طالبان تفاوض واشنطن وتتشاور مع القاعدة..

طالبان على علاقة وثيقة بالقاعدة رغم الاتفاق مع واشنطن

حركة طالبان تشاورت بانتظام مع القاعدة خلال المفاوضات مع الولايات المتحدة.

واشنطن

رغم الاتفاق بين حركة طالبان والولايات المتحدة في العاصمة القطرية الدوحة ومساعي السلام في أفغانستان برعاية الإدارة الأميركية، إلا أن الحركة لا زالت تحافظ على علاقات وثيقة بتنظيم القاعدة.

وقال مراقبون مستقلون للعقوبات في تقرير أممي إن الروابط بين حركة طالبان، وبخاصة فرع شبكة حقاني الموالي لها، وتنظيم القاعدة لا تزال وثيقة وذلك.

وكشف المراقبون في تقرير لمجلس الأمن الدولي "تشاورت طالبان بانتظام مع القاعدة خلال المفاوضات مع الولايات المتحدة وعرضت ضمانات بأنها ستحافظ على الروابط التاريخية بينهما".

وأشار إلى أن الروابط ترجع إلى أواصر الصداقة والمصاهرة والقتال المشترك والتعاطف الفكري.

ويمكن لاتفاق مبرم في 29 فبراير بين طالبان والولايات المتحدة أن يمهد الطريق أمام انسحاب كامل للقوات الأجنبية من أفغانستان، وبموجب الاتفاق، تعهدت الحركة بمنع القاعدة من استغلال الأراضي الأفغانية في تهديد أمن الولايات المتحدة وحلفائها.

ويلزم الاتفاق الولايات المتحدة بخفض وجودها العسكري في أفغانستان إلى 8600 جندي بحلول منتصف يوليو، وهو مستوى قال مسؤولون أميركيون وآخرون في حلف شمال الأطلسي إنه تحقق تقريبا الأسبوع الماضي، على أن يصل عدد هذه القوات إلى صفر بحلول مايو 2021 إذا سمحت الظروف.وغزت القوات الأمريكية أفغانستان للإطاحة بطالبان عام 2001 بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر أيلول التي راح ضحيتها قرابة 3000 شخص. وكانت طالبان قد وفرت للقاعدة ملاذا آمنا دبرت منه للهجمات.

وقال مراقبو الأمم المتحدة "نجاح الاتفاق ربما يعتمد على استعداد طالبان لتشجيع القاعدة على وضع حد لأنشطتها الحالية في أفغانستان"، مضيفين أنه إذا التزمت طالبان بالاتفاق "فإن ذلك قد يثير انشقاقا بين المعسكر الموالي للقاعدة والمعسكر المناهض لها".

وقال الممثل الأمريكي الخاص بأفغانستان زلماي خليل زاد إنه يعتقد أن التقرير تناول فترة تنتهي في 15 مارس أي بعد حوالي أسبوعين من توقيع الاتفاق بين طالبان وواشنطن وإن وفاء طالبان بالتزاماتها قد يستغرق بعض الوقت.

وأضاف للصحافيين "اتخذوا بعض الخطوات وعليهم اتخاذ خطوات أخرى كثيرة" وقال إن واشنطن قد تعيد النظر في الوعود التي قطعتها إذا ما أخفقت طالبان في الوفاء بوعودها.

وأبدى زاد تفاؤله بشأن انطلاق محادثات السلام بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان المتمرّدة، مشيراً إلى أنّ الرئيس دونالد ترامب قد يسرّع حتّى جدول انسحاب قواته من هذا البلد إذا سارت الأمور على ما يرام.

وقال زلماي خليل زاد خلال مؤتمر صحافي عبر الهاتف "لقد تمّ إحراز الكثير من التقدّم في الأيام الأخيرة".

وفيما يخص الانسحاب الأميركي من أفغانستان، حذر مسؤولون أميركيون من أنّ انسحاب الجيش الأميركي من أفغانستان يسير بوتيرة أسرع ممّا هو محدّد في الجدول الزمني المتّفق عليه مع طالبان.

وبحسب وسائل إعلام أميركية فإنّ البنتاغون أعدّ، من بين خيارات عدّة، لانسحاب محتمل بحلول نهاية العام أي بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة.