تهديد ووعيد خامنئي يزيد من عزلة النظام الايراني داخليا وخارجيا..

خامنئي يغطي على مأساة الطائرة بالحديث عن تضحيات سليماني

طهران

يحاول المسؤولون الإيرانيون التخفيف من وقع تأثير حادثة إسقاط الطائرة الأوكرانية على الوضع الداخلي خاصة مع استمرار الاحتجاجات الشعبية المنددة بالحادثة وبتورط النظام في كسب عداءات خارجية.


وفي هذا الاطار أكد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي الجمعة أنه لا يجب أن تطغى المأساة "المريرة" للطائرة الأوكرانية التي أُسقطت بطريق الخطأ في الثامن من كانون الثاني/يناير في طهران على "تضحية" الجنرال قاسم سليماني الذي قُتل بغارة أميركية في بغداد قبل خمسة أيام من حادث الطائرة.


ووصف خامنئي في أول خطبة جمعة يلقيها منذ ثماني سنوات في وقت تعاني فيه البلاد من ضغوط داخلية وخارجية كارثة الطائرة بأنه "حادث مرير" وقدّم تعازيه إلى عائلات الضحايا. واعتبر في خطاب ألقاه بعد صلاة الجمعة أن "البعض حاول (استخدام الحادث) بشكل يجعل (العالم) ينسى الشهادة العظيمة والتضحية" التي قدّمها سليماني، في إشارة إلى التظاهرات المناهضة للسلطات الإيرانية التي نُظمت في الأيام الأخيرة. 


ودعا إلى الوحدة الوطنية وإلى الإقبال بقوة على المشاركة في انتخابات فبراير/شباط، وذلك بعد احتجاجات اندلعت عقب اعتراف الجيش بإسقاط طائرة ركاب بطريق الخطأ خلال مواجهة مع الولايات المتحدة.


وقال خامنئي، إنه يجب اتخاذ خطوات لمنع حوادث مثل إسقاط الطائرة الأوكرانية "المأساوي" يوم 11 يناير/كانون الثاني والذي أسفر عن مقتل 176 شخصا.


وبدأ القادة الإيرانيون في الحشد لدعم شعبي على وقع هزّات سياسية وأمنية وعقوبات غربية، في خطوة تكشف حجم القلق الرسمي من هزّات أعنف في قادم الأيام.


واهتزت 'القداسة' التي كان يتمتع بها خامنئي لعقود على وقع الأزمات التي تعصف بإيران منذ العام 2018 وعجز النظام الذي توجهه وتديره المؤسسة الدينية عن احتواء تلك الأزمات والتوترات المحلية والدولية.

 

وشهدت إيران موجة احتجاجات ما أن تهدأ حتى تنفجر مجددا وكان أحدثها تلك التي انطلقت نهاية الأسبوع الماضي تنديدا بإسقاط القوات الإيرانية طائرة ركاب أوكرانية ومقتل جميع من كانوا على متنها وبينهم إيرانيون بصاروخ واصفة الحادث بأنه 'خطأ'.

 

وبدأ الخناق يضيق على المرشد الأعلى في إيران وعلى النظام مع تنامي الاحتجاجات في الداخل وكسر الإيرانيين لحاجز الخوف، حيث رفعت شعارات مناوئة لخامنئي ولقادة النظام وسط دعوات لرحيلهم وانهاء عقود من قبضة المؤسسة الدينية على الحكم.


وبعدما نفت طهران لأيام ما أعلنته دول غربية حول إسقاط الطائرة بصاروخ، عادت القوات المسلحة الإيرانية واعترفت صباح السبت بمسؤوليتها عن المأساة، متحدثة عن "خطأ بشري".


وبعد أسبوع من الكارثة دعا الرئيس الايراني حسن روحاني إلى "الوحدة الوطنية" في كلمة نقلها التلفزيون الحكومي مباشرة على وقع تنامي الاحتجاجات المنددة باسقاط الطائرة الأوكرانية ومقتل جميع من كانوا على متنها وعظمهم إيرانيون.


وحول التطورات في العراق قال خامنئي إن الضربات الصاروخية الإيرانية لأهداف أميركية في العراق هذا الشهر وجهت "صفعة على وجه" الولايات المتحدة وأظهرت أن الله معنا.


وأطلقت إيران صواريخ في الثامن من يناير كانون/الثاني الجاري على أهداف أميركية في العراق وسط تصاعد التوتر إثر مقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني والمقرب من خامنئي في ضربة أمريكية بطائرة مسيرة في الثالث من الشهر نفسه.


وقال خامنئي "قدرة إيران على توجيه مثل هذه الصفعة لقوة عالمية تظهر أن الله معنا".


ووصف توجيه ضربات صاروخية لأهداف أميركية في العراق بأنه "من أيام الله".


وقوبلت كلماته بهتافات "الموت لأميركا".


وبخصوص الملف النووي قال روحاني إنه لا يمكن الوثوق بالدول الأوروبية الثلاث المشاركة في الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة وإن سعيها لممارسة ضغوط على إيران لن تفلح.


وقال خامنئي إن الدول الأوروبية "لا يمكن الوثوق بها" بعد أن فعّلت بريطانيا وفرنسا وألمانيا آلية تسوية النزاعات في الاتفاق النووي وهو ما يمكن أن يؤدي إلى إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة.