الأمل الأخير
إيران اليائسة تتمسك بقشة الصين للنجاة من كورونا والعقوبات
بعد تفشي فيروس كورونا في إيران ووصولها إلى المرتبة السابعة عالميا حتى الآن -بسبب تأخر اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة- زاد الخناق على الاقتصاد الإيراني، وبات يعاني أكثر من ذي قبل منذ توقيع العقوبات الاقتصادية عليه من أمريكا، ما جعل "الصين" هي الورقة الأخيرة التي يلعب بها "الملالي" لمواجهة تفشي الفيروس.
إذ وصل عدد المصابين إلى 53 ألفا و183 حالة واكتشاف نحو ألفين و715 حالة جديدة في اليوم، و3 آلاف و394 حالة وفاة في 3 إبريل الجاري وفقا لموقع "ورلد ميتر" العالمي.
تفشي الأزمة
بدأت الأزمة تتفشى منذ فبراير 2020 بعد إعلان أول إصابتين في مدينة قم، وبدأ الوضع يخرج عن السيطرة، واختلفت الاتهامات الموجهة لحكومة الملالي وللحرس الثوري حول السبب الرئيس للفشل في مواجهة الفيروس، ورغم إيقاف جميع رحلات الطيران، إلا أن شركة هامان للطيران التابعة للحرس الثوري واصلت رحلاتها بين العاصمة طهران وأربع مدن في الصين وأدان ذلك نواب بالبرلمان الإيراني مثل النائبة شيران بهرام، بينما وجه البعض أصابع الاتهام لصينيين يدرسون في طهران، أما النظام ففسر التفشي بحرب بيولوجية شنتها واشنطن على إيران.
ولكن رغم استمرار الرحلات الجوية مع الصين طلبت الصين إجلاء مواطنيها خصوصا الطلاب الذين يدرسون في مدينة قم الدينية في مارس 2020'بؤرة الفيروس المستجد "كوفيد-19" في إيران.
الصين الورقة الأخيرة
منذ فرض العقوبات الأمريكية وتحاول إيران الاتجاه نحو تعزيز علاقاتها التجارية والاقتصادية مع الصين، ولكن واجه الاقتصاد الإيراني ضغوطًا رجديدة جراء إيقاف المصانع وفرض حجر صحي على دول بأكملها حتى أعلنت طهران حاجتها لقرض من صندوق النقد الذي طالما رفضت شروطه منذ سنوات.
وبعد تفشي المرض في إيران أعلن السفير الصيني في طهران «كانغ هوا» جمع أربعة ملايين يوان في 24 ساعة من الشعب الصيني لدعم طهران، مستنكرًا موقف أمريكا من فرض عقوبات جديدة رغم الأزمة االتي يمر بها العالم أجمع، وأنه بعد انجلاء الأزمة ستأخذ العلاقات بينهم منعطفًا جديدًا.
وتعتبر الصين بالنسبة لإيران هي آخر طوق نجاة، إذ واصلت بكين استيراد النفط الخام الإيراني رغم العقوبات الأمريكية على أن هذا الخام مجرد دفعات متأخرة دفعتها الصين لتطوير حقول "ياداوران" و"أزاديجان" بإيران، وفقاً لورقة بحثية لمعهد واشنطن في مارس 2020، مشيرة إلى أن الصين هي الشريك التجاري الأكثر أهمية لطهران.
بينما كانت الصين العميل الوحيد في مجال غاز البترول المسال وفقًا لشركة "كبلر للبيانات" التي توفر معلومات عن اقتصاديات السلع الأساسية، بينما أغرق السوق الإيراني بالبضائع الصينية الرخيصة لسد احتياجات المستهلكين، وحصل اليوان الصيني على المرتبة الثانية في العملات المدعومة من البنك المركزي الإيراني الذي يوفره للمستوردين، وكانت بكين القناة الرئيسية لتزويد طهران بالأسلحة لمدة تجاوزت الأربعين عامًا؛ خصوصًا بين عامي 2008 و2012.
ودعمت الصين إيران دبلوماسيًّا وخصوصاً في مجلس الأمن الدولي، ونددت باستمرار العقوبات على طهران، خاصة في ظل أزمة تفشي المرض، بينما قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في فبراير الماضي إنها تدعم الصين في مواجهة تفشي الفيروس، ودعا القادة الإيرانيين لعلاقات استراتيجية وشاملة مع الصين.
ويشير الورقة البحثية لمعهد واشنطن، أنه لا غنى عن الصين لطهران اليوم، حيث إن الصين هي القادرة الوحيدة على مساعدتها على الأصعدة الثلاثة اقتصاديًّا ودبلوماسيا وعسكريا، وأن إيران تحتاج لهذا الدعم أكثر من أي وقت مضى، ما سيغير ويوصد علاقات إيران مع الصين بعد انجلاء الوباء، كما أكد السفير الصيني بالإعلان عن رغبة بلاده.