صحف..

صحيفة عربية تنشر خارطة توضيحية لانتصارات "العمالقة" بمأرب وشبوة

"أرشيفية"

الرياض

تحول عسكري ونصر استراتيجي غير مسبوق، صنعته ألوية العمالقة الجنوبية في زمن قياسي بفعل قيادتها معركة مأرب اليمنية بإسناد من التحالف.

وبددت ألوية العمالقة الجنوبية حلم إيران التي استخدمت لأكثر من عامين "ورقة مأرب" في سلة المقايضة السياسية، وظلت المحافظة تحت نيران هجوم حوثي مكثف استهدف اجتياحها وتهديد أكثر من مليوني نازح يستوطنون وديانها ومديرياتها.

وقدر خبير عسكري يمني بارز حجم المساحة الجغرافية التي حررتها قوات "العمالقة" في محافظتي شبوة ومأرب خلال الأسابيع القليلة الماضية بأكثر من 2255 كيلومترا مربعا، والتي كانت مسرح المعركة الطاحنة التي انطلقت مطلع يناير/كانون الثاني الجاري.

وقال الخبير اليمني المقدم وضاح العوبلي، في حديث خاص لـ"العين الإخبارية"، إن ألوية العمالقة الجنوبية حررت نحو 1655 كم مربع هي إجمالي المناطق التي شهدت مواجهات شرسة في مديرياتها "عسيلان" و"بيحان "و"عين" في محافظة شبوة، جنوبي اليمن.


ونقلت ألوية العمالقة بعيد تحرير شبوة المعركة إلى عمق معاقل مليشيات الحوثي في مأرب، حيث حررت أكثر من 599 كيلومترا مربعا من جغرافيا جنوب مأرب وتمثل إجمالي مسرح العمليات في مديرية حريب، طبقا للخبير العسكري.

وكانت مليشيات الحوثي سيطرت على هذه الجغرافية الاستراتيجية في سبتمبر/أيلول الماضي بعد تقهقر مخز لقوات موالية للإخوان قبل أن تدخل ألوية العمالقة، الأكثر تنظيما وتسليحا على خط المعركة وتغير المعادلة.

انتصار استراتيجي
ووفقا للضابط اليمني فإن ما تم تحريره مؤخرا على جبهة مأرب يعتبر بمثابة بوابة استراتيجية لتحرك عملياتي قادم على أكثر من اتجاه، وفي مقدمة ذلك تحقيق عزل وتقطيع أوصال قوات مليشيات الحوثي المتقدمة جنوبي المحافظة، وعزلها عن امتدادها في محافظة البيضاء المجاورة.

وأشار إلى أن خارطة المعركة التي تقودها ألوية العمالقة سوف تحقق انهيارا حتميا لمجاميع مليشيات الحوثي الإرهابية في جبهات مأرب التي كانت تمثل الخطر الداهم على مدينة مأرب، منذ أن وصل الانقلابيون إلى "البلق الشرقي" آخر الحصون الجبلية للمحافظة في الاتجاه الجنوبي.

وأوضح العوبلي أن وصول قوات العمالقة إلى أعلى عقبة "ملعاء" الاستراتيجية من جهة، وإلى مشارف مديرية العبدية من جهة أخرى، سوف يمنحها تفوقا عسكريا مهما وسوف يفتح أمامها أكثر من خيار.

أحد أهم الخيارات، وفق الضابط المختص، هو تحرير سريع وناجز لعدد من المديريات الجنوبية من مأرب، أهمها مركز مديرية الجوبة التي يتصل بها خط الإمداد الوحيد لمديرية جبل مراد، وهذا يعني تحرير مديرية جبل مراد، معقل قبيلة مراد القوية التي أعلنت تأييدها مؤخرا للعمليات العسكرية للعمالقة وأكدت القتال بجانبها.

وأضاف أنه "مجرد وصول العمالقة إلى مركز مديرية الجوبة والمناطق المحيطة بها كالقاهر والجديدة ونجا، بالتزامن مع مسار آخر سيتجه من مديرية عين سوف يتمكن من تحرير مديرية العبدية أهم مديريات جنوب مأرب.

تغير محوري
وأكد الخبير العسكري المقدم العوبلي، لـ"العين الإخبارية"، أن انتصارات العمالقة تعتبر "تحولا عسكريا وعملياتيا كبيرا، وأننا بصدد تغيير محوري في خارطة السيطرة على الأرض ستسهم إيجاباً وبشكل كبير في تعزيز المكاسب العسكرية على الأرض لصالح قواتنا".

وفيما رأى أن هذه الانتصارات قد تذهب إلى تأسيس وفرض جبهة على تخوم العاصمة المختطفة صنعاء من اتجاهيها الجنوبي، والجنوبي الشرقي، أشار إلى أنها "انتزاع ورقة مأرب من بين نيوب الحوثيين وسلة المقايضات الإيرانية بشكل كُلي".

في الصدد، قال متحدث الجيش اليمني العميد الركن عبده مجلي إن "ألوية العمالقة سيطرت على مفترق الطرق الهام الرابط بين مديرية حريب، ومديرية العبدية، بالإضافة إلى تحرير عقبة ملعاء الاستراتيجية"، مؤكداً أن "التقدم للأبطال مستمر للسيطرة على جبال ملعاء الاستراتيجية، التي تفصل بين مديريتي حريب والجوبة".

وعلى محور المعركة التي تخوضها العمالقة من حريب باتجاه الجوبة والعبدية وجبل مراد جنوبا، هناك محور آخر ينطلق من جبال البلق الشرقي ويتجه صوب معسكر أم "ريش" في مديرية الجوبة في الاتجاه الجنوبي من مأرب.

وقدر المتحدث العسكري مساحة المناطق التي حررها الجيش اليمني ورجال القبائل في هذا المحور في مديرية الجوبة، بـ"20 كيلومترا مربعا"، مؤكداً أن التقدمات الميدانية للأبطال مستمرة نحو منطقتي أم ريش وجبال ملعاء لتحقيق الالتحام بأبطال ألوية العمالقة في مديرية حريب.

ولفت إلى أن المليشيات الحوثية مع تقدم العمالقة من جهة والجيش والقبائل من جهة أخرى أصبحت بين فكي كماشة، بعد السيطرة على الهيئات الحاكمة والطرق الرئيسية والفرعية الرابطة بين محافظتي مأرب وشبوة.

في السياق، قال رئيس المركز الإعلامي لألوية العمالقة أصيل السقلدي، في بيان، إنه "خلال 10 أيام استطاعت القوات القضاء على الحلم الإيراني وكسر شوكة الحوثي المتغطرس وألحقت به الهزيمة المذلة والمهينة في شبوة".

وأضاف، في بيان، أن "قوات العمالقة واصلت التنكيل بمليشيات الحوثي حتى أعلنت تحرير مديرية بالكامل في عملية عسكرية تستهدف إضعاف الانقلابيين وخنقهم في مدينة مأرب وتحطيم المشروع الإيراني باليمن والمنطقة".