تقارير وتحليلات

ضغوط تركية..

مناورة قطر بالانسحاب من مجلس التعاون وصواريخ طهران لا تحمي الإيرانيين

تواترت في الأيام القليلة الماضية أنباء عن عزم أمير قطر الشيخ تميم بن حمد إعلان انسحاب بلاده من مجلس التعاون الخليجي، وأكدت تقارير صحافية عربية أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يقف وراء ذلك بالضغط على حليفه في الدوحة للإقدام على تنفيذ هذه الخطوة.

وكالات
تواترت في الأيام القليلة الماضية أنباء عن عزم أمير قطر الشيخ تميم بن حمد إعلان انسحاب بلاده من مجلس التعاون الخليجي، وأكدت تقارير صحافية عربية أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يقف وراء ذلك بالضغط على حليفه في الدوحة للإقدام على تنفيذ هذه الخطوة.
ورصدت صحف عربية صادرة اليوم الأحد، تداعيات الأزمة التي تعيشها إيران بسبب تخبط قيادة البلاد وفشلها في حماية الشعب الإيراني من الأزمات والتهديدات.
ضغوط تركية
قال موقع "العرب مباشر"، إن تركيا تضعط على الدوحة للانسحاب من مجلس التعاون الخليجي. 
وأشار الموقع أن الرئيس التركي يتخذ موقفاً مناهضاً من الدول أعضاء المجلس، وذلك على خلفية قرار دول الرباعي العربي مقاطعة النظام القطري في يونيو(حزيران) 2017 بعد إصرار الدوحة على نهجها في دعم وتمويل الجماعات الإرهابية والتنظيمات المتطرفة.
وكشفت مصادر دبلوماسية رفيعة حسب الموقع، أن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد اتخذ قراره بالانسحاب من مجلس التعاون الخليجي، وأبلغ أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر بذلك منذ أيام، في مناورة هدفها الالتفاف على التزاماته من جهة، والتغطية على التطورات التي عرفتها قطر في الأيام القليلة الماضية، في ظل الحديث عن محاولة انقلاب، وفي ظل انهيار اقتصادي وتفشي وباء كورونا، وتحميل مجلس التعاون المسؤولية عن الفشل في إدارة هذه الملفات، أمام الرأي العام القطري.
بالون اختبار
من جهتها اعتبرت صحيفة العرب اللندنية، أن الانسحاب من مجلس التعاون، كما أكد محللون، مناورة أطلقتها الدوحة رداً على تقارير رجحت قرب تجميد عضوية الدوحة في المجلس. الخليجي.
ونقلت الصحيفة عن مصدر دبلوماسي خليجي أن الكويت تبذل جهوداً مكثفة لثني قطر عن نيتها الانسحاب من مجلس التعاون الخليجي.
وأضافت الصحيفة "أثار خبر الانسحاب القطري جدلاً واسعاً على تويتر وقسم المغردين بين مؤيد ومعارض، فيما قال آخرون إن الخبر "بالون اختبار" لتعيد قطر الحديث عن أزمتها إلى واجهة الجدل".
وأشارت الصحيفة إلى تصدر هاشتاغ #طرد_قطر_من_مجلس_التعاون الترند على تويتر، وإجماع الناشطين والمغردين على تويتر، على أن تسريب خبر الانسحاب محاولة للرد على التوجه لتجميد عضويتها في المجلس.
استجداء خامنئي
في موقع "اندبندنت عربية" قال عماد الدين الجبوري، إن المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي يمهد عبر حسابه بموقع تويتر، لمواقف سياسية جديدة، بحديثه عن تضحية الإمام الحسن بنفسه من أجل "المصلحة الحقيقية، فخضع للصلح، حتى يتمكّن من صون الإسلام".
وقال الجبوري، إن "هدف خامنئي من التغريدة هو استجداء الصلح من الولايات المتحدة بعد العقوبات الأمريكية الصارمة، التي خنقت شرايين النظام الإيراني".
  
وأشار الجبوري إلى الأزمات التي تعيشها إيران، ما يدفعها إلى انتهاج هذه السياسات الفاشلة، قائلاً :"سياسة النظام الإيراني تعاني من انكفاء آخذ بالتزايد تدريجاً، وبدا ذلك جلياً عندما رفضت طهران المساعدة الأمريكية لمكافحة كورونا، بذريعة أن واشنطن تقف وراء هذه الجائحة، لكنها طلبت قرضاً من صندوق النقد الدولي الذي يخضع لنفوذ الولايات المتحدة، والمحاولة الفاشلة باستخدام تفشّي كورونا لرفع العقوبات الأمريكية أو حتى تخفيفها، وتراجع ما يسمونه أصدقاء إيران، الكتلة الموالية لطهران في العراق، والضربات الأمريكية الموجعة للفصائل الموالية للإيرانيين وعلى رأسها حزب الله العراقي وإدراج حزب الله اللبناني منظمة إرهابية في ألمانيا، وعدم تجرّؤ إيران على الردّ على القصف الجوي والصاروخي الإسرائيلي المدمّر لمقراتها ومستودعاتها في سوريا"، موضحاً في نهاية المقال أن كل هذه المعطيات والمؤشرات، تدفع نحو مزيد من تدهور النظام، والتهديد بزواله، وهو ما تدركه قياداته بمحاولة تفادي هذا المآل المحتوم. 
فشل إيراني
في"الشرق الأوسط"،أكد أمير طاهري أن الحادث الذي شهده خليج عمان، ومقتل وإصابة عشرات الضباط في البحرية الإيرانية، بنيران صديقة سلط الأضواء على إخفاق إيران في تطوير عقيدة دفاعية واقعية تعكس المصالح الإيرانية وليس أداة لتطبيق "آيديولوجيا".
وأضاف "على مدار الأعوام الـ30 الماضية، طورت طهران ثلاثة أجيال من الصواريخ، غالباً دون أن يكون لها صلة تذكر بالاحتياجات الدفاعية الإيرانية الفعلية. وفي أي لحظة راودت الكوريين الشماليين أو الصين الرغبة في التخلص من مخزوناتهم من الصواريخ التي عفا عليها الدهر، كانوا يجدون في إيران مشترياً متحمساً يملك كثيراً من أموال النفط التي يسعى لتبديدها".
وقال طاهري: "المؤكد أنه من المتعذر بناء عقيدة دفاعية جديرة بالاعتماد عليها دون تحديد بوضوح العدو المفترض. وبعد تنحية الجلبة الدعائية جانباً، فإن عقيدة طهران الدفاعية ربما تكون على صلة بصورة عرضية فقط بالعداء لإسرائيل والولايات المتحدة، وجدير بالذكر أن كلا البلدين قدما العون إلى إيران خلال حرب السنوات الثماني في مواجهة العراق تحت قيادة صدام حسين. ورغم أن إسرائيل والولايات المتحدة قد تعتبران الفكر الخميني مقيتاً، لكن أياً منهما ليس لها مصلحة في تحويل إيران إلى دولة عدو".
واضاف طاهري قائلاً، إن ما تحتاج إليه إيران عقيدة دفاع وطنية مصممة لضمان أمنها، وليس أيديولوجيا تكون نتيجتها "أن صواريخ الملالي تقتل الإيرانيين، وطائرات المدنيين الأجانب، لكنها عاجزة عن ضمان الأمن الوطني الإيراني". 
 

مواضيع مشابهه