إعلان بعض الكتائب التابعة لحكومة الدبيبة حالة «استنفار عسكري»

تقارير عن مقتل «مرتزقة» موالين لتركيا في طرابلس

جانب من التحشيدات العسكرية لقوات موالية لحكومة الدبيبة قرب مطار طرابلس

وكالات

التزمت السلطات الليبية الصمت حيال تقارير تحدثت عن إصابة «عدد من المرتزقة السوريين الموالين لتركيا وحكومة الوحدة المؤقتة برئاسة عبد الحميد الدبيبة»، بعد سقوط قذيفة أطلقتها طائرة بدون طيار في ساعة مبكرة من صباح أمس على المطار الدولي بالعاصمة طرابلس. فيما أكدت مصادر غير رسمية أن «الحادث أدى لإصابة عدد من القوات الموجودة بالمطار»، بينما نقلت وسائل إعلام محلية عن شهود عيان «مقتل 9 مرتزقة سوريين وجرح 11 آخرين» في الحادث، الذي تلاه إعلان بعض الكتائب داخل العاصمة حالة «استنفار عسكري».
وقال مصدر أمني، إنه تم «نقل القتلى براً إلى قاعدة الوطية العسكرية قبل نقلهم إلى تركيا، بينما تم نقل المصابين إلى الوحدة العسكرية التركية الطبية في معيتيقة بطرابلس لتلقي العلاج»، مشيراً إلى «الاستعانة بمجموعة من المقاتلين السوريين من الميليشيات المعروفة باسم (سليمان شاه)».
وحلقت في ساعة مبكرة من صباح أمس طائرة بدون طيار فوق عدة مناطق جنوب طرابلس، وسط استنفار لميليشيات موالية لحكومة الدبيبة داخل العاصمة. لكن الدبيبة تجاهل هذه التطورات، وعقد اجتماعاً لليوم الثاني على التوالي مع محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي، ونائبه موسى الكوني، بحضور محافظ المصرف المركزي لبحث «مستجدات الأوضاع في البلاد، وجهود ضمان الاستقرار المالي والنقدي للدولة». وقال بيان للمجلس، إنه تم خلال الاجتماع التأكيد على ضرورة استمرار الحفاظ على الاستقرار المالي للدولة في هذه المرحلة الحساسة، بغية الوصول إلى تحقيق تطلعات الشعب الليبي بإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية.
كما ناقش الدبيبة، مساء أول من أمس، خلال اجتماع مع أعضاء مجلس إدارة جهاز تنمية وتطوير الهلال النفطي ميزانية الجهاز، وخطته للعام الحالي. وأصدر تعليماته للتنسيق مع كافة المجالس البلدية الواقع في نطاقها الجهاز من حيث تحديد الخطة، وأن يتم العمل وفق أسعار نمطية معتمدة، وضرورة التنسيق مع الأجهزة التنفيذية في عدم ازدواجية التنفيذ، مؤكداً أن الهدف من هذا الجهاز هو دعم منطقة الهلال النفطي، وتقديم خدمات استثنائية لها، وفق الإجراءات القانونية المعتمدة.
إلى ذلك، أكد القائم بأعمال رئيس البعثة الأممية، ريزدون زنينغا، على التزام الأمم المتحدة وجهودها لتحقيق مسار واضح للانتخابات كأولوية قصوى. ونقل عن عمداء عدة بلديات، التقاهم مساء أول من أمس، إعرابهم عن «رغبة الشعب القوية في اختيار قادته ومؤسساته عن طريق الانتخابات»، التي شددوا على ضرورة تنظيمها في أقرب وقت، وعلى ضرورة إنهاء المراحل الانتقالية والحكومات المؤقتة.
كان زينينغا قد بحث مع الدبيبة أهمية الضغط على جميع الأطراف للوصول إلى قاعدة دستورية، وإجراء الانتخابات في أقرب وقت ممكن. وخلال اللقاء أكد الدبيبة مجدداً جاهزية السلطات للاستحقاق الانتخابي فور إعلان المفوضية ذلك، وأنها تعمل للمحافظة على الاستقرار الأمني والعسكري اللازم لتهيئة الأوضاع لتحقيق الانتخابات. فيما شجع السفير الأميركي إلى ليبيا، ريتشارد نورلاند، القادة الليبيين، للبناء على التقدم الذي تم إحرازه خلال فترة تولي المستشارة الأممية السابقة ستيفاني ويليامز.
من جهة ثانية، هدد سكان مدينة أوباري بإغلاق الطريق المؤدية للحقول النفطية، في حال عدم تدفق الوقود للجنوب خلال أسبوع، وحملوا الحكومات الليبية وشركة البريقة للنفط مسؤولية الحادث الأليم، الذي أدى إلى حدوث 9 وفيات، وأكثر من 75 مصاباً.
وتزامن ذلك مع إبلاغ عميد بلدية سبها وسائل إعلام محلية أنه تم منع طائرة كانت قادمة من طرابلس، وعلى متنها وفد من حكومة الدبيبة، من النزول في مطار سبها (جنوب). لكن عثمان عبد الجليل، وزير الصحة بحكومة باشاغا والناطق باسمها، نفى اعتراض الجيش الوطني طائرات تابعة لحكومة الوحدة من الهبوط في مطار سبها.
من جهته، اعتبر «تكتل فزان» في مجلس النواب أن التهميش وشح الخدمات في إقليم فزان، هما سبب فاجعة الحريق الذي أودى بحياة 9 أشخاص، وطالب في بيان بإبعاد هذه الأحداث المؤسفة عن المزايدات السياسية من كل الأطراف.