المتظاهرون قطعوا طرقاً بإطارات مشتعلة في شمال شرقي سوريا

احتجاجات في دير الزور تطالب بالإفراج عن موقوفين لدى «قسد»

صورة متداولة في «فيسبوك» للاحتجاج في بلدة العزبة شمال شرقي سوريا

القامشلي

نظم أهالي بلدات بريف مدينة دير الزور شرقي سوريا احتجاجات شعبية، طالبوا فيها بتحسين الواقع المعيشي والخدمي لأبناء المنطقة، والإفراج عن موقوفين كانوا عسكريين في صفوف «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، واعتقلوا بتهمة التعامل مع جهات خارجية معادية لـ«الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا»، في وقت كشف سياسي كردي بارز بأن قادة الإدارة ذهبوا إلى العاصمة السورية دمشق، بهدف تفعيل المسار السياسي بين دمشق والقامشلي، بوساطة وضمانة القوات الروسية المنتشرة في سوريا. وأكد أن «الإدارة لا تسعى إلى تغيير النظام الحاكم أو وضع بديل؛ لكنها تريد تصويب الأخطاء بين الجانبين».
ونشرت صفحات ومواقع إخبارية سورية محلية، صوراً ومقاطع فيديو تظهر خروج احتجاجات في بلدتي العزبة والصور وقرية ضمان شمالي دير الزور، الثلاثاء، مطالبة بالإفراج عن جميع المعتقلين في سجون «قسد» من أبناء المنطقة، كانوا عسكريين في «مجلس دير الزور العسكري» التابع للقوات؛ لكنهم أوقفوا مؤخراً بتهمة التعامل والتخابر مع جهات خارجية معادية لمشروع «الإدارة الذاتية»، إلى جانب دعوات لتحسين الوضع المعيشي لسكان المنطقة، والتوزيع العادل للثروات النفطية والمحروقات.
وقطع المحتجون الطرقات الرئيسية، وأشعلوا إطارات مطاطية، ورفعوا لافتات منددة تعبيراً عن رفضهم لحالات الاعتقال التي طالت عسكريين كانوا على رأس عملهم.
وشهدت مراراً هذه المناطق من مدن وبلدات ريف دير الزور الخاضعة لقوات «قسد» وإدارتها المدنية، احتجاجات مماثلة، طالبوا في بعضها بتحسين الخدمات، بينما طالبت احتجاجات ثانية بتسليم مخصصات المدنيين من المحروقات والطاقة، ومحاربة ملفات الفساد في مؤسسات المجلس المدني التابع للقوات الذي يدير تلك المناطق، كما طالبت بتعويض المتضررين الذين خسروا ممتلكاتهم جراء تعرضها للدمار والخراب بسبب العمليات العسكرية الدولية ضد مسلحي «داعش» خلال سنوات سيطرته على المنطقة، قبل دحره والقضاء عليه ربيع 2019.
سياسياً، قال صالح مسلم، رئيس حزب «الاتحاد الديمقراطي»، وهو من أبرز الجهات السياسية التي تدير الإدارة الذاتية، إنهم ذهبوا إلى العاصمة دمشق في كثير من المرات: «كذلك ذهبنا إلى قاعدة حميميم في طرطوس، وأصبح الروس وسيطاً في تلك الاجتماعات، للوصول إلى صيغة سياسية مشتركة؛ لكن النظام متمسك بذهنيته الإقصائية». ولفت إلى أنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي لتفعيل المسار السياسي بين القامشلي ودمشق، و«هذا لا يعني أننا سنظل جالسين في منازلنا، وسنحاول لنبني سوريا ديمقراطية يتشارك الجميع بالعيش فيها وبنائها». ورأى أن على سلطة دمشق أن تعي «أننا جزء من سوريا، وعلينا العيش سوياً ضمن هذه البلاد. ليس لدينا أي هوس لتغيير النظام أو وضع بديل عنه، عكس ذلك، نحن نرى أخطاء يجب إصلاحها».
واتهم مسلم النظام الحاكم بأنه بعيد عن مطالب الإدارة وجناحها السياسي «مجلس سوريا الديمقراطية» التي عقدت عدة لقاءات مباشرة مع مسؤولين سوريين خلال عامي 2018 و2019، وأضاف: «النظام بعيد عن مطالبنا في دمقرطة سوريا وحرية السوريين، لا يزال يتمسك بذهنيته الإقصائية ويريد الحفاظ على سلطته وحمايتها، وعند الحوار مع حزب أو مؤسسة فإن سياساتهم قائمة على العودة لأحضانهم».
وبهدف ردع التهديدات التركية بشن عملية عسكرية جديدة ضد مناطق نفوذ الإدارة شرقي الفرات، طالبت أحزاب وقوى سياسية تابعة للإدارة، الأمم المتحدة ومجلس الأمن، باتخاذ مواقف عملية وفرض حظر للطيران على أجواء المناطق الخاضعة لنفوذها، بهدف حماية المدنيين من الغارات التركية. وشدد السياسي الكردي صالح مسلم على أن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية وروسيا الاتحادية: يسيطر «على أجواء مناطق الإدارة، فالنفوذ الروسي يشمل حلب والمناطق المحيطة بها، أما المنطقة الممتدة من عين العرب (كوباني) إلى ديرك، فعائدة للتحالف الدولي».
وأكد مسلم أنه في حال إغلاق أجواء المنطقة: «لن تستطيع تركيا الإقدام على أي فعل، ولن تستطيع أن تتقدم خطوة واحدة؛ لأنها ستصطدم بتحضيرات شعبنا على الأرض الذي يستعد لحرب محتملة وفق منظور ثوري للدفاع عن نفسه»، وفي ختام حديثه أعرب عن تفاؤله وأمله ألا تقدم روسيا أي تنازلات لتركيا: «سابقاً أعطت روسيا الضوء الأخضر لتركيا في مدينة عفرين، وقالت لها تفضلوا واقصفوا ما شئتم، هذه المرة يجب ألا يفعلوا ذلك».