بورقة المعتقلين الروسيين

إخوان ليبيا يبتزون روسيا لدعم الميليشيات

خالد المشري

وكالات

كشف التسريب المتداول لرئيس مجلس الدولة بليبيا الإخواني التوجه، خالد المشري، عن الفارق الذي يحدثه الموقف الروسي من الأزمة الليبية على طبيعة الأوضاع على الأرض، إذ تسبب التسريب في إظهار اهتمام من قبل حكومة الوفاق بكسب موسكو في صفها.

 

ملامح جديدة

وحمل التسريب ملامح جديدة عن طبيعة العمل الدبلوماسي لحكومة الوفاق، إذ كشف عن مكالمة تليفونية جمعت المشري بعضو صندوق حماية القيم الوطنية الروسية يونس أبا زيد.

وفي بداية التسجيل الصوتي طلب «أبا زيد» من المشري إطلاق سراح باحثين روسيين اعتقلتهما حكومة الوفاق منتصف 2019، هما مكسيم شوجليه وسامر سفيان، ورد القيادي الإخواني بأنه تحدث مع السراج بشأنهما وأخبره بأن لديهما أدلة واعترافات بأن الشابين الروسيين اللذين يعملان لصالح سيف الإسلام القذافي ويتواصلان مع المشير خليفة حفتر.

 

المساومة والابتزاز

وحاول المشري خلال المكالمة المسربة بمعرفة صحفي روسي يدعى مالكيفيتش، مساومة المتحدث في الطرف الثاني، إذ اقترح الإخواني حل مسألة الباحثين وديًا بعيدًا عن القضاء بشرط تنظيم صندوق حماية القيم الوطنية الروسية لقاءً رسميًّا يجمع بوتين ورئيس حكومة الوفاق فائز السراج في موسكو، يعقبه بيان يبدي فيه بوتين دعمًا لحكومة الوفاق التي وصفها المشري بـ«الطرف الشرعي».

ليأتي الرد من الطرف الروسي بأن الصندوق لا يملك تنظيم اللقاء الذي يطلبه المشري، مشددًا على أن الباحثين تواصلا بالفعل مع القائد العام للقوات المسلحة الليبية، خليفة حفتر، ومع سيف الإسلام القذافي لكنهما لم يعملا معهما ولكنه تواصل في إطار دراسة اجتماعية.

وحاول الإخواني الليبي ابتزاز عضو الصندوق الروسي بإمكانية الإفراج عن الشابين مقابل دعم موسكو للسراج، قائلًا: «إنهما يعاملان معاملة جيدة، ونحن لن نصعّد في الموضوع إعلاميًّا أو غير ذلك، أيضًا نحن نحاول أن لا تتحول القضية إلى القضاء، لأنه إذا وصل الملف إلى القضاء يصعب بعد ذلك التحدث فيه، ولهذا سنسعى إلى حل الأمر بطرق ودية تحقق منفعة للطرفين».

 

الوفاق وتاريخ من الابتزاز

 

وتكشف الواقعة عن طبيعة العمل الخارجي لحكومة الوفاق ومحاولتهم كسب مزيد من الدعم الدولي لها، إذ جاء منافيًا للأعراف الدولية.

وسبق ومارست الوفاق محاولات ابتزاز ضد عديد من الدول؛ منها مصر التي تعرضت بعثتها الدبلوماسية في 2014 لاختطاف أربعة من أفرادها، لاسيما الاستهداف المتكرر الذي تعرض له مصريون بليبيا في بداية الحرب الليبية.

بشكل متوازٍ تعرضت كوريا الجنوبية لابتزاز عندما اختطف مسلحون تابعون للتنظيم الإرهابي في طرابلس في 19 يناير 2014 رئيس البعثة التجارية الكورية الجنوبية وأفرجت عنه بعد حصولها على فدية مالية كبيرة. وفي 12 أبريل 2015 قتل حارسان للسفارة الكورية، وأصيب ثالث، في طرابلس، نتيجة هجوم مسلح على السفارة الكورية الجنوبية لدى ليبيا.

بخلاف ذلك تعرضت دول عديدة مثل فرنسا وأوكرانيا والأردن لمحاولات ضغط من قبل الوفاق لإقناعهم بإعلان الدعم لها على حساب الجيش الوطني الليبي في الشرق.

وسخر الإعلامي الليبي من محاولات خالد المشري، واصفه بـ«هنري كيسنجر حكومة الوفاق». وتابع عبر صفحته الرسمية على «فيسبوك» إن هذا الأسلوب في الإدارة يعكس فشل وبدائية الوفاق في إدارة الملف الخارجي، معتبرًا أن الموقف الروسي صامد في عدم دعم الميليشيات الإرهابية.

 بدوره قال السياسي الليبي، عبدالمنعم اليسير إن المشري الرجل النشط في حكومة الوفاق ويجري لقاءات واتصالات جديدة في الخارج ليكسب لها الدعم الخارجي.

وتوقع أن تنتهي محاولاته مع موسكو بالفشل، معتبرًا أن روسيا لن تخضع لمثل هذه المحاولات الطفولية.

واعتبر أن ليبيا بالنسبة لموسكو ملف غاية في الحساسية مثل سوريا ولن تغير موقفها فيه لمجرد مطالبات إخوانية.

وشدد على دعم روسيا للجيش الليبي، مدللًا على ذلك بموافقة موسكو على بيع سلاحها للجيش وليس للميليشيات.