إسلام أباد تغازل طالبان بإطلاق سراح مئة من منتسبيها

أهداف مشتركة

بيشاور(باكستان)

أثمر وصول حركة طالبان إلى السلطة في أفغانستان وسعي إسلام أباد للعمل معها، مراجعة باكستان لحساباتها الداخلية، عبر الإفراج عن معتقلين لطالبان الباكستانية التي تمثّل امتدادا لطالبان الأفغانية.

أعلنت إسلام أباد إفراجها عن نحو مئة عنصر من حركة طالبان - باكستان، التي وافقت من جانبها على تمديد الهدنة السارية بينها وبين القوات الحكومية منذ بداية نوفمبر الماضي.

ونقلت وكالة “فرانس برس” عن تصريح مسؤول حكومي في بيشاور، “ما يصل إلى مئة من مقاتلي طالبان أُطلق سراحهم في الأيام الماضية، إنهم مقاتلون من الدرجة الثانية وسيظلون تحت المراقبة”.

من جانبه، أكد مسؤول أمني محلي أن “مقاتلي الحركة الإسلامية المتشددة أطلق سراحهم من سجون تقع في ولاية خيبر بختونخوا، وعاصمتها بيشاور”، مضيفا أن “المفرج عنهم لن يعودوا إلى أفغانستان”.

وأكّد قيادي في حركة طالبان - باكستان مقره في شرق أفغانستان، قائلا إن “إطلاق سراح هؤلاء المقاتلين يهدف إلى بناء الثقة بين الحكومة والحركة”، مشيرا إلى أن “الحركة وافقت بالمقابل على تمديد اتفاق وقف إطلاق النار الذي تنتهي صلاحيته في التاسع من ديسمبر الجاري، لشهر واحد”. وأضاف “قيادة حركة طالبان - باكستان أظهرت رغبتها بتمديد وقف إطلاق النار إلى أجل غير مسمى، والمحادثات ستتواصل مع المسؤولين الباكستانيين، من أجل التوصل إلى اتفاق بهذا الصدد”.

وبيشاور، المدينة الكبيرة في شمال غرب البلاد، تقع على مقربة من منطقة القبائل المتاخمة لأفغانستان والتي تنشط فيها حركة طالبان باكستان.

 وأعطى استيلاء حركة طالبان على الحكم في أفغانستان زخما إضافيا لنظيرتها الباكستانية طالبان - باكستان، التي برزت من جديد منذ عام.

وشنّت طالبان - باكستان، وهي حركة منفصلة عن طالبان الأفغانية لكن تحرّكها الأيديولوجيا نفسها وتاريخ مشترك طويل، هجمات دامية لا تُحصى هزّت باكستان بين 2007 و2014.

لكن بعد ذلك أضعفتها عمليات مكثّفة شنّها الجيش وأُرغمت على الانسحاب إلى الجهة الأخرى من الحدود في الشرق الأفغاني، وتقليص هجماتها على الأراضي الباكستانية.

إلا أنها استعادت قوّتها منذ أكثر من عام بفضل قيادة جديدة، ولاسيما بعد عودة طالبان إلى الحكم في أفغانستان في أغسطس.

ويقول مصدر من حركة طالبان - باكستان، “منذ سقوط كابول، بات بإمكان مقاتلينا التحرك بحرية أكبر من الجانب الأفغاني. لم يعد لديهم خوف من طائرات مسيرة أميركية، وبات باستطاعتهم عقد لقاءات والتواصل بسهولة”.

وظهرت استعادة الثقة هذه أواخر أكتوبر الماضي، من خلال نشر صور زعيم طالبان – باكستان المفتي نور ولي محسود، يتنقل علنا في أفغانستان ويصافح السكان ويتحدث على الملأ، هذا الأمر كان مستحيلا في ظل الحكومة الأفغانية السابقة الموالية للدول الغربية.

وتبنت حركة طالبان - باكستان اثنين وثلاثين هجوما في أغسطس الماضي وسبعة وثلاثين في سبتمبر، وهو أعلى عدد من الهجمات تتبناها الحركة خلال شهر منذ “خمسة أو ستة أعوام”، بحسب ما أعلن الباحثان أميرة جدعون وعبدالسيد في مقال نُشر مؤخرا.

 كما أعلنت الحركة مسؤوليتها عن مئة وتسعة وأربعين هجوما عام 2020، أي أكثر بثلاث مرّات من تلك التي نفّذتها عام 2019.