تويتر إن مدنيين اثنين قُتلا وأصيب اثنان آخران في غارة على مبنى قيد الإنشاء قالت القناة إنه تابع لمستشفى اليتيم في مديرية معين.
وقال سكان إنه لا يوجد مستشفى في محيط المنطقة المستهدفة. وسط تقارير تشير إلى سقوط ضحايا.
وقال التحالف، الذي يقاتل الحوثيين منذ أكثر من ست سنوات في صراع يُنظر إليه على أنه حرب بالوكالة بين السعودية وإيران، أمس الثلاثاء إنه دمر موقعا لإطلاق صواريخ باليستية.
وشن الحوثيون مرارا هجمات عبر الحدود على السعودية باستخدام طائرات مسيرة وصواريخ منذ تدخل التحالف في اليمن في مارس آذار عام 2015 بعد أن أطاحت الحركة بالحكومة المدعومة من السعودية من العاصمة.
وكثفت الجماعة مؤخرا هجماتها على المملكة في وقت يشن فيه الحوثيون هجوما بريا في مأرب الغنية بالغاز، وهي آخر معقل للحكومة المعترف بها دوليا في شمال اليمن، وكذلك مناطق أخرى من البلاد.
وقال التحالف، الذي تعرض لانتقادات بسبب مقتل مدنيين في ضربات جوية خلال الحرب، إنه اتخذ إجراءات لتفادي إلحاق الضرر بالمدنيين.
وتشهد الحرب، التي أودت بحياة عشرات الآلاف وتسببت في أزمة إنسانية حادة، جمودا عسكريا منذ سنوات كما تعثرت الجهود التي تقودها الأمم المتحدة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار.
قدّر تقرير لبرنامج المتحدة الإنمائي صدر الثلاثاء أن تتسبّب الحرب في اليمن بحلول نهاية العام الحالي بمقتل 377 ألف شخص بشكل مباشر وغير مباشر، بعد سبع سنوات على اندلاعها.
وجاء في التقرير "وجدنا أنّه عند نهاية عام 2021، سيكون الصراع في اليمن قد أدى إلى 377 ألف وفاة، ما يقرب من 60 في المئة منها (نحو 226200) غير مباشرة". والوفيات المباشرة هي تلك التي تسبب بها القتال، ونسبتها أربعون في المئة من الحصيلة، بما يعني أن عددها 150800.
وتُسبّب الوفيات غير المباشرة "مشاكل مرتبطة بالنزاع مثل عدم الحصول على الغذاء والمياه والرعاية الصحية. وهذه الوفيات تطال بشكل كبير الأطفال الصغار المعرضين بشكل خاص للنقص وسوء التغذية"، وفقا للتقرير.
وذكر أنه في عام 2021، يموت طفل يمني دون سن الخامسة كل تسع دقائق بسبب النزاع.
وأدّت الحرب في أفقر دول شبه الجزيرة العربية إلى تدمير البنية التحتية وانهيار الاقتصاد ووضع ملايين الأشخاص على حافة المجاعة، وسط عجز دولي عن وقف آلة الحرب رغم المساعي الدبلوماسية المستمرة.
وحذّر التقرير من أنّ النزاع على السلطة بين الحكومة والمتمردين الحوثيين سيتسبّب بوفاة 1,3 مليون شخص إذا استمر لعقد إضافي وسيزيد معدلات الفقر.
وجاء فيه "إذا استمر الصراع حتى عام 2030، سيودي بحياة 1,3 مليون شخص بحلول ذلك العام". ولن تحدث الوفيات "بسبب القتال، ولكن بسبب الآثار الثانوية للنزاع على سبل العيش وأسعار المواد الغذائية وتدهور الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم".
وتوقّع أن ترتفع نسبة الوفيات بسبب العوامل الثانوية "إلى 75 في المئة بحلول عام 2030، إذا استمرت الحرب".