بماذا سيحتمي ترامب من وابل الانتقادات..
موجة ثانية لكورونا تضاعف محن ترامب قبل الانتخابات الرئاسية
تُكابد الولايات المتحدة من أجل كبح جماح فايروس كورونا الذي انتشر بطريقة جعلت من إدارة الرئيس دونالد ترامب عرضة لانتقادات واسعة حيث تخطت البلاد عتبة المليوني إصابة وسط استعدادات لموجة ثانية من الجائحة قد تخلط أوراق ترامب قبيل الانتخابات الرئاسية التي ستجري في نوفمبر المقبل خاصة وأنها تزامنت مع موجة الاحتجاجات ضد العنصرية.
تتعزز المخاوف في الولايات المتحدة من موجة ثانية لوباء كورونا في ظل ارتفاع أعداد المصابين وهو ما يمثل نبأ غير سار للرئيس دونالد ترامب الذي يتأهب لخوض معركة إعادة الانتخاب بعد أزمات عديدة قد تضعف من حظوظه.
ويواجه ترامب أصلا انتقادات لاذعة من خصومه بشأن طريقة استجابة إدارته لمكافحة كوفيد – 19 خاصة بعد أن تجاوز عدد الإصابات بهذا المرض مليوني حالة.
وتجاهد نحو عشر ولايات أميركية منها تكساس وأريزونا لمواجهة زيادة أعداد المصابين بفايروس كورونا ممن تستدعي حالتهم العلاج بالمستشفيات، على نحو يؤجج المخاوف من أن تفجّر إعادة فتح اقتصاد البلاد موجة عدوى ثانية.
ومازالت الولايات المتّحدة تسجّل أكثر من 20 ألف إصابة جديدة بالفايروس يومياً، وتعجز عن خفض هذا الرقم ما جعل فرص رفع القيود المفروضة بسبب كورونا تضعف أكثر وهو ما ارتد على الاقتصاد والبورصة في البلاد.
وهوت الأسهم العالمية عند الإغلاق الخميس وسط مخاوف من عودة انتشار الوباء.
والمرة السابقة التي هبط فيها مؤشر ستاندرد آند بورز 500 وداو جونز بهذا القدر في يوم واحد كانت في مارس عندما بدأت حالات الكورونا بالولايات المتحدة في الزيادة.
والارتفاع الأخير في عدد الحالات في ما يقرب من عشر ولايات يعكس في جانب منه زيادة في الفحوص والاختبارات، لكن كثيرا من تلك الولايات تشهد أيضا ارتفاعا في أعداد المصابين بالمستشفيات التي بدأ بعضها يواجه أزمة في الأسرّة بوحدات الرعاية المركزة.
ويرى مراقبون أن هذه الموجة المحتملة تذكي شوكة خصوم ترامب لاسيما بعد الاحتجاجات الأخيرة ضد العنصرية على خلفية حادث وفاة شاب أسود بعد أن ضغط عليه شرطي بركبته.
وسجلت تكساس الخميس زيادة قياسية في أعداد المصابين داخل المستشفيات لليوم الثالث على التوالي.
الولايات المتّحدة تسجّل أكثر من 20 ألف إصابة جديدة بفايروس كورونا يومياً، وتعجز عن خفض هذا الرقم
وقال رئيس بلدية هيوستون إن المدينة على استعداد لتحويل ملعب كرة القدم بها إلى مستشفى ميداني إن استدعى الأمر.
وفي نورث كارولاينا، لم يعد متاحا سوى 13 في المئة فقط من أسرّة الرعاية المركزة في الولاية نظرا لحالات الإصابة الحادة بمرض كوفيد -19 الناجم عن الفايروس.
وشهدت أريزونا عددا قياسيا من مرضى الكورونا داخل المستشفيات، إذ بلغ العدد 1291 حالة، وطلب مدير الصحة بالولاية من المستشفيات هذا الأسبوع تفعيل خطط الطوارئ وزيادة الطاقة الاستيعابية داخل وحدات الرعاية المركزة.
ويشير موقع الولاية على الإنترنت إلى أن حوالي ثلاثة أرباع الأسرّة في وحدات الرعاية المركزة بالولاية مشغولة.
ويخشى خبراء قطاع الصحة حدوث زيادة جديدة في الإصابات بسبب الاحتجاجات التي هزت البلاد على التمييز العنصري وفظاظة الشرطة والتي لا تزال تعم الولايات المتحدة منذ أسبوعين ويتجمع فيها أعداد كبيرة. وبموازاة ذلك، استثمر خصوم الرئيس ترامب الديمقراطيين هذا الارتفاع لاتهامه بسوء إدارة الأزمة حيث تعجز الولايات المتحدة حتى الآن عن خفض عدد الإصابات.
وهاجم جو بايدن المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأميركية ترامب بسبب طريقة إدارته لجائحة كورونا.
وأشار بايدن، الذي يواجه ترامب في الانتخابات التي تجرى في الثالث من نوفمبر، إلى أن عدد حالات كوفيد – 19 يواصل الزيادة في أكثر من 20 ولاية. واتهم الرئيس الجمهوري بأنه “يحاول تجاهل الواقع”.
وقال بايدن، الذي شغل منصب نائب الرئيس السابق باراك أوباما، في بيان “حتى الآن وبعد الحصيلة التي لا تصدق والتي تكبدها بلدنا بالفعل لا يزال الرئيس ترامب يرفض التعامل مع الفايروس بجدية”.
وردت حملة ترامب بالإشارة إلى القيود على السفر من الصين التي فرضها الرئيس قائلة إنها أنقذت “أرواحا لا حصر لها”. وقال تيم مرتو المتحدث باسم الحملة “أجرت الولايات المتحدة تحت قيادة الرئيس فحوصات للفايروس أكثر مما أجرته سائر البلدان الأخرى مجتمعة، وفي الوقت نفسه يواصل جو بايدن قذف قنابل حزبية غير مجدية من على الهامش”.
وسجلت كل من أريزونا ويوتا ونيو مكسيكو زيادات في الإصابات الجديدة بنسبة 40 في المئة أو أكثر خلال الأسبوع المنتهي في السابع من يونيو مقارنة بالأسبوع السابق، وفقا لتحليل أجرته رويترز.
وارتفعت الحالات الجديدة في فلوريدا وساوث كارولاينا ونورث كارولاينا بأكثر من 30 في المئة في الأسبوع المنقضي.
وقال الدكتور أنتوني فاوتشي مدير إدارة الأمراض المعدية بالولايات المتحدة لشبكة سي.بي.سي الإخبارية الكندية إن ارتفاع أعداد الحالات حتمي مع رفع القيود. وتجري الولايات المتحدة يومياً نصف مليون فحص مخبري لكشف المصابين بالفايروس.
ووفقاً لمقياس وضعه باحثون في جامعة ماساتشوستس استناداً إلى 11 نموذجا وبائيا، يتوقّع أن يبلغ عدد الوفيات بكوفيد – 19 في الولايات المتّحدة 130 ألف وفاة بحلول 4 يوليو، عيد استقلال الولايات المتحدة.