صحف..
ذكرى مصرع "رأس الحوثي".. مؤسس شرعنة الشر باليمن
بعد 17 عاما على مصرع مؤسس المليشيات الانقلابية، حسين بدر الدين الحوثي، لا تزال نار الشر تحرق كل شبر من أرض اليمن.
ويصادف اليوم الإثنين، ما يسمى بـ"الذكرى السنوية" التي تخصصها المليشيات الإرهابية، لإحياء ذكرى مقتل مؤسسها الهالك حسين الحوثي، وتستهدف من خلاله، تمجيد ثقافة الموت والقتال في صفوفها.
وقتل حسين الحوثي عام 2004، في أول حرب تشعلها المليشيات في معقلها بمحافظة صعدة، وتشير المصادر اليمنية إلى أن اللواء ركن ثابت جواس القائد البارز السابق في الجيش اليمني وقائد محور العند حاليا، هو من أطاح بمؤسس الإرهاب الحوثي الأول.
وظهر زعيم مليشيات الحوثي، عبد الملك الحوثي، في ما يسميه ذكرى "الشهيد القائد"، في خطاب مطول، وتحدث عن مواصلة الحرب والدمار في اليمن، مدعيا أن الحرب خيار تدعمه السماء والنصر وعد سيتحقق مع المزيد من الدم والمحارق لليمنيين دفاعا عن مشروع إرهابي يقوم على الخرافة والعنصرية المقيتة.
وزعم زعيم المليشيات الحوثية في خطابه الذي كرسه لتبرير جرائم مليشياته بحق اليمنيين، بأن الحرب مواجهة مع إسرائيل وأمريكا، وأنه سيواصل حربه معتبرا ذلك مسارا تصاعديا طبيعيا في هذا الطريق.
تعهد زعيم المليشيات الحوثية في خطابه بمواصلة الحرب حتى السيطرة على الأمة الإسلامية كلها وتحرير الأمة كما يقول في خطابه، موقف يؤكد رفض المليشيات لفكرة السلام وتفضيلها للحرب والموت.
تصعيد واسع النطاق
وبالتزامن مع إحياء يوم الهالك حسين الحوثي، شهدت كل المحافظات التي تقع تحت سيطرة المليشيات اجتماعات لقيادات حوثية عسكرية ومحلية وقبلية لتنفيذ عملية تحشيد للجبهات كانت أعلنت عنها المليشيات قبل أيام .
وقالت مصادر سياسية لـ"العين الإخبارية" إن خطابات وفعاليات التحشيد الحوثية حملت رسائل تصعيد عسكري واسع النطاق، ورفض لأي جهود لوقف الحرب وإحلال السلام في اليمن ما لم تشرعن الانقلاب.
وكانت مليشيات الحوثي الإرهابية أعادت نشر ما اعتبرته مبادرة للسلام سبق أن سلمتها للمبعوث الأممي عام 2018 وروجتها في وسائل إعلامها كوصفة جاهزة لتحقيق تسوية سياسية في اليمن.
وتشهر المليشيات الحوثية هذه "المبادرة المزعومة" التي تنص على شرعنة انقلابها في وجه كل تحرك أممي أو دولي يستهدف التوصل إلى سلام ينهي الحرب والانقلاب في اليمن.
وتعمد القيادي الحوثي النافذ، محمد علي الحوثي إعادة نشر تغريد المبادرة المزعومة مؤخرا على حسابه في "تويتر"، معلقا عليها بأنها "مبادرة للتسوية"، في موقف جديد يختزل ردود ومواقف قيادات المليشيات الحوثية على أي محاولة لنزع فتيل الصراع في البلاد.
وتأتي عملية تسويق المليشيات الحوثية لرؤيتها الأحادية للسلام باعتبارها الرؤية الوحيدة التي تقبلها، حيث زعمت تسليم نسخة منها للسفير الروسي في اليمن وعممت نشرها في منصات التواصل الاجتماعي.
البحث عن "شرعنة للانقلاب"
وتظهر قراءة بنود المبادرة الحوثية المزعومة فرض المليشيات انقلابها كأمر واقع والانتقال إلى مربع آخر من خلال الحوار حول طريقة الحكم وانتخاب برلمان جديد وبناء عملية انتقالية فصلتها المليشيات على مقاسها.
وتبحث المليشيات، وفق رؤيتها، عن وقف عمليات تحالف دعم الشرعية وإنهاء الرقابة على الموانئ والمطارات التي تستخدم في تهريب السلاح، فضلا عن إلغاء البرلمان الشرعي وسقوط الشرعية المعترف بها دوليا والإبقاء على السلاح في أيدي عناصرها.
كما تستهدف المليشيات الإرهابية، عدم منازعة سيطرة مليشيات الحوثي على غالبية مناطق الشمال اليمني، وبدء ما تسميه المليشيات "مصالحة"، وكأن الانقلاب والحرب خلال الـ7 أعوام الماضية، مجرد نزاع بسيط بين قبيلتين، وليس هدم نظام قائم وتشريد 3 ملايين يمني.
وتسعى المليشيات من خلال مبادرتها المزعومة إلى صناعة نموذج حكم يشرعن عملية الانقلاب من خلال تثبيت نصوص الإعلان الدستوري الذي بموجبه أعلنت انقلابها على الدولة اليمنية والشرعية والدستور في 21 سبتمبر/أيلول 2014.