القلق من كوفيد يعظّم المخاوف من جدري القردة

التأهب سيد الموقف

نيويورك

في وقت ما زال فيه الناس متوترين والحديث عن كوفيد لم يهدأ، لأجل هذا تلقفوا أخبار جدري القردة وهم بمزاج متعكر رغم أنه مرض مختلف ومعطياته وطرق انتشاره مختلفة تماما.

ويقول خبراء في الصحة إن العالم في حاجة إلى علاج نفسي جماعي لكي يعود إلى هدوئه ويتقبل أن البشرية عاشت طيلة تاريخها والأوبئة والأمراض تعصف بها، معتبرين أن الأهم هو قدرة الجهات الصحية على طمأنة الناس بدل إخافتهم من انتشار المرض الجديد وصعوبة التحكم فيه.

ودق مسؤولو الصحة العالمية ناقوس الخطر بشأن ارتفاع عدد الإصابات بجدري القردة في أوروبا ومناطق أخرى، وهو نوع من الإصابة الفايروسية الأكثر شيوعا في غرب القارة الأفريقية ووسطها.

وقالت منظمة الصحة العالمية إنه تم حتى يوم الجمعة تأكيد نحو 80 إصابة بجدري القردة كما أن هناك 50 إصابة أخرى يجري التحقق منها في 11 دولة.

وأعلن مسؤول في الصحة العامة بالولايات المتحدة للصحافيين الجمعة إن المخاطر على عامة الناس منخفضة في الوقت الحالي.

وجدري القردة فايروس يمكن أن يسبب أعراضا تشمل ارتفاع درجة الحرارة وآلاما ويظهر بشكل طفح جلدي مميز.

ويرتبط هذا المرض بالجدري ولكنه عادة ما يكون أخف لاسيما سلالة غرب أفريقيا من الفايروس التي تم رصدها في إصابة بالولايات المتحدة، والتي يبلغ معدل الوفيات الناجمة عنها نحو 1 في المئة. وقال المسؤول إن معظم الناس يشفون تماما في غضون ما يتراوح بين أسبوعين وأربعة أسابيع.

ولا ينتقل الفايروس بسهولة مثل فايروس سارس – كوف – 2 الذي حفز جائحة كوفيد – 19 على مستوى العالم.

ويعتقد الخبراء أن التفشي الحالي لمرض جدري القردة ينتشر من خلال الاحتكاك المباشر بجلد شخص مصاب بطفح جلدي نشط. وقال الخبراء إن ذلك من شأنه أن يسهّل احتواء انتشاره بمجرد تحديد الإصابة.

وقال الدكتور مارتن هيرش من مستشفى ماساتشوستس العام “ينتشر كوفيد عن طريق الجهاز التنفسي وهو شديد العدوى. لا يبدو أن هذا هو الحال مع جدري القردة”.

والكثيرون من الأشخاص ، وليس كلهم، الذين تم تشخيص إصابتهم في التفشي الحالي لجدري القردة رجال مارسوا الجنس مع رجال آخرين، بما في ذلك إصابات في إسبانيا تم ربطها بحمام بخار (ساونا) في منطقة مدريد.

ووفقا لمنظمة الصحة العالمية فإن حالات التفشي التي تم تسجيلها في الآونة الأخيرة حتى الآن غير نمطية لأنها تحدث في دول لا ينتشر فيها الفايروس عادة. ويسعى العلماء لفهم أصل الإصابات الحالية وما إذا كان أيّ شيء يخص الفايروس قد تغير.

وتم اكتشاف معظم الحالات المسجلة حتى الآن في بريطانيا وإسبانيا والبرتغال. وتم أيضا تسجيل إصابات في كندا وأستراليا وتأكيد إصابة واحدة بجدري القردة في مدينة بوسطن الأميركية حيث أعلن مسؤولو الصحة العامة عن احتمال ظهور المزيد من الإصابات في الولايات المتحدة.

وأبدى مسؤولو منظمة الصحة العالمية قلقهم من احتمال ظهور عدد أكبر من الإصابات مع تجمع الناس في مهرجانات وحفلات وعطلات خلال أشهر الصيف المقبلة في أوروبا ومناطق أخرى.

وبدأت بريطانيا في تطعيم العاملين في مجال الرعاية الصحية، الذين قد يكونون معرضين للخطر أثناء رعاية المرضى، بلقاح الجدري والذي يمكن أن يقي أيضا من جدري القردة.

وتقول الحكومة الأميركية إن لديها ما يكفي من لقاح الجدري في مخزونها الوطني الاستراتيجي لتطعيم جميع سكان الولايات المتحدة.

وعن السبب الذي قد يكون وراء الارتفاع في الإصابات، قالت أنجيلا راسموسن عالمة الفيروسات في منظمة اللقاحات والأمراض المعدية بجامعة ساسكاتشوان بكندا إن “الفايروسات ليست شيئا جديدا وهي متوقعة”.

وأضافت أن عددا من العوامل عجّل من ظهور الفايروسات وانتشارها ومن بينها زيادة السفر على مستوى العالم وتغير المناخ. وقالت إن العالم أيضا في حالة تأهب أكبر لعمليات تفش جديدة لأي نوع من الفايروسات في أعقاب جائحة كوفيد – 19.