انتصارات يناير..

"العمالقة" تنعش آمال النازحين اليمنيين في العودة

"أرشيفية"

لندن

مع كل انتصار ميداني ضد مليشيات الحوثي تنتعش آمال اليمنيين المشردين في العديد من المحافظات المحررة بالعودة إلى منازلهم.

ورفعت التحولات العسكرية التي شهدها شهر يناير/كانون الثاني الجاري من آمال النازحين بمن فيهم القاطنون في 548 مخيما تتناثر في 13 محافظة يمنية في قرب الخلاص من مليشيات الحوثي التي هجرتهم قسريا من مساكنهم شمال اليمن.

"العمالقة" تعلن تحرير حريب اليمنية من الحوثيين
وعزز من تلك الآمال، الانتصارات التي حققتها ألوية العمالقة الجنوبية بتحرير مدينة حريب، جنوبي محافظة مأرب، موطن أكبر نسبة نزوح باليمن، وقبلها 3 مديريات في شبوة الجنوبية، فضلا عن فك القبضة الحوثية التي كانت تشدد خناقها على المحافظتين النفطيتين.

بشرى الخلاص
وتهللت أسارير عبدالله النازح إلى مديرية المخا اليمنية على البحر الأحمر، قائلا إنه شعر لأول مرة بإمكانية العودة إلى مسكنه في مدينة ذمار الواقعة على بعد نحو 130 كيلومترا جنوب صنعاء الخاضعة لمليشيات الحوثي.

مرد تفاؤل عبدالله الذي أمضى ثلاثة أعوام بعيدا عن أسرته بعد أن فر خشية البطش الحوثي، أن التقدم السريع لقوات العمالقة في شبوة منحه القناعة في أنها ستتوغل في محافظة البيضاء المجاورة، ومنها إلى محافظة ذمار حيث يقع مسقط رأسه.

ويقول النازح اليمني لـ "العين الإخبارية": أشعر بالتفاؤل وأنني سأودع هذه الحياة، وأعود إلى حياتي الأولى بعد أن نتخلص من مليشيات الحوثي".

ويسرد عبدالله البالغ من العمر نحو 30 عاما كيف قاسى عذاب الحرمان ولوعة الاشتياق بالعودة إلى بلاده، لكنه لم يكن قادرا على ذلك، خشية أن يتعرض للاعتقال والتعذيب من قبل مليشيات الحوث

ويعود السبب في كونه نازحا، أنه رفض الانضمام للقتال ضمن صفوف مليشيات الحوثي، ما دفعها إلى إلصاق تهمة التعاون مع التحالف وهي تهمة القصد منها ثني الرجل عن موقفه وإجباره على الاستسلام.

لكن تصلبه في ذلك مع رفض تلك التهم، أغضب مليشيات الحوثي التي أرسلت أطقم أمنية للبحث عنه، وهو ما دفعه للفرار لأن الوقوع في أيدي عصابة إجرامية سيكون ثمنه باهظا، حسبما يقول.

ويضيف أن الانتصارات وما يسرب من معلومات من أن العمالقة ستتجه نحو البيضاء منحه شعورا بأنه آن الأوان لتلك الرقاب أن تذل وتكسر، في إشارة إلى قيادة الحركة الإرهابية.

آمال يناير
تلك المشاعر لم تكن بعيدة عن نازحين آخرين رأوا أن الانتصارات العسكرية التي تحققت في يناير/ كانون الثاني الجاري، فضلا عن تدمير التحالف قدرات الحوثيين فيما يتعلق بمخازن الصواريخ والطائرات المسيرة، عزز من الآمال بقرب انفراج محنتهم.

ويقول حسين خبتي، وهو نازح آخر فر قبل عام من مدينة الحديدة الخاضعة للحوثيين إلى المناطق اليمنية المحررة لـ"العين الإخبارية"، "إن تفكر بأنك تقترب من خط النهاية للمحنة التي تعيشها، هي مشاعر لا توصف".

ويشير خبتي إلى أن "حياة النزوح لا يمكن لأحد تخيلها، وأن الرغبة في العودة إلى حياتك الطبيعية هي مشاعر لا توصف".

ويختم حديثه قائلا: "من عاش الويلات، لا يمكنه استقبال تلك الأنباء بدون مشاعر فرح، بل إنه أشبه بمن فاز بدخول الجنة".

وتقدر تقارير يمنية رسمية عدد النازحين من مناطق مليشيات الحوثي إلى المناطق المحررة في اليمن بـ 445 ألفاً و410 أسر بما يعادل مليونين و827 ألفاً و686 نازحاً، منهم 403 آلاف و381 شخصاً يستوطنون المخيمات.