وكالات..

التصدي للمسيّرات ضمانة للسلام الإقليمي..كيف؟

"أرشيفية"

الرياض

في تعليقه على تصدي الدفاعات الجوية الإماراتية لمسيّرات الحوثي الإرهابي وصواريخه، قال قائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال كينيث ماكنزي: "النظام الدفاعي الإماراتي كان فعّالا".

هذا إن دلّ فإنما يدلُّ على قوة البنية الاستراتيجية للردع الإماراتي في حماية مصالح الدولة وأمن أبنائها والمقيمين على أراضيها.. فقد عَهِدنا في القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العمل في صمتٍ على بناء عناصر التمكين والقوة والاقتدار، وهذه الحقيقة شهدناها في جميع المجالات، التي مكّنت الإمارات من أن تكون في مصاف الدول الأولى عربيا من ناحية حجم قواتها المسلحة والمستوى العالي لتدريبها وإمدادها بأحدث الأسلحة.

وهنا لا بدّ من تأكيد أنّ الإمارات -رغم اهتمامها بقوتها العسكرية- دولة تَسَامُح وتعاون وانفتاح وليست قوة عدوان وحرب، فنحن، الإماراتيين، محبُّون للسلام، نحفظ للجار حُرمته وللدار أمنها وأمانها، وللصديق وفاءه وللخصم شرف الخصومة.

لم تعتدِ الإمارات يوما على أحد، بل ظلت طوال عقود متمسكةً بالقانون والتفاهم والحوار سُبُلاً لحل أي خلاف، كما عملت طوال عقود على المشاركة الفعالة في مهمات حفظ السلام العالمي.. كل هذا لا يتناقض مع استعداد الإمارات الدائم للردع والذود عن أمنها وأمن مواطنيها وحدود سيادتها، فهذا المبدأ في صُلب العقيدة الوجودية للإنسان الإماراتي، فالكل منخرط منذ بداية شبابه في الخدمة الوطنية، حتى لقد رأينا فتياتِنا مشاركاتٍ في القوات المسلحة كطيّارات عاملات في صفوف التحالف الدولي لمحاربة تنظيمات الإرهاب.


الاستعداد الإماراتي الدائم لردع المعتدي يشتمل أيضا على تنويع مصادر التسليح لدى الدولة، حيث تستقدم الإمارات أحدث التقنيات العسكرية من شرق وغرب العالم وشماله وجنوبه، فضلا عن العمل على بناء صناعاتها العسكرية المتطورة، التي باتت مجالا يحتل اهتماما كبيرا من استراتيجية دولة الإمارات.

وكي ندرك أهمية كل ما ذكرناه في سياسات الإمارات ونهجها، أقتبس مقولة معالي وزير الدولة للذكاء الاصطناعي، عمر سلطان العلماء، خلال افتتاح مؤتمر "الأنظمة غير المأهولة 2022" برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، بحضور ممثلين عن جيوش دول عربية وغربية، بينها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا: "اليوم، أكثر من أي وقت مضى، نتفهم أهمية حماية أمننا عبر ضمان أن هذه التقنيات هي أدوات يمكننا استخدامها، لكن لا يمكن أن تُستخدم ضدنا من التنظيمات الإرهابية".

واليوم، تدرك الإمارات أهمية امتلاك المبادرة في قطاع الأنظمة غير المأهولة، بل وبناء تحالف إقليمي وعالمي لتطويرها والسيطرة عليها، لا لأهميتها في الحروب وخطورتها كأداة بيد الإرهاب العالمي الداعشي والحوثي وغيرهما، بل لأهميتها أيضاً ضمن منظومة الذكاء الاصطناعي، تلبيةً للاحتياجات المدنية عامةً، وليس العسكرية فقط.