اللوبي الأميركي الداعم للجزائر يحاول وقف المناورات داخل المغرب
مناورات الأسد الأفريقي تقلق الجزائر
لوبي أميركي داعم للجزائر ولجبهة بوليساريو الانفصالية بقيادة جيمس إنهوف، رئيس لجنة الدفاع في مجلس الشيوخ الأميركي، يضغط على وزارة الدفاع الأميركية لمراجعة إجراء المناورات في المغرب والبحث عن بلدان أخرى، بعد النجاحات الدبلوماسية الهامة التي حققتها الرباط، خاصة في ما يتعلق بملف الصحراء المغربية.

مناورات ضخمة تكشف أهمية المغرب في المنطقة
تناور الجزائر من خلال اللوبي المساند لها بواشنطن لمنع مناورات الأسد الأفريقي، التي تُنظم كل سنة في المغرب بتنسيق بين القوات المغربية ونظيرتها الأميركية وبمشاركة العديد من البلدان، وذلك في خضم خلافاتها مع الرباط.
وتقدم جيمس إنهوف، رئيس لجنة الدفاع في مجلس الشيوخ الأميركي، بطلب لوزارة الدفاع الأميركية لأجل مراجعة إجراء المناورات في المغرب والبحث عن بلدان أخرى، في محاولة يائسة تقف وراءها الجزائر، بعد النجاحات الدبلوماسية الهامة التي حققتها الرباط، خاصة في ما يتعلق بملف الصحراء المغربية وتعزيز العلاقات مع القوى الغربية في مختلف المجالات، خاصة العسكرية منها.
وبرر السيناتور الجمهوري جيمس إنهوف، المعروف بمناصرته لبوليساريو، والذي يرأس لجنة الدفاع، طلبه بـ”العراقيل” التي يضعها المغرب في طريق التوصل إلى تسوية لملف الصحراء المغربية، على حد تعبيره.
وقال إنهوف بمناسبة بحث لجنة الدفاع في مجلس الشيوخ تعيين عسكريين في مواقع استراتيجية داخل الجيش الأميركي، إنه ناقش هذا المقترح مع أعضاء آخرين في مجلس الشيوخ، كما أعلن أنه أثار هذا الموضوع مع وزير الدفاع لويد أوستن، وقال “يسعدني أن يتفق الوزير أوستن معي بشأن هذه المسألة، ولذا سأطلب من كل واحد منكم الرد سواء كنتم توافقون أيضا أم لا”.
وعقب التحركات التي قام بها السيناتور الأميركي الموالي لبوليساريو، من أجل نقل المناورات من المغرب، أكد الجنرال ستيفن تاونسند، قائد القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا، الثلاثاء أمام لجنة الكونغرس أنه سيكون من الصعب إيجاد مضيف جديد للنسخ المقبلة من مناورات الأسد الأفريقي ليحل محل المغرب، الشريك الاستراتيجي في المنطقة.
وأكد هشام معتضد، الأكاديمي والخبير المغربي في العلاقات الدولية، المقيم بكندا، أن الطلب الذي تقدم به جيمس إنهوف لوزارة الدفاع الأميركية من أجل مراجعة إجراء مناورات الأسد الأفريقية، يترجم مدى حرص اللوبي المعادي للمصالح المغربية على تقويض وإضعاف العلاقات الاستراتيجية بين الرباط وواشنطن.
وأضاف هشام معتضد في تصريح لـ”العرب” أن هذا الطلب يندرج أيضا ضمن سعي الجزائر، من خلال اللوبي الأميركي الذي يشرف على الدفاع عن مصالحها مقابل أموال طائلة، إلى تكريس معاداتها للنموذج الناجح الذي يتبناه المغرب في تطوير مكتسباته الاستراتيجية ورؤيته البناءة، المنخرطة في ضمان استقرار المنطقة والحفاظ على توازناتها الأمنية.
وترجمة للتعاون الثنائي بين البلدين على كافة المستويات، تم تنظيم مناورات الأسد الأفريقي في شهر يونيو الماضي 2022 في دورتها الثامنة عشرة في المغرب، بشراكة بين القوات المسلحة الملكية المغربية، وقوات الولايات المتحدة الأميركية القسم الأفريقي “أفريكوم”، وقد جرت في مناطق القنيطرة وأكادير وطانطان وتارودانت والمحبس بالصحراء المغربية، ومشاركة حوالي 7 آلاف و500 جندي من المغرب والولايات المتحدة الأميركية، ودول أخرى مشاركة مثل فرنسا وبريطانيا وإيطاليا وحلف الناتو وتونس وغانا وغيرها.
ونظرا للأهمية الاستراتيجية التي توليها واشنطن والرباط للتعاون العسكري الثنائي، والبعد الأمني لمحور التعاون الإقليمي على المستوى الأفريقي كذلك، تعمل الجزائر من خلال اللوبي الذي يخدم أجندتها على إعاقة كل ميكانزمات التفاهم الأميركي – المغربي من داخل المؤسسات الحساسة داخل الولايات المتحدة الأميركية، خصوصا بعد الاعتراف الأميركي بمغربية الصحراء.
وعمل جيمس إنهوف، المؤيد لأطروحة بوليساريو الانفصالية، داخل مجلس الشيوخ الأميركي في فبراير 2021، وأقنع 26 من أعضاء مجلس الشيوخ، أي أكثر من ربع الأعضاء، بمطالبة الرئيس جو بايدن بإلغاء مرسوم العاشر من ديسمبر 2020، الذي وقعه سلفه دونالد ترامب، والذي يقضي باعتراف واشنطن بمغربية الصحراء.
واعتبر معتضد أن جيمس إنهوف الذي اختار الانصياع للوبي الأميركي الذي يخدم مصالح الجزائر في دوائر القرار السياسي في واشنطن، يغامر بصورة لجنة الدفاع في مجلس الشيوخ الأميركي أمام المنتظم الدولي، وذلك لما تحمله اللجنة من رمزية سياسية، وإقدام رئيسها على تبني هذا النوع من الطلبات قد يفقدها رصيدا سياسيا مهما في بورصة المصداقية السياسية لدى العديد من الفاعلين السياسيين داخل وخارج الولايات المتحدة الأميركية.
وفي سعيه الحثيث لتقويض العلاقات الجيدة للرباط مع الإدارة الأميركية، طالب إنهوف وبايعاز من الجزائر، بتعليق التعاون العسكري مع المغرب، وحرص على وضع بند في قانون تفويض الدفاع الوطني للسنة المالية 2022، يشترط منح المساعدات والتمويل العسكري للمغرب بالتزامه بـ”البحث عن حل سياسي مقبول للطرفين في الصحراء المغربية”.
في المقابل، عملت إدارة بايدن على تغليب مصالحها مع المملكة، وقررت خلال جلسة افتتاح الحوار الاستراتيجي مع المملكة، الذي عقد في الرباط في مارس الماضي، إعفاء يسمح للقيادة الأميركية في أفريقيا بمواصلة تعاونها وتدريبها مع المغرب، حيث أكدت المتحدثة باسم القيادة الأميركية في أفريقيا باردا آزاري، آنذاك أن “شراكتنا العسكرية مع المغرب متينة، ونحن على ثقة من أن هذه الشراكة التي لا تتزعزع ستستمر في الازدهار في السنوات المقبلة”.
وفي دفاعه عن موقفه، شدد رئيس القيادة الأميركية في أفريقيا على دور المغرب ومساهمته في هذه التدريبات، مذكرا بأن المغرب استضاف 18 نسخة من مناورات الأسد الأفريقي، وقال إن “لديه قدرة هائلة على القيام بذلك؛ قدرتهم العسكرية عالية جدا، بالإضافة إلى البنية التحتية، وميادين الرماية”، مضيفا أن المغرب مضيف رائع، مؤكدا أن “أفريكوم ستعمل مع المغرب في النسخ المستقبلية للأسد الأفريقي”.