السيطرة على الحساب وتغيير اسمه تكتيك جديد بدل الإغلاق

ما الذي يخيف النظام القطري من حساب "نسويات قطريات" على تويتر

يحرص النظام القطري على أن يكون الجميع في البلاد منصاعا للأوامر والتعليمات. وقبل أسبوع حرص على أن يسكت صوتا لناشطات قطريات يطالبن بحقوقهن بالاستيلاء على حسابهن على تويتر وتغيير توجهاته.

ماذا يوجد خلف الواجهة

الدوحة

 أثار تغيير اسم حساب “نسويات قطريات” على تويتر ليصبح “نساء قطريات”، تساؤلات كثيرة.

وأغلقت السلطات القطرية العام الماضي حسابا يحمل اسم “نسويات قطريات” واعتقلت القائمات عليه ووجهت تهديدات لأهاليهن.

وفي بيان مرتبك أقحم فيه “قانون نيوتن الثالث” وعبارة “الشريعة” مرات عديدة نشر الحساب على تويتر بيانا وضح ما قال إنه “سبب تغيير اسم الحساب وتوجهه”.

وذكر البيان “لمسنا الآثار المترتبة على الاستمرار في ما كنا عليه سابقا”. وقدمت القائمات على الحساب اعتذارهن عن نهجهن السابق مؤكدات سعيهن في الإصلاح بما يتوافق مع الشرع.

ورغم اعتراف كاتب البيان بـ”فاعلية المنبر في نشر الوعي بفترة وجيزة”، فقد قال إن القائمات على الحساب “تناقشن مع المثقفين الناقدين الواعين الذين ساعدوهن على فهم مآلات الأمور ومصائرها”.

وحاول مغردون أن يفهموا ما ورد بين السطور. وسخروا أن كاتب البيان قصد “فهم مآلات الأمور ومصائرها، المصير المحتوم للقائمات على الحساب وهو السجن”.

وأكد البعض أن القائمات على الحساب تعرضن للتهديد. 

ويذكر أن حسابات وهمية غزت الحساب رغم أن عدد متابعيه قليل جدا مقارنة بالحساب المقفل للثناء على “الرأي السديد”.

وكان حساب “نسويات قطريات”، QatarFem@، الذي ظهر على موقع تويتر في يوليو 2019، أغلق بعد ثلاثة أسابيع من إطلاقه.

وتداول قطريون على تويتر أنباء عن استدعاء المسؤولات عنه للتحقيق معهن، وأجبرن على إغلاق الحساب.

وكشفت الناشطة القطرية تهاني الهاجري في تغريدة على حسابها الموثق في تويتر عن إغلاق الحساب، وكتبت أنه “تم استدعاء القائمات عليه، ويبدو أنهن خفن وأقفلنه، ندعي لهن أن يكنّ بخير”.

وأكدت الناشطة مريم الهاجري الأمر ذاته، مشيرة إلى استدعاء أهالي الفتيات.وانتقدت الناشطة التعامل الأمني مع المطالب الحقوقية للنساء. واختفى حساب الهاجري mariama1hajiri@ بعدها ولا يعرف شيء عن مصير الفتاة.

ونصحت مغردة الناشطات “بعدم التغريد بحساباتهن الرسمية واستخدام أسماء مستعارة وتطبيقات وقف التتبع حتى لا يتعرضن للاعتقال أو المساءلة القانونية”.

وسبق لحساب نسويات قطريات أن أطلق هاشتاغ #حقوق_المرأة_القطرية. واعتقل المغردون الذين دعموا المطالب المشروعة ضمن الهاشتاغ ووقعوا تعهدات بعدم “إثارة الفتنة”.

ونتيجة لفرض قيود وقوانين تضطهد النساء، وتحرض على العنف ضدهن، تستمر النساء القطريات في الهروب من بلادهن إلى الخارج، حتى يجدن متنفسا لهن.

وكانت عائشة القحطاني سخرت ممن

ويذكر أن حملة حقوق المرأة القطرية تثير نقاشا واسعا على موقع تويتر.

وكلما فعل هاشتاغ #حقوق_المرأة_القطرية تغرقه حسابات وهمية تابعة للجيش الإلكتروني القطري الذي يسمى #خلايا_عزمي، نسبة إلى عزمي بشارة، مهندس الاستراتيجية الإعلامية القطرية كما يقول مراقبون، بمواد إباحية أو صور وتغريدات ليست لها معنى أو تلجأ لجان عزمي إلى إطلاق هاشتاغ منافس لإخفائه من الترند.

واكتسبت قطر في السنوات الماضية خبرة كبيرة في تشويه خصومها وتلميع صورتها على مواقع التواصل الاجتماعي في العالم عبر تجنيد جيوش إلكترونية. وفي الفترة الأخيرة باتت مهمّة هذه الجيوش التوجّه إلى الداخل القطري، لتعزيز المحتوى الموالي لتوجّهات النظام.

ويجد قطريون في تويتر متنفسا للتعبير عن آرائهم، لكنهم لا يتمتعون بالجرأة الكافية بسبب خطر تعرضهم للاعتقال والموت تحت التعذيب.

وخاضت قطريات مغامرة بخروجهن عن صمتهن، بعد مطالبتهن بمساواتهن بالسعوديات اللائي حصلن على مكاسب عديدة، وأضحى بإمكانهن استخراج جواز سفر بأنفسهن أسوة بالرجال والسفر بعد بلوغ 21 عاما دون شرط موافقة ولي الأمر. وتطالب القطريات بتعديل أنظمة السفر والأحوال المدنية والعمل المجحفة بحقهن.

وتحتل قطر المرتبة 130 من أصل 144 دولة في مؤشر المساواة بين الجنسين.

ولطالما استخدمت المنابر الإعلامية القطرية الحديث عن حقوق المرأة السعودية منهجا لابتزاز السعودية وتشويه صورتها في الخارج. وبعد حصول سعوديات على مكاسب هامة لم تلق هذه المنابر بالا لحقوق القطريات اللائي يقلن إنهن يعاملن كـ“إنسان من الدرجة الثانية”.

وقبل أشهر قليلة فعل مستخدمو تويتر هاشتاغا يطالب بإطلاق سراح المعارضة القطرية لطيفة المسيفري من السجون القطرية بعد انقطاع أخبارها منذ أغسطس 2019. والمسيفري معتقلة بسبب مقاطع فيديو دأبت على نشرها في حسابها على سنابشات الذي يحمل اسم “صوت المواطن” اشتكت ضمنه معاناتها من الفقر.

واعتبر موقع قطريليكس أن النظام القطري يستغل المرأة لتجميل صورته وإظهاره أكثر انفتاحا على الغرب. ويقنن القانون القطري العنف الأسري تحت مسمى “التأديب”. ولا تستطيع المرأة القطرية السفر دون إذن الوصي كما أنها تتعرض للفصل التعسفي من العمل. وكشف الموقع عن اعتقال عدد من نساء الأسرة الحاكمة بسبب عدم انصياعهن للأوامر وأكد على وجود العشرات من القطريات في السجون فيما هربت أخريات خارج البلاد.

دعوها إلى العودة إلى قطر. وكشفت الناشطة القطرية أبريل الماضي عن استئجار بلادها لمعارض سعوديلغسل دماغها وإقناعها بالعودة. وتعرضت إلى هجوم من مغردين قطريين.