وكالات..

خبيران بـ"وول ستريت جورنال": حان وقت تصنيف الحوثي إرهابية

"أرشيفية"

القاهرة

منذ أن أزالت الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس جو بايدن، الحوثي من قائمة الإرهاب، ارتفع منسوب جرائم الجماعة، فهل تتدارك واشنطن الخطأ؟

جوناثان شانزر، محلل سابق لشؤون تمويل الإرهاب في وزارة الخزانة الأمريكية، والنائب الأول لرئيس "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات"، وماثيو زويج الزميل الأقدم بالمؤسسة أيضا، كتبا مقالا مشتركا، أكدا فيه ضرورة تصنيف مليشيات الحوثي منظمة إرهابية.

وقال الخبيران في مقالهما المنشور بصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية العريقة، إن فريق بايدن رفع الحوثيين من قائمة وزارة الخارجية الخاصة بالمنظمات الإرهابية الأجنبية، ورفع العقوبات المفروضة عليها.

ومنذ ذلك الوقت، يضيف الخبيران، لا يمكن وصف السياسة الأمريكية سوى بـ"السعي الوهمي للحوار"، ما دفع إيران لاستغلال الفرصة وتسليح وكلائها في اليمن وتدريبهم بشكل أفضل.

وتطرق المقال للهجوم الإرهابي الحوثي على أهداف مدنية في العاصمة الإماراتية أبوظبي، في 17 يناير/كانون الثاني، وكيف ردّ تسعة من النواب الجمهوريين بمجلس الشيوخ على ذلك بتقديم مشروع قانون يطالب البيت الأبيض بإعادة تصنيف "الحوثي" جماعة إرهابية.

ويقال إن هناك مشرعين آخرين، بينهم ديمقراطيون، يرون بعض الحكمة في تغيير السياسة الحالية للإدارة، وفق المقال.

ورأى شانزر وزويج، أن دبلوماسيي بايدن بذلوا جهودا كبيرة لمهادنة إيران، ففي إطار السعي المستميت للعودة إلى الاتفاق النووي الموقع عام 2015، وأن الإدارة تريد تجنب أية أحداث مؤسفة مع النظام في طهران.

"لعبة حزبية"؟
واعتبر المحللان في مقالهما أن السياسة الأمريكية في اليمن أصبحت بمثابة لعبة حزبية؛ ففي يناير/كانون الثاني من عام 2021، صنفت إدارة الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية.

وقال وزير الخارجية آنذاك، مايك بومبيو، إنه "إذا لم تتصرف أنصار الله كمنظمة إرهابية، لم نكن لنصفنها"، فيما بررت وزارة الخارجية في عهد، بايدن إلغاء التصنيف بالإشارة إلى أن العقوبات ضد الحوثيين قد تعرقل تدفق المساعدات الإنسانية إلى اليمن.

لكن إلغاء التصنيف كان غريبا بالنظر إلى أن الرئيس السابق باراك أوباما وقع أمرا تنفيذيا عام 2012 يجيز فرض عقوبات ضد الأطراف التي تزعزع الاستقرار، بحسب شانزر وزويج.

 وفي حين أن عقوبات الأمر التنفيذي ليست بقوة التصنيف الإرهابي الرسمي، استخدمت إدارة بايدن هذه العقوبات ضد بعض من أعضاء جماعة الحوثي وأنصارهم، كما أدانت مرارًا هجمات الحوثيين على المدنيين في السعودية والملاحة الدولية، والاستيلاء على السفارة الأمريكية في اليمن واحتجاز الموظفين المحليين بها رهائن، واستهداف المدنيين اليمنيين.

وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أدانت وزارة الخارجية الأمريكية، الحوثيين "لعرقلة حركة الناس والمساعدات الإنسانية"، وهو ما كان بالضبط منطق البيت الأبيض قبل عام عند إلغاء التصنيف الإرهابي الرسمي.

وعليه، رأى المحللان أن السياسة الأمريكية في اليمن الآن ليست سوى توثيق لعنف الحوثيين، الذي تصاعد منذ تولي بايدن منصبه الرئاسي، وعلاوة على ذلك، "قوضت إجراءات الإدارة أسس نظام العقوبات الإرهابية الأمريكي". 

وأكد الخبيران أن مليشيات الحوثي هي المرادف لجماعة إرهابية، متسائلين "إن كان يمكن رفع العقوبات المفروضة على المليشيات بدون أن تغير سلوكياتها، فلماذا لا يمكن فعل الأمر ذاته مع المنظمات الإرهابية الأخرى؟".

وختم الخبيران المقال بالقول "حان الوقت لإعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية".