وكالات..

درس دبلوماسي إماراتي.. من الحوثيون المستهدفون بالعقوبات الأمريكية؟

"أرشيفية"

موسكو

وجهت الدبلوماسية الإماراتية ضربة مدروسة لشريان إمدادات مليشيات الحوثي وشبكة تمويلاته لتضعها تحت مقصلة العقوبات الأمريكية.

درس إماراتي قاس لمليشيات الحوثي وأذرعها، جاء ضمن تحركات دولة الإمارات العربية المتحدة ضد شبكات تمويل الانقلابيين لتحقيق نجاحات متتالية لخنق المليشيات وإعطاب نشاطها الإرهابي بالمنطقة.

ومن الأرض عسكريا إلى المحافل الدولية، سددت الدبلوماسية الإماراتية ضربة موجعة لأذرع طهران وإرهابها العابر لحدود اليمن إلى دول الجوار وعلى رأس هذه التحركات تفكيك أحد أخطر شبكات التمويل المالي للحوثيين والمرتبطة بالحرس الثوري الإيراني.

وتأتي العقوبات الأمريكية مؤخرا لتؤكد فاعلية الدور الإماراتي في تأمين المنطقة من إرهاب المليشيات الحوثية المدعومة من طهران وصواب الرؤية الإماراتية في تعرية المليشيات وشبكات تمويلها ودعمها في داخل وخارج اليمن.

وبعد عقوبات سابقة أقرتها الإدارة الأمريكية على شركات يمنية وأفراد على صلة بشبكة "سعيد الجمل الدولية" فإن تواصل عملية تفكيك ارتباطات هذه الشبكة وهدم مسارات تغذيتها لأنشطة المليشيات الإرهابية يعد إنجازا مهما وقياسيا على خطى تجفيف شرايين إمدادات المليشيات الحوثية ومصادر تمويلها.

وإذا كانت دولة الإمارات تقوم بدورها المحوري في تأمين المنطقة من خلال تتبع شبكات التمويل وتفكيكها إلى جانب دورها كجناح ثانٍ للتحالف العربي بقيادة السعودية فإن المجتمع الدولي اليوم معني بالتعاطي مع المخاطر الماثلة لبقاء الحوثيين خارج دائرة التصنيف كمنظمة إرهابية دولية، وفق خبراء.

وكانت الخزانة الأمريكية فرضت عقوبات على شركات يمنية وأشخاص مرتبطين بشبكات دعم وتمويل أنشطة الحرس الثوري الإيراني ومليشيات الحوثي الإرهابية ويديرها القيادي الحوثي البارز المقيم في طهران سعيد الجمل.

وشملت العقوبات الأمريكية شركات صرافة ونفطية وشحن وشركات تجارية للاستيراد والتصدير وأذرع مالية خطيرة.

وحصلت "العين الإخبارية" على تفاصيل حصرية بشأن شركة "الحظاء" للصرافة وأدوار "عبده عبدالله نائل" وشقيقه معاذ ضمن شبكة سعيد الجمل.

الحظاء.. ارتباط باكر
وشملت العقوبات شركة الحظاء للصرافة باليمن والتي تعد واحدة من أبرز الشركات التي تنشط في السوق اليمنية منذ عام 1980، وهو تاريخ أول عمل مارسته الشركة حسب البيانات المنشورة على موقعها الإلكتروني .

وفيما جاءت العقوبات الأمريكية ضد شركة الحظاء للصرافة على خلفية ارتباطها بشبكة الحرس الثوري التي يتزعمها اليمني سعيد الجمل والذي يوفر بدوره دعما متنوعا لمليشيات الحوثي عبر أذرعه في المنطقة وتركيا وتعاملاته في أوروبا.


وقالت مصادر أمنية لـ"العين الإخبارية"، إن شركة الحظاء للصرافة رافقت مليشيات الحوثي منذ بداياتها ووفرت دعما ماليا لأنشطتها منذ وقت مبكر من خلال تسييل بضائع إيرانية كانت تصل إلى صنعاء وتورد قيمتها للانقلابيين.

وأضافت المصادر أن المخابرات اليمنية أوقفت أحد المسؤولين الكبار عن الشركة في الحرب الخامسة مع المتمردين بعد تحقيقات مع عناصر حوثية كشفت عن تورط "الحظاء" في تقديم تسهيلات كبيرة للمليشيات تتمثل بتمرير حوالات مالية لقيادات في عدد من محافظات الشمال وصعدة دون وثائق وبأسماء وهمية.

وتوصلت تحقيقات المخابرات اليمنية حينها - حسب المصادر - إلى أن شركة الحظاء كانت تنسق تسهيلاتها للحوثيين من خلال القيادي حسن الصعدي الذي تولى لاحقا الملف الاقتصادي للمليشيات.

وحصلت شركة الحظا للصرافة على شهادات تقدير لنشاطها من قبل وزارة مالية حكومة الانقلاب والبنك المركزي في مناطق المليشيات حسب اعتراف الشركة على موقعها الإلكتروني.

وتملك الشركة فروعا في كل من صنعاء وعدن والحديدة وتعز وحضرموت وصعده ومأرب وتتعامل مع أكبر المؤسسات المالية المصرفية العربية منها والأجنبية.


ونص قرار الخزانة الأمريكية على فرض عقوبات كذلك على شركة العالمية للصرافة وهي إحدى شركات التي توسع نشاطها بشكل لافت مؤخرا من خلال فروعها في صنعاء ووكلائها في المحافظات وخارج البلاد.

كما ارتبطت شركة العالمية اكسبرس كنظام تحويل مالي في اليمن بأنظمة تحويل تابعة لمصارف كبيرة مثل مصرف الكريمي الذي يملك أكبر شبكة فروع في داخل وخارج اليمن مما سهل نشاط الشركة المصرفي ووسع حجم تعاملاتها.

تهريب وغسيل.. أخوان "دائل"
وطالت العقوبات الأمريكية أيضا أحد أخطر الأذرع المالية لمليشيات الحوثي أبرزهم القيادي "عبده عبدالله نائل أحمد" وشقيقه معاذ مالك "شركة معاذ دائل للاستيراد والتصدير" ومقرها الحالي في صنعاء.

وقالت مصادر يمنية لـ"العين الإخبارية" إن الشقيقين "عبده" و"معاذ" عبدالله دائل المنحدرين من مديرية المخا، غربي محافظة تعز (جنوب)، توسعت تجارتهما على نحو مشبوه منذ انقلاب مليشيات الحوثي.

وأشارت المصادر إلى أن "عبده دائل" المولود سنة 1979 في عزلة "الجمعة" في المخا غادر اليمن منذ 20 عاما وورث التجارة عن والده وكان نشاطه يتركز في بادئ الأمر في استيراد السكر والدقيق عبر ميناء الحديدة قبل أن توكل له مليشيات الحوثي مهمة غسل الأموال الخاصة بشبكة التجارة الدولية التابعة لسعيد الجمل.

أما شقيقه "معاذ" هو الأكثر ارتباطا بقيادات مليشيات الحوثي بالداخل اليمني ويملك نفوذا قويا داخل الانقلابيين، وقد شيد أمواله من عمله في تجارة الممنوعات، فضلا عن إدارته شبكات تهريب معقدة سيما عبر الحديدة (غرب).

وطبقا للمصادر فإن "معاذ دائل" يمتلك أيضا شبكة من الخلايا المعقدة التي تنشط في تهريب العملات الصعبة من المناطق المحررة إلى مناطق مليشيات الحوثي والقرن الأفريقي ضمن حرب لاستنزاف وإفراغ العملة الأجنبية من السوق الخاضع للحكومة المعترف بها دوليا.

ولسنوات ظل النشاط التجاري للأخوان "معاذ" و"عبده" يتركز في محافظة الحديدة لكن بعد الانقلاب الحوثي تنامت بشكل لافت، حيث نقل مقر شركاته إلى صنعاء وفتح عديد المصانع والمتاجر في عدن والخوخة المحررتين كغطاء لأدوارهما الخفية والخبيثة.

وتمكن الرجلان من بناء علاقة واسعة فضلا عن استقطاب عديد رجال الأعمال في تهامة اليمنية خاصة.

ووفقا للمصادر نفسها فإن تجارة الأخوان "دائل" ما هي إلا غطاء للأنشطة غير المشروعة والتهريب العابر للحدود الذي مارساه كأحد أخطر الشركات العاملة ضمن شبكة سعيد الجمل المرتبطة بفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.

وتشير الخزانة الأمريكية إلى أن "عبده دائل"، وشركته الفلك ومقرها خارج اليمن، ساعدت شبكة الجمل في غسيل وتحويل ملايين الدولارات لدعم مليشيات الحوثي.

فيما حولت شركة "معاذ دائل للاستيراد والتصدير" ومقرها اليمن أكثر من 10 ملايين دولار إلى الجمل، وفقا للتقارير الأمريكية.

كما عمل الأخوان مع شركات الجمل المعاقبة منذ يونيو/حزيران الماضي، لاستيراد البضائع إلى اليمن مما سمح له بنقل الأموال لدعم الحوثيين، طبقا للبيان.

ويتمثل ارتباط شركات الاستيراد والتصدير بشبكات الدعم والتمويل لأذرع الحرس الثوري الإيراني من خلال تسييل قيمة البضائع التي تدفع مكاتب سعيد الجمل قيمتها في الخارج ودفعها كسيوله لمليشيات الحوثي في الداخل للتهرب من قيود التحويلات المصرفية من الخارج.