ميليشيات إيران.. قلق مزمن على الحدود الشمالية للأردن

ميليشيات إيرانية في سوريا
منذ تحقيق المصالحة في الجنوب السوري منتصف عام 2018، توقع الأردن ابتعاد خطر الميليشيات الإيرانية عن حدوده خاصة في ظل الاتفاق الأمريكي الروسي الذي نص على إبعاد الميليشيات من المنطقة الواقعة قرب الحدود الأردنية - السورية، لمسافة 60 كيلومتراً.
لكن إيران وميليشياتها لم تتوقف منذ ذلك الوقت عن محاولة الاقتراب من الأردن والسيطرة على أجزاء من الحدود في ظل غياب الجيش السوري، بدءاً من محاولة نشر التشيّع على نطاق واسع بدرعا.
وقال الصحافي الميداني أحمد المسالمة، في اتصال مع 24 إن إيران منذ العام الماضي تعمل على نشر المذهب الشيعي في قرى ريف درعا خصوصاً الشرقي.
وأشار المسالمة إلى أن ميليشيات فرقة الرضوان وأبو الفضل العباس العراقي وجدوا طريقة نشر المذهب الشيعي الطريقة الأفضل للسيطرة على درعا، عن طريق موالين للشيعة من قبل الثورة لجذب الأهالي.
وأوضح أن حزب الله اللبناني تولى مسؤولية فتح عدة مكاتب تتولى مسؤولية التجنيد ونشر التشييع، عبر إغراءات مالية ورواتب تصل إلى 400 دولار أمريكي شهرياً، وهي أجور مرتفعة مقارنة بمستوى الدخل المتردي في سوريا.
ورغم تعرض هذه المكاتب والوفود الشيعية للاعتداء من قبل رافضين لعملها في درعا إلا أن المسالمة كشف عن تسجيل حالات بالإقبال على هذه الميليشيات نتيجة الفقر المدقع.
ومن الأساليب الأخرى التي تتبعها الميليشيات للسيطرة على الجنوب السوري هي صناعة المخدرات ومحاولة تهريبا نحو الأردن وجني عوائد مادية مرتفعة.
ويقول يوسف المحاميد، وهو ناشط في درعا، إن "الحصول على المخدرات خاصة صنفي الحشيش والكبتاغون بات أسهل من الحصول على الخبز في درعا".
ويشير المسالمة وهو يتحدث عن الانتشار الهائل للمخدرات في الجنوب السوري، إلى أن الحشيش يتم تهريبه عبر شبكات تقودها ميليشيات حزب الله، في حين يتم صناعة الكبتاغون داخل درعا ومناطق أخرى بسوريا من خلال مواد أولية يتم إحضارها من إيران والعراق.
وتحاول الميليشيات تهريب الجزء الأكبر من المخدرات نحو الأردن ومن ثم نحو دول أخرى لكن السلطات الأردنية باتت تتبع أسلوباً جديداً في تتبع محاولات التهريب ما أسفر عن إحباط عدة محاولات ومقتل الكثير من المهربين.
وتداول ناشطون سوريون تغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي، أن إيران بدأت تحاول إعادة نشر قواتها في درعا، من خلال دفع تعزيزات عسكرية بينها دبابات وأسلحة ثقيلة إضافية إلى درعا، في إجراء فسروه بمحاولة السيطرة على الحدود مع الأردن.
وتعليقاً على هذه التطورات، اكتفى مصدر حكومي أردني بالتأكيد على قدرة الجيش بمواجهة أي تهديدات خارجية.